توسيع الصراع فى الشرق الأوسط ورقة نتنياهو الأخيرة للنجاة من جحيم غزة
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على إشعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط بجانب حربه على قطاع غزة، وذلك من خلال شن غارات على سوريا استهدفت قيادات في الحرس الثوري الإيراني، هذا بجانب اشتعال الأوضاع في البحر الأحمر وكذلك استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا من قبل موالين لإيران.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها، إلى تعرض قاعدة أمريكية في العراق تعرضت لإطلاق نار، أمس السبت، كما أدت غارة إسرائيلية في سوريا إلى مقتل خمسة من أفراد الحرس الثوري الإيراني في البلاد، في أحدث مؤشرات على أن الحرب في غزة تنتشر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتتقادات دولية موسعة بسبب قصف المستشفى الأردني في خان يونس جنوب قطاع غزة.
أزمة إسرائيل تتفاقم.. بين توسع دائرة الحرب وغضب الحلفاء
وقال مسئول دفاعي أمريكي إن عدة صواريخ باليستية ضربت قاعدة الأسد الجوية، ما تسبب في وقوع إصابات طفيفة بين أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف وإصابة أحد أفراد قوات الأمن العراقية بجروح خطيرة، وتم اعتراض بعض الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الجوي، وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق المدعومة من إيران مسئوليتها عن القصف.
وتابعت وول ستريت جورنال، أن الهجوم وقع بعد ساعات من غارة على مبنى سكني في دمشق، والهجوم، الذي ألقت إيران وسوريا باللوم فيه على إسرائيل، هو واحد من العديد من الهجمات الموجهة في الأسابيع الأخيرة ضد الجماعات المدعومة من إيران، والتي تستخدمها طهران لاستعراض قوتها في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن إيران حددت خمس من الضحايا، هم حجة الله أوميدوار، وعلي أغازاده، وحسين محمدي، ومحمد أمين صمدي، وسعيد كريمي، وجميعهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، وإذا تم تأكيد هذا الحادث، فسيكون أحد أبرز الهجمات التي تشنها إسرائيل على الأصول الإيرانية في الخارج منذ بداية حرب غزة.
وقال فراس مقصد، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث، ومقره واشنطن، إنه يعتقد أن أوميدفار هو المسئول عن برنامج إيران لنقل الأسلحة بين سوريا والعراق.
وتابع: "نرى أن جبهات القتال أصبحت مترابطة بشكل متزايد، مما يزيد من التقلبات في المنطقة، لذلك يمكن أن تكون الضربات ذات صلة".
وتعتقد إسرائيل أنها تخوض بالفعل حربًا متعددة الجبهات ضد مجموعة من الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكانت تلك المنظمات، مثل: حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن، تهاجم إسرائيل والمصالح الأمريكية بينما تعمل طهران على إظهار المزيد من القوة.
وتضرب إسرائيل منذ سنوات أهدافا مدعومة من إيران في سوريا، لكن وتيرة تلك الضربات زادت منذ عملية طوفان الأقصى، في جنوب إسرائيل والغزو الإسرائيلي الذي أعقب ذلك لغزة، وأدت ضربة مماثلة الشهر الماضي إلى مقتل مستشار كبير في الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وقال مقصد: "إن إسرائيل تعمل على استعادة قوة الردع التي تعتقد أنها فقدتها بعد 7 أكتوبر، وعملت إسرائيل على مواجهة الإخفاقات الاستخباراتية التي سمحت بعملية طوفان الأقصى".
إسرائيل توسع جبهة الصراع ضد حزب الله
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن التوترات القائمة تفاقمت منذ فترة طويلة بين إسرائيل وإيران منذ 7 أكتوبر، وتخوض إسرائيل أيضًا مناوشات شبه يومية مع حزب الله، وهو جماعة تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، في مواجهة تهدد بإنشاء جبهة أخرى على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وقال حزب الله إن أحد مقاتليه قتل في هجوم إسرائيلي يوم السبت، وتعرف مسئولو حزب الله على الرجل بأنه علي محمد حدرج، وهو قائد كبير في فرع فلسطين لفيلق القدس الإيراني، الذي يعمل تحت قيادة حزب الله، وكان الهدرج، الذي قُتل في غارة جوية في الصور، جنوب لبنان، مسئولًا عن تقديم المساعدة الاستخباراتية لحماس.
