أسرة مسيحية توزع الفوانيس على جيرانهم المسلمين: "كل سنة وانتوا إخواتنا"
فوانيس وهلال وسبح، وصور لبكار وبوجي وطمطم يتوسطها تمثال السيدة العذراء، في مشهد مبهج لا تستطيع أن تفرق فيه بين المسلم والقبطي، تشاركت أسرة مسيحية أجواء الاحتفال بـ شهر رمضان المبارك مع جيرانهم وأصدقائهم، بتوزيع الهدايا والفوانيس والمجسمات الرمضانية، الذين اعتادوا أن يصمموها كل عام ليهادوا بها جيرانهم المسلمين في شهر رمضان.
"إصحى يا نايم، وحد الدايم، رمضان كريم".. كلمات رددها "أندرو" الشاب الجامعي أحد أفراد الأسرة الذي ارتدى جلباب وشال المسحراتي، وبدأ بالطرق على الطبلة التي يحملها، ليمر على جميع جيرانه يهدي لهم الهدايا المختلفة التي نفذها مع والدته وشقيقته، والتي تحمل كل منها اسم أحد الجيران ورسالة تهنئة.
وتقول رانيا نسيم، صاحبة فكرة توزيع الفوانيس، إنها للعام الرابع عشر على التوالي، تتشارك هي وأسرتها فرحة شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن كل عام تقدم أفكارا جديدة في الهدايا الرمضانية التي تتنوع بين الفوانيس، والمجسمات عربة الفول وصانع الكنافة والقطايف، ومدفع رمضان، وغيرها من الهدايا المختلفة.
وأوضحت أن هذا العام قامت بتصميم مجسم يحمل علم فلسطين ومصر، وذلك تضامنًا مع أشقائنا في فلسطين الذين يتواجدون في كل قلب مصري، متابعة أن من أفكار هذا العام أيضًا عمل توزيعات بالتل بداخلها "تمر ومربى أو عسل" بجانب الفوانيس والهدايا.
كما أوضحت أن هذه العادة الرمضانية تتم كل عام ويتشارك معها الفرحة جيرانها المسلمون، كما يتشاركون مع بعضهم البعض جميع المناسبات الدينية سواء الكريسماس، أو عيد القيامة، عيد الفطر والأضحى، قائلة "إحنا إخوات وجيران وأعيادنا وفرحتنا واحدة".
أندرو مسحراتي مسيحي
وقال أندرو إبراهيم، إنه اعتاد ارتداء ملابس المسحراتي وتوزيع الهدايا لإسعاد الناس، مشيرًا إلى أنه تعلم مشاركة المسلمين فرحتهم من والديه، وأراد أن يكون له دور؛ لذلك فكر في ملابس المسحراتي، وأصبح لقبه بين الجيران "أندرو المسحراتي".
وأضاف أنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يسأله الجيران عن متى سيوزع الهدايا ويسحرهم في شهر رمضان، حيث إنهم اعتادوا كل عام تواجده معهم سواء كبارا أو صغارا.
أحد الجيران المسلمين: نتشارك الأعياد والمناسبات
وقالت زمزم فؤاد، إن أسرة أندرو جيران وأصدقاء منذ سنوات، وهم بمثابة عائلة واحدة، مشيرة إلى أنهم اعتادوا مشاركة أعيادهم ومناسباتهم السعيدة مع بعضهم البعض، وتجمعهم المحبة.
وأوضحت أن رانيا وأبناءها، يحرضون على رسم البهجة على وجوه الجيران والأصدقاء وأطفال الشارع من خلال توزيع الهدايا ليس في رمضان فقط، ولكن في الكريسماس أيضا، وهم من يجمعوننا في جميع المناسبات سواء الدينية أو الاجتماعية.