بـ9 لغات.. "جاويش" يستعرض رؤية الأزهر حول أثر القرآن فى تحرير الفكر البشرى
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدوليّ للكتاب، في دورته الـ55 لزواره كتاب "أثر القرآن في تحرير الفكر البشري"، بقلم العلامة الشيخ عبدالعزيز جاويش، وذلك بتسع لغات: (إنجليزى، فرنسي، ألماني، إسباني، عبري، يوناني، إندونيسي، بشتو، فارسي)، من إصدارات مركز الأزهر للترجمة.
استهلَّ المؤلف كتابه بذكر نبذة تاريخية فيما كانت عليه الأمم الكبرى في طائفة من القرون التي سبقت ظهور الإسلام من التطورات، وما تعاقب على العقول فيها من المد والجزر، والتحرير والاستعباد؛ فإن في ذلك ما يُعين على إدراك مدى ما فعل القرآن في إنصاف العقل الإنساني وإحلاله المقام الذي خوَّله خالقه منذ فطره وأوجده.
وينقل المؤلف إجماع المؤرخين على أن الحركة الفكرية والنهضة العلمية دخلتا أوروبا فيما حول القرن الثاني عشر الميلادي من طريقين؛ أحدهما: الاحتكاك الذي ظل نحو قرنين مستمرًّا بين أمم أوروبا والشرق الإسلامي خلال الحروب الصلبية، وثانيهما: طريق المعاهد العلمية التي أقامها العرب في الأندلس ونابولي وجزيرة صقلية، لافتًا إلى أن المحققين من المؤرخين يقررون أن مَن بدأ بهم تاريخ النهضة العلمية في أوروبا - كروجر بيكون وأمثاله- كانوا من الواقفين على اللغة العربية واللاتينية التي كانت لا تنفك تنقل إليها علوم العرب ومباحثهم من كل فن، فمجاورة أهل أوروبا لأهل القرآن الذي حرر العقول، وأقام صروح العلوم، وزين الدنيا بجميل الفنون هي التي فتحت بصائرهم، وكشفت عن حديد أبصارهم أغشية الجهالة التي حجبتهم عن أنوار الهداية دهورًا طويلة.
وأكَّد "جاويش" أن القرآن لم يذر وسيلة موصلة إلى إنعاش العقل وتحرير الفكر إلا تذرع بها، فهو إذا تحاكم فإلى العقل، وإذا حاج فبحكم العقل، وإذا سخط فعلى معطلي العقل، وإذا رضي فعن أولي العقل، فقد جادل القرآن من جادل من أرباب الملل والنحل والماديين والدهريين فما قارعهم إلا بالبرهان، ولا دعاهم إلا إلى البحث والنظر.
ويشتمل الكتاب على المباحث التالية: الخلفية التاريخية والفكرية في تطورات الفكر البشري، القرآن كتاب دين الفطرة، موقف القرآن الكريم إزاء المعجزات، مقام القرآن الحكيم إزاء العلوم والمعارف الكونية، ذيل محاضرات "أثر القرآن في تحرير الفكر البشري"، كلمة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبدالعزيز البشري في هذه المحاضرات، كلمة لحضرة الأستاذ الفاضل أحمد يوسف نجاتي.
ويشارك الأزهر الشريف - للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، وذلك انطلاقًا من مسئولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.