الذهب ينهى تداولات يناير 2024 على انخفاض ملحوظ
أنهت أونصة الذهب العالمية تداولات شهر يناير على انخفاض هو الأول بعد 3 أشهر متتالية من الارتفاع، في ظل ارتفاع في مستويات الدولار الأمريكي وتراجع في توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من هذا العام.
وارتفع سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الخميس بنسبة 0.1% ليشهد تداولات ضعيفة بالقرب من مستوى إغلاق الأمس، ليسجل أعلى مستوى عند 2049 دولارًا للأونصة، ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2034 دولارًا للأونصة.
استطاع الذهب أن يسجل ارتفاعًا منذ بداية الأسبوع وسجل يوم أمس أعلى مستوى منذ أسبوعين عند 2056 دولارًا للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه بشكل كبير ويغلق تداولات الأمس عند مستوى 2039 دولارًا للأونصة.
انخفاض الذهب خلال يناير
سجل الذهب الفوري انخفاضًا خلال شهر يناير بأكمله بنسبة 1.2%، حيث افتتح تداولات العام عند مستوى 2062 دولارًا للأونصة وأغلق تداولات شهر يناير عند 2039 دولارًا للأونصة مسجلًا انخفاضًا بمقدار 23 دولارًا لكل أونصة.
خلال شهر يناير سجل الذهب أعلى مستوى عند 2078 دولارًا للأونصة وأدنى مستوى عند 2001 دولار للأونصة.
يوم أمس صدرت نتائج اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الأول لهذا العام ليقوم بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند نطاق 5.25% - 5.50%، ويشير إلى أن استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي والأداء الجيد لسوق العمل يجعل البنك غير متسرع في اتخاذ قرار خفض الفائدة.
أشار البنك الفيدرالي في بيانه إلى أن لجنة السياسة النقدية لا تتوقع أن يكون من المناسب خفض الفائدة حتى يتزايد اليقين لدى البنك أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو مستهدف التضخم للبنك عند 2%.
وفي تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي عقب اجتماع البنك، أشار إلى أن كل أعضاء البنك يعتقدون أنه من المناسب خفض الفائدة في وقت قادم، ولكن على البنك أن يكون أكثر ثقة في استدامة تراجع مستويات التضخم قبل خفض الفائدة.
نمو الاقتصاد الأمريكي
أظهر الاقتصاد الأمريكي نموًا في الربع الرابع بأعلى من المتوقع بنسبة 3.3% بينما كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 2.0%، وكان الاقتصاد الأمريكي قد سجل نموًا في الربع الثالث بنسبة 4.9%.
بينما أظهر تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري ارتفاعًا بنسبة 2.9٪ على المستوى السنوي خلال شهر ديسمبر. ليتراجع أسفل المستوى 3% للمرة الأولى منذ أبريل 2021.
تراجعت توقعات الأسواق لتظهر احتمال الآن بنسبة 37% أن البنك الفيدرالي سيخفض الفائدة ربع درجة مئوية في مارس القادم، وذلك بعد أن كان الاحتمال بنسبة 70% من أسبوعين، بينما تظل الأسواق تتوقع إجراء البنك الفيدرالي 5 إلى 6 تخفيضات في الفائدة خلال عام 2024، وهو ما يتجاوز توقعات أعضاء البنك الفيدرالي في ديسمبر الماضي الذين أشاروا إلى خفض الفائدة 3 مرات فقط خلال العام.
من جهة أخرى، استفاد الدولار الأمريكي من هذه الأوضاع ليرتفع خلال شهر يناير بنسبة 2.3% وذلك بعد شهرين متتاليين من الانخفاض، ليساهم في دفع أسعار الذهب إلى الهبوط بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
على الرغم من هذا، وجد الذهب الدعم خلال شهر يناير من التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر ومخاوف تعطل إمدادات النفط العالمي وتأخر سلاسل الإمداد والتوريد، بالإضافة إلى مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن وتعهد الولايات المتحدة بالرد وحماية جنودها، ما ساهم في لجوء المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن لتأمين محافظهم المالية.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن أن الطلب العالمي على الذهب باستثناء التداول خارج البورصة، انخفض بنسبة 5% إلى 4448.4 طن ذهب في عام 2023، لكنه ظل قويًا مقارنة بمتوسط عشر سنوات بسبب عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
وقال مجلس الذهب العالمي في تقريره، إن الطلب على الذهب متضمن التداولات خارج البورصة والمصادر الأخرى، ارتفع بنسبة 3% إلى مستوى قياسي سنوي جديد عند 4898.8 طن ودعم نمو متوسط سعر الذهب لعام 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 1940.54 دولار.
كما استمرت سلسلة مشتريات البنوك المركزية من الذهب على مستوى كبير بداية من عام 2022، لتصل مشتريات البنوك المركزية إلى 1037.4 طن في عام 2023، بانخفاض 4% عن المستوى القياسي لعام 2022.
من جهة أخرى، أظهرت صناديق الاستثمار المتداول المدعومة بالذهب خروج تدفقات نقدية بشكل صافٍ خلال عام 2023 لتخسر ما قيمته 244 طن ذهب، بسبب استمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة وهو ما يجذب الاستثمارات إلى أسواق السندات على حساب الاستثمار في صناديق الذهب.