الحاج كامل: أبيع البلح منذ أكثر من 50 عامًا.. ولا يوجد غلاء (فيديو)
داخل حارة ضيقة يفترشها الباعة بأنواع البلح المختلفة في أقدم وأشهر الأسواق "سوق الساحل"، يجلس رجل تسعيني، تملئ وجهه التجاعيد كأنها خريطة لحياة مليئة بالتجارب والحكايات، ووجهه البشوش، يُضفي على كلّ من يلتقيه شعورًا بالسعادة والبهجة، ويجعلك تشعر بدفئ الجد مما يجذبك للتحدث معه، والشراء منه.
قال الحاج كامل: "إن اصولي ترجع للصعيد، تحديدًا من محافظة قنا، وأعيش الآن بالقرب من السوق، بسبب سني الكبير، حيث أنني لا أقدر على الذهاب والعودة كل يوم من أجل العمل، إنني أعمل ببيع البلح الإبريمي لأكثر من خمسين سنة، وورثت هذه المهنة عن أبي واجدادي، وأحببتها كثيرًا، لكني لم أورثها لابنائي، حيث أنهم يعملون بوظائف حكومية، لكن اعتبر الأشخاص الذين يعملون معي أبنائي".
ويسترجع كامل ذكرياته فيحكي: "بدأت العمل بهذا المجال من سنة 1975، ومنذ أن أدرت العمل نيابةً عن أبي فتح الله لي باب رزق واسع، فكنت أبيع البلح بـ 5،6،7 صاغ، حيث كان الخير يعم أرجاء الأرض، وكان الأشخاص طيبين ويتوارث الأشخاص الطيبة والشهامة، فكل الأشخاص في ميدان البلح يتعاونون مع بعضهم لبيع المنتجات".
ويستكمل حديثه قائلاً: "لكن تغير الزمان والمكان، فما كان يُباع بقرش، يباع الآن بـ20 جنيها، حديثي ليس مبني على الفراغ لكنه من أساس البلح، وتغير وضع المكان تمامًا عن السابق، حيث كان شارع الساحل كبير، ويمر به "تروماي" نمرة خمسة والآن أصبح المكان صغير وضيق يشبه الأزقة، وتابع أن أنواع وأشكال البلح متنوعة منها "شامية وسكوتي وجنديلة وغيرهم"، كما أن أسعار البلح الإبريمي هذا العام تناسب جميع فئات، ولا يوجد أي نوع من أنواع الغلاء"، مضيفاً: "طول ما النعمة موجودة نحمد الله ونرجوه أن يزيدنا من نعيمه".