حصان البطولة (1).. جامبيا والبناء على بطولة 2022
الحصان الأسود هو مُصطلح شائع في مجالات مختلفة كالسياسة والرياضة أو كُل ما فيه مُنافسة أو نزاعات، ويُقصد به أحد أطراف المُنافسة غير المعروف أو ذو الإمكانيات الضئيلة مقارنةً بمُنافسيه والذي لا يتوقع أحد انتصاره أو تحقيقه نتائج إيجابية في المنافسة ويفاجئ الجميع بعكس التوقعات.
عادةً ما يُطلق المصطلح على الأشخاص أو الكيانات التي لا تملك خلفيّة تاريخية أو شهرة مُسبقة ومعرفة كافية من الجميع، فيكون بطلًا للحظات وليس التوقعات، لذلك "الدستور" في سلسلة تقارير "حصان البطولة" ستسعرض أبرز المنتخبات المرشحة لتكون مفاجآة كأس الأمم الإفريقية التي تقام في كوت ديفوار هذا الشهر.
البداية مع منتخب جامبيