عن كتابها ثقب المفتاح لا يري
أحمد الشهاوي: سارة حواس تفتح طريقًا جديدًا أمام الشعر
تحدث الشاعر الكبير أحمد الشهاوي، عن كتاب "ثقب المفتاح لا يرى"، مشيرًا إلى أن مؤلفته مترجمته سارة حوَّاس، تفتحُ طريقًا جديدًا أمام الشِّعْر.
أحمد الشهاوي: سارة حوَّاس تفتحُ طريقًا جديدةً أمام الشِّعْر
واستهل أحمد الشهاوي، حديثه لـ"الدستور"، عن كتاب "ثقب المفتاح لا يرى"، والصادر عن بيت الحكمة للثقافة، ترجمة وتقديم دكتورة سارة حامد حواس، قائلًا إن أهمية هذا الكتاب تأتي من أنه يقدم أصواتًا شعرية نسائية أمريكية أغلبها لم يقدم في اللغة العربية من قبل، ولم يترجم من قبل، كما أنه يعد تأليفًا أكثر منه ترجمةً لأن الدكتورة سارة حواس حرصت على التقديم السيري الشعري والحياتي لكل شاعر، ولم تكتف بالترجمة فقط كما هو المعتاد في كتب ترجمة الشعر وأنا ضد هذا الاتجاه لأن فيه نقصًا كبيرًا حيال الشاعر أو الشاعرة.
وأضاف أحمد الشهاوي: ولعل هذا الكتاب يلفت انتباه أساتذة الأدب الإنجليزي في الجامعات العربية والمصرية في الاتجاه نحو الشعر الأمريكي وألا نكتفي بترجمة الشعر الإنجليزي الذي ترجم معظمه من قبل، في عملية تبدو كما لو أنه ليس هناك شعر مكتوب بالإنجليزية إلا في بريطانيا.
وقد استطاعت الدكتورة سارة حواس أن يكون لكتابها موضوع تركَّز في أنها اشتغلت على شعر المرأة فقط، واختارت عشرين شاعرة ممن نلن جائزة بوليتزر كلهن أمريكيات، وهذا منح كتابها خصوصية وفرادة وجعله غير مسبوق.
وأكد أحمد الشهاوي: كما أن تخصصها ــ سارة حواس ــ في علم اللغويات الإنجليزية منح كتابها سمتا خاصًا، وأعطاه بعدًا مختلفًا، حيث جاءت الدكتورة سارة من نبعٍ ومصدرٍ يفيضان بالتعدد والامتلاء، وهذا جعل الترجمة مهمة ومحورية في عالم الشعر المترجم، فاختصاصَها اللغوي جعلها أكثر معرفة بأسرارِ الكلام ودلالات المُفردة، والعلاقات في بناء النص، وتشكيله، وتكوين الصور، وقد قدمت ذلك بسهولةٍ وسلاسةٍ نفتقدها في كثيرٍ من الترجمات "الحرفية.
واختتم أحمد الشهاوي: لم تمارس سارة حواس تعسُّفًا لُغويًّا أوتعسُّفًا في التركيبِ اللفظي، وكانت تصلُ إلى المعنى من دُونِ تفسيرِهِ مع الاحتفاظِ بشِعْريةِ اللغة، وإيقاعِ الحرْفِ، وكانت ذكيةً في إنشاءِ العلاقاتِ المُتغايرةِ داخل النصِّ، فلم تعتمد الترجمةَ الحرفيةَ للمُفردات، وحافظت على التدفُّق العفْوي الذي جاء في القصيدةِ؛ لأنَّها تحملُ رُوحَ فنانة.
مع الدكتورة سارة حامد حوَّاس لم يضِع الشِّعْرُ في الترجمةِ، ولم تنقُل المعنى فقط بل أولتْ شعريةَ النصِّ المكانةَ الأولى، وألمَّت بمختلفِ السياقاتِ المعرفيةِ، وحمت النصَّ الشِّعريَّ من خطرِ التشويهِ أو الضَّياع؛
ومن ثمَّ حافظت على جوهرِ النصِّ الأصلي؛ فكانت "أمينةً" في نقلِ النصِّ بمعناه وبنيتهِ من دونِ أن تُخِلَّ أو تُحرِّفَ،ويمكنُ القولُ إنها تحرَّرتْ من ثنائيةِ الخيانةِ والأمانةِ،وتخلَّت عن الفهم التقليدي للشِّعْر، وكسرتِ القولَ المُتوَارثَ.
تبقي الإشارة إلي أن كتاب "ثقب المفتاح لا يرى"، مختارات شعرية لـ20 شاعرة أمريكية، ممَّن فزن بجائزة نوبل في الآداب، ومن فُزنَ بجائزة بولتيزر في الشِّعْر.