رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة الموت.. مأساة الطيور المهاجرة بين نيران الحرب السودانية

أرشيفية
أرشيفية

تحلق الطيور المهاجرة في أسرابها الضخمة فوق سماء السودان، ترسم خطوطًا متعرجة في الجو، وتبدو رحلتها السنوية مثيرة للإعجاب، لكنها محفوفة بالمخاطر هذا العام؛ فبينما تحاول الطيور الوصول إلى وجهتها البعيدة، تصطدم بسحابة من الدخان الأسود تغطي الأفق، حيث صوت طلقات الرصاص والقذائف يملأ الفضاء، إنها حرب السودان التي اندلعت مجددًا. 

وتضطر الطيور لتغيير مسار رحلتها بحثًا عن ممرات آمنة بعيدًا عن الموت، لكن بدلًا من الوصول إلى الماء والغذاء، تجد المزيد من الدمار؛ فالحرب لا ترحم، تقتلع الأشجار وتلوث الينابيع، محولة الحياة إلى أرض مقفرة، فسقطت عشرات الطيور جوعى بلا قوة لمتابعة الرحلة، بسبب خيانة الحرب لها بسلبها لأرواحها وأحلامها. 

السطور التالية، نحاول من خلال عدد من خبراء البيئة المتخصصين البحث عن كيفية تأثر الطيور المهاجرة بالحرب الدائرة في السودان، وما إذا كان من السهل أن تقوم بتغيير مساراتها للفرار من طلقات الموت وأن تحظى بالحياة من جديد.

أمين اتحاد خبراء البيئة: من الصعب تغيير مسارات الطيور المهاجرة 

الدكتور مجدي علّام، مستشار برنامج المناخ العالمي، والأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، قال إن الطيور لها مسارات تبدأ من القطب الشمالي وتنتهي في الجنوب، فعندما يظهر الجليد والصقيع في أوروبا، تعرف طريقها مباشرة إلى الجو الدافئ، سواء شمال أو جنوب أفريقيا، مؤكدًا أن هجرتهم هي جزء من تكوين الطير نفسه في أوقات الشتاء والصيف.

وأوضح "علّام"، في حديثه مع "الدستور"، أن الطيور تتبع التيار الكهرومغناطيسي الذي يكون مرشدها لمعرفة مسارهم من خلال قائدهم الذي يتقدم السرب، مؤكدًا أن الحرب في السودان لها آثار سلبية على الطيور المهاجرة إليها، لأن استخدام الأسلحة النارية تتسبب في وفاة تلك الطيور.

الدكتور مجدي علّام

وأشار إلى أن استنشاق الطيور لدخان المواد الكيميائية السامة المتصاعدة من مقذوفات أسلحة الحرب تتسبب في مقتل تلك الطيور، فالحرب تُشكّل كارثة على البيئة، فهي السبب الأكبر في فقدان 35% من أنواع الكائنات الحية.

ولفت إلى أن الطيور تحتاج وقت طويل لتغيير مساراتها من المناطق الموبوءة بالحروب، فهي لا تقتنع بسهولة بأن عليها تجنب الطيران إلى دولة  ما وتغيير توجهها. 

بحسب موقع "سودانيل"، المهتم بالشأن السوداني والإقليمي، فالسودان يهاجر إليها أسراب النسور، الصقور، اللقالِق، البجَع، الرَّهو  والقرنوق، وغيرها من عوابر القارات، قادمة من مناطق تكاثرها في أوروبا وغرب آسيا في هجرةٍ تصل إلى 1.5 مليون طائر سنويًَّا لسبع وثلاثين نوعًا من الطيور.

خبير بيئي: 60% من الطيور تموت قبل العودة لموطنها

وفي ذات السياق تحدث الدكتور عمر العادلي، خبير بيئي، موضحًا أن الطيور المهاجرة تتجنب الاقتراب من الأصوات المدوية للحروب، وعندما تستشعر الخطر من بعيد تغير مسار رحلتها، لكن خطورة ذلك في ابتعادها عن مسارها الآمن، بالتالي تفقد مصادر أساسية كالرياح والغذاء والماء، مما يقلل من فرص وصولها. 

وأشار "العادلي"، في حديثه مع "الدستور"، أن أصوات الانفجارات يمكن أن تقتل الطيور في أماكن استراحتها بسبب الهلع أو حرمانها من الراحة، أو قد تسبب بعض القنابل تسممًا للطيور، لافتًا إلى أن هناك بعض التقديرات الإحصائية بأن 60% من الطيور تموت قبل العودة لموطنها، لذا يجب حماية مسارات هجرة الطيور من التدمير.

أنواع الطيور المهاجرة

ونوضح باستخدام أداة "فلوريش" عدد من الطيورة المهاجرة من السودان: