كيف يمكن معالجة قلق الانفصال عند الأطفال؟
يكبر الأطفال ويصبحون مستعدون للدخول إلى دور الحضانة، وهي مرحلة جديدة ومهمة جدا في حياتهم قبل دخولهم إلى مراحل التعليم الأساسي في المدارس.
وحسب موقع “Hindustan times” فقد تعتبر فترة ما قبل المدرسة أو ما تسمى "سنوات التكوين" حاسمة لوضع أساس قوي لمستقبل الطفل، حيث يلعب التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة دورًا حيويًا في تعزيز نموهم الشامل.
ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، يمكن أن تؤدي تجربة الابتعاد عن منزلهم وعن والديهم إلى إثارة مشاعر شديدة، مثل الخوف والضيق، مما يؤدي إلى حالة نفسية تسمى "قلق الانفصال".
ما هو قلق الانفصال؟
قلق الانفصال هو مرحلة نمو طبيعية تحدث عند الأطفال في عمر 18 شهرًا تقريبًا، وغالبًا ما يتم حلها عندما يبلغ الطفل 5 سنوات من العمر لكن في بعض الأحيان، حتى الأطفال الذين اعتادوا الذهاب إلى الحضانات ومرحلة ما قبل المدرسة، سوف يتشبثون بوالديهم بعد الإقامة الطويلة في المنزل بسبب العطلات او خوف والديهم عليهم من الإصابة بالأمراض في فصل الشتاء مثلا.
وفي هذا السياق، شاركت سيبي فقيه، الطبيبة النفسية بعض النصائح العملية للآباء حول تحديد قلق الانفصال لدى الأطفال الصغار وكيفية التغلب عليه.
علامات قلق الانفصال:
التشبث الزائد:
قد يتمسك الأطفال بوالديهم، غير راغبين في التخلي عنهم، حتى في البيئات المألوفة او عند بعض الأشخاص القريبين المعرفون لديهم.
دموع ونوبات غضب:
قد يبكي الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أو يصرخون أو يصابون بنوبات غضب عندما يحاول والديهم تركهم.
الخوف من محفزات الانفصال:
يمكن أن تصبح أنشطة مثل الذهاب إلى المدرسة أو الرعاية النهارية أو حتى مغادرة المنزل، محفزات للقلق تسبب آلام المعدة أو الصداع أو الغثيان.
صعوبة النوم بمفرده:
تعد اضطرابات النوم والكوابيس ورفض النوم بمفرده في غرفة منفصلة عن والديهم أمرًا شائعًا خلال هذه المرحلة.
وتقول: " قلق الانفصال ناجم عن عوامل بيولوجية وبيئية قد يرث الطفل القلق من والديه، ومن المرجح أن يلعب خلل في مادتين كيميائيتين في الدماغ النورإبينفرين والسيروتونين دورًا، ومع ذلك، من المهم الاعتراف أن الأطفال يمكنهم أيضًا التقاط القلق والخوف من أفراد أسرهم والأفراد الآخرين من حولهم".
أضافت: "إذا أظهر الوالدين سلوكًا قلقًا أثناء تركه في الحضانة أو المدرسة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم قلق الطفل، كما أن التغيرات المفاجئة في البيئة أو وقوع حادث مؤلم مثل فقدان أحد الأجداد يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم مشاعرهم، في حين أنه من الطبيعي أن يمر الأطفال بهذه المرحلة والمدة الممتدة أكثر من 8 أسابيع والتداخل مع الأنشطة اليومية النموذجية تتطلب دراسة متأنية."
كيفية معالجة قلق الانفصال:
فيما يلي العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للوالدين تنفيذها لمساعدة أطفالهم الصغار على التغلب على قلق الانفصال ومساعدتهم على التكيف مع البيئة الجديدة:
قم بإعداد طفلك:
أخبر طفلك عن عملية الانتقال وقم بزيارة الحضانة أو المدرسة التمهيدية معه مسبقًا وتبادل التحية مع الأشخاص الذين سيكونون هناك.
تشجيع التعبير:
دع طفلك يعبر عن مشاعره ومخاوفه بشأن الانفصال إن الاستماع إليهم والاعتراف بمشاعرهم يمكن أن يساعدهم على الشعور بالفهم اجلس معهم وناقشهم، وامنحهم فهمًا للعالم الأكبر الجديد الذي سيكونون جزء منه.
اعتمد على التفكير التعاطفي:
اقرأ كتبًا عن شخصيات تواجه مخاوف مماثلة ولكن ينتهي بها الأمر بالاستمتاع بمرحلة ما قبل المدرسة قم بترتيب مواعيد اللعب مع الأطفال الآخرين في مرحلة ما قبل المدرسة وتمثيل سيناريوهات الحياة الواقعية باستخدام الألعاب، وإظهار تجربة الذهاب إلى مرحلة ما قبل المدرسة والعودة إلى المنزل باعتبارها متعة.
الانفصال التدريجي:
ابدأ بفترات انفصال قصيرة ثم قم بزيادة المدة تدريجيًا وهذا يساعد الطفل على أن يصبح أكثر ارتياحًا لفكرة الابتعاد عن مقدم الرعاية الخاص به.
هاستخدم تقويمًا مرئيًا:
عدم اليقين يمكن أن يزيد من قلق الانفصال لذا قم بإنشاء تقويم مرئي أو جدول صور لمساعدتهم على فهم كيفية سير يومهم ومتى سيتم لم شملهم مع أسرهم.
جلب بعض الراحة:
يمكن للعبة أو مثلا ملابس خاصة أن توفر الراحة للطفل أثناء الانفصال.
ابقَ هادئًا ومطمئنًا:
عند توديع طفلك، ابق هادئًا ومطمئنًا ودعهم يعرفون أنك ستعود وتلتزم بوعودك معهم، ومثلا قل لهم: "سأعود، هنا لاصطحابك بعد المدرسة" "يمكنك الاتصال بي في أي وقت تحتاجني فيه" و"أريدك أن تعرف كم أحبك" مثل هذه العبارات المريحة يمكن أن تساعد في إراحة الطفل وأكثر من ذلك منفتح على فكرة الانفصال القصير.
تشجيع الاستقلال:
السماح للأطفال بممارسة المهارات الحياتية المناسبة لعمرهم مثل تناول الطعام بمفردهم، وارتداء الأحذية، وما إلى ذلك حتى يتمكنوا من اكتساب الثقة في القيام بالأشياء بمفردهم.