أسامة الأزهري يكشف فضل الأستاذ على التلميذ
تحدث الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، عن قصة جرت بين عالمًا ومتعلمًا بين استاذًا وتلميذًا، والتي تتضمن حرص وفضل الأستاذ على التلميذ.
وقال الأزهري، خلال برنامجه لحظة صفا" المذاع على راديو 9090، إن الإمام الزجاج من كبار أئمة النحو، درس على يد أستاذه أبي العباس المبرد، وكان يدرس كتاب "سيبويه" في النحو، وكان "الزجاج" في ذلك الحين صغيرًا ويعمل بمهنة الزجاج، وكان راغبًا في طلب العلم.
وأضاف: عندما دخل على أستاذه الشيخ أبي العباس، طلب منه أن يدرس له كتاب "سيبويه" في النحو، وسأله عن طبيعة عمله ليقول له "الزجاج" إنه يصنع الأواني الزجاجية، فطلب منه أستاذه أن يحصل على نصف ما يكتسبه من صنعته للموافقة على تعليمه.
ختم الكتاب الذي ورث علومه وتأدب بأدبه
وتابع: اتخذ المبرد صندوقًا عند باب الدار، ولم يشك "الزجاج" في المدرس، وبادر بكل أدب وأدرك أن شرف العلم فوق المال، ووافق على شرط أستاذه، وطابت نفس "الزجاج" وأدرك أن العطاء العلمي من الأموال مهما عظمت.
وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن "الزجاج" درس كتاب "سيبويه" كاملًا واستمرت هذه الحالة سنوات، وعندما ختم الكتاب الذي ورث علومه، وتأدب بأدبه، طلب "المبرد" من تلميذه أن يحصل على مفتاح الصندوق وأن يأخذ كل المال الذي فيه، ويقول له إنه كان يحفظ ماله من بدد الشباب.