يسر محمود تكتب: علمتنا 2023!
بعد أن مضت أيام قليلة على عام 2023، كان يجب أن نعيد حساباتنا في أشياء كثيرة، فقد علمتنا 2023 أن مشاهير العالم والعديد من الأسماء الرنانة التي كنا نتابع أخبارهم ونشاهد أفلامهم.. هم من دعموا قتل إخواننا بغزة.. وأن المطاعم الكبرى التي اعتدنا أن نأكل منها ونفضلها على طعام أمهاتنا في النهاية هي المطاعم التي تدعم الكيان الصهيوني لقتل إخواننا.
علمتنا 2023 أن لدينا العديد من المنتجات المحلية القادرة وبجدارة على منافسة المنتجات العالمية، لكن عدم الترويج لها أضعفها رغم أفضليتها، علمتنا 2023 أن العالم لا يصدق ولا يتعاطف مع الصادق، بل مع من يجيد كتابة أحداث روايته والترويج لها.
يمكنك أن تتخيل أننا في 2023 تعلمنا أن نحمد الله على وجود أقل ما يضمن لك أن تكون على قيد الحياة، فغيرك لا يملك رفاهية الحياة، فقد تعلمنا هذا العام أن نحمد الله على ما لم نكن نراه من نِعم.. واكتشفنا أننا محاطون بها ولم نكن نشعر، وإننا كما قال رسولنا الكريم حِيزت لنا الدنيا وما فيها؛ فقد أصبحنا آمنين وسط ذوينا، معافين في أبداننا، ولدينا قوت يومنا، فقد أدركنا بعد ما شهدناه خلال عام 2023 أن مصر قد حازت على لقب وطن الأمن والأمان عن جدارة.
أيقظتنا 2023 من غيبوبتنا الطويلة لنكتشف الكثير من الأشياء التي لم نكن نعيها وندرك حجم تأثيرها علينا.. اكتشفنا أننا يجب أن نقف سويًا، وأن مقاطعتنا مؤثرة وموجعة وأن أصواتنا لن تكون مسموعة إلا إذا كانت مدعومة بقوة اقتصادية.. اكتشفنا أننا يجب أن نعمل ونبني ونصنع ونقف بكل قوة وندعم صناعتنا المحلية ونطور منها.
لن ننسى هذا العام، وكيف ننسى وقد تعلمنا فيه ما لم نتعلمه في أي عام؛ فقد تغيرنا كثيرًا، سنظل نذكر عندما نرى طفلًا أبيض البشرة ومجعد الشعر بـ"يوسف ابيضاني وحلو وشعره كيرلي"، ستذكرنا 2023 ألا ننزعج من صراخ الأطفال لأن كلهم "روح الروح"، وأن سيارة المثلجات ليست دائمًا رمزًا للسعادة، بل سنظل نذكر الجثث المكومة التي كانت بداخلها، وأن نجعل صور أمهاتنا بعقولنا وذاكرتنا وعلى هواتفنا دائمًا، لأن غيرنا عرف جثة أمه من بين الجثث من شعرة منها. وسنتذكر دائمًا أن ٧ أكتوبر لم يعد يومًا عاديًا فهو يوم انقلاب الموازين.
وفي الختام كل عام وأمتنا العربية بخير.. وكل عام ومصر أم الدنيا.. وكل عام وفلسطين أقرب للحرية ومنتصرة على العدو الصهيوني.. وكل عام والسودان شعب واحد بلا حرب، بلا دمار، بلا اقتتال.