إسرائيل توسع جبهة الحرب في سوريا وضرب المستشفيات الميدانية
وجاءت أنباء الضربة في سوريا بعد أن نفت إسرائيل أنها ضربت مستشفى ميدانيًا أردنيًا في مدينة خان يونس بغزة، وهو الآن النقطة المحورية لجهود البلاد للقضاء على حماس، وهي أيضًا جماعة إرهابية تصنفها الولايات المتحدة، وقالت إسرائيل إنها أطلقت النار على نشطاء بالقرب من أحد مراكز الرعاية الصحية القليلة المتبقية المتاحة لسكان غزة.
ويسلط الحادث والروايات المتضاربة الضوء على الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في قتال طرف أصبح جزءا من المشهد الحضري الفوضوي في خان يونس، كما يمكن أن تثير انتقادات في الغرب وفي الدول العربية بأن إسرائيل تتصرف بشكل عشوائي للغاية في حملتها.
وأدانت فرنسا، يوم السبت، ما وصفته بالهجوم على المستشفى الميداني وأثنت على الأردن لجهوده لمساعدة المدنيين في غزة، والتي قالت إن باريس دعمتها لوجستيا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحادثة أدت إلى توتر العلاقات المتوترة بالفعل بين إسرائيل وجارتها الأردن، التي تحتفظ بمستشفيين ميدانيين في قطاع غزة، أحدهما في الشمال والآخر في خان يونس، التي أصبحت مركز القتال ولكنها أيضًا وجهة للعديد من الفلسطينيين لسكان غزة الذين نزحوا بسبب الحرب.
وتابعت أنه مع تدمير غالبية نظام الرعاية الصحية في غزة بسبب القصف الإسرائيلي، تدخلت الدول العربية الإقليمية لتوفير مستشفيات ميدانية لرعاية الجرحى، المستشفى الأردني عبارة عن مجمع من الخيام مع غرف عمليات وحاضنات، ما يوفر مستوى موثوقًا من الرعاية الصحية في خضم النزاع. وقال الأطباء الفلسطينيون في غزة إنهم اضطروا، في بعض الحالات، إلى بتر الأطراف دون تخدير.
وأوضحت أنه في حين نسقت الدول العربية وجودها مع إسرائيل، أصبحت المستشفيات الميدانية جزءا من الخلفية التي يقول الجنود الإسرائيليون إنه أصبح من الصعب بشكل متزايد التمييز بين المسلحين والمدنيين.
ويقول جنود إسرائيليون إن المسلحين من حماس والجهاد الإسلامي في خان يونس يتنقلون بدون زي رسمي، ويندمجون مع الأعداد المتزايدة من المدنيين الذين يحتمون داخل حدود المدينة، وقد ركزت إسرائيل جهودها البرية على الاستيلاء على الأجزاء الشرقية والجنوبية من المدينة، وتحديد مواقع الأنفاق وتفكيكها، والاستيلاء على معلومات استخباراتية من الغارات على مراكز القيادة، ومطاردة كبار قادة حماس.
وأوضحت الصحيفة أنه من بين الأنفاق المتعرجة أسفل خان يونس، يوجد قسم بعمق 20 مترًا يستخدم لسجن حوالي 20 من حوالي 250 محتجز لدى حماس من إسرائيل في 7 أكتوبر، ولا يزال 132 منهم في
غزة، وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين، الأدميرال دانييل هاجاري، إن النفق كان يضم خمس زنزانات بقضبان معدنية، وتم العثور على الأمتعة الشخصية للمحتجزين في المتاهة، على الرغم من عدم وجود محتجزين.