بعد أن ضاعت حقوق الإنسان في غزة.. أين حقوق الحيوان وما رأي ناشطيها؟
بعد أن انتهك الاحتلال الإسرائيلي ومازال حقوق الانسان طفلًا وشيخًا وسيدة و شابًا داخل غزة آلاف المرات وفي آلاف اللحظات في حربه الأخيرة على القطاع، لم يسلم من هذا الانتهاك أيضًا الحيوان الذي ذاق ومازال الأمرين في مشاهد لا تقل مأساة وبشاعة عما يعيشه الإنسان داخل القطاع بسبب تلك الحرب.
مواطن فلسطيني: رأينا قصصًا مأسوية للحيوانات لا تقل عن نظيراتها الإنسانية مع الحرب
إذ لم تفرق القنابل والصواريخ بين الإنسان والحيوان، وهو ما وصفه محمد الحداد أحد الفلسطنيين في حديثه "للدستور" موضحًا أن هناك الكثير من مظاهر الحزن والمآسي ظهرت على هذه الحيوانات كما هو الحال على الإنسان مع أعمال القصف والعنف.
ولفت إلى أن هناك قطط قد أصابها القصف وهناك قططًا أصابها الاحتلال في مقتل فخرجت أحشائها وتهتكت ضلوعها ولم تمنعهم مأساتهما من أن يبكى عليها مواطنون عزّت عليهم الحيوانات كما يعزّ عليهم البشر.
وتابع أن هناك قصصًا إنسانية أيضًا لقطط أخرى نجت من الموت مثل بعض المواطنين الذين كتبت لهم النجاة، وهناك ما خرجت ولكن بإصابات شديدة الخطورة مثلها مثل البشر أيضًا، وتحدث الحداد عن شعور حيوانات الشارع من قطط وكلاب عندما تسمع صوت الانفجارات واصفًا إياها بأنها ترتعش وتشعر بالرعب تمامًا مثل البشر.
حديقة الحيوانات في غزة أصبحت أنقاض
وقد واجهت حديقة الحيوان الوحيدة في رفح في قطاع غزة بسبب أعمال القصف والإبادة التي مارسها جيش الاحتلال نقصًا حادا في غذاء الأسود وباقي الحيوانات.
وقد تحوّلت حديقة الحيوانات في غزة إلى أنقاض، وقُتل 90 في المائة من حيواناتها نتيجة الجوع والقصف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس
ناشطة حقوق الإنسان: نحاول التواصل لإرسال المساعدات
وحسب ناشطة حقوق الإنسان دينا ذو الفقار في حديثها لـ"الدستور" فقد تم التواصل مع المسئولين في غزة موضحة أنه لم يتبق داخل الحديقة سوى 2 فقط من السباع وضبع واحد بعد أن شهدته من دمار.
تابعت ذو الفقار أنه يبذل ناشطو حقوق الحيوانات في مصر وعدد من الدول الأخرى العديد من الجهود لانتشال هذه الحيوانات من هناك ومعالجتها في بلادهم، ورحمها من قتل وشيك موضحة أن الأمر حاليًا مازال يحتاج إلى بعض الموافقات والتصريحات الأمنية مناشدة بسرعة إنجازها لكي يتم إنقاذ تلك الحيوانات.
كما أكدت ناشطة حقوق الحيوان أن هناك الكثير من المساعدات التي أرسلت إلى جميع الحيوانات داخل غزة من قبل العديد من الجهات الدولية ولكنها معلقة، مثلها في ذلك مثل المساعدات التي تخص المواطنين.
وكان قد أوضح مالك حديقة حيوانات في رفح يدعى أحمد جمعة في حديث تليفزيوني في وقت سابق أن الأسود والضباع تواجه خطر الموت وذلك بسبب شح الطعام قائلًا أنه يخشى فقدان الحيوانات واحدا تلو الآخر نتيجة نقص الغذاء، كما قال جمعة أن 4 قرود قد نفقت بالفعل وصار خامس ضعيفاً جداً، وذلك إلى الدرجة التي لم يستطع بها حتى إطعام نفسه عندما يتوافر الطعام.
وأضاف أنه يخشى كذلك على حياة شبلين يمتلكهما موضحًا أنه كان يتم تدبير وجبة أسبوعيًا للأسود، وأحياناً لا نقدر، فأصبحنا نوفر لهما خبزًا جافًا ننقعه في مياه من أجل أن نبقيهم على قيد الحياة، موضحًا أن الوضع مأسوي للغاية.
أول حديقة حيوانات في غزة كانت تضم 100 نوع
وكانت قد تأسست أول حديقة حيوانات في غزة عام 2004 شمال شرق سوق السيارات القديم في حي الزيتون، واحتضنت أشكالاً من الحيوانات والطيور المستأنسة والمستوحشة.
ووفقاً لبلدية غزة، فإن الحديقة كانت تضم 100 نوع من الحيوانات بينها الأسود والثعالب والقرود والنعام والطاووس وغيرها، كما كانت تشتمل على مسرح ومكان للألعاب وساحة واسعة من الأشجار والنخيل ومقاعد للعائلات، ولكن قد تدمر كل ذلك حاليًا وأصبح أنقاضاً.
حدائق الحيوان تحولت إلى مراكز إيواء
ومن جهة أخرى ومع استمرار القصف المكثف على قطاع غزة ونزوح أكثر من 1.7 مليون من أهالي شمال القطاع إلى جنوبه، أصبح الجنوب مكدسًا، ما اضطر بعض النازحين إلى نصب خيام بين أقفاص حديقة حيوانات في مدينة رفح وذلك بعد أن ضاقت الشوارع والأراضي التي أصبحت ممتلئة بمخيمات الإيواء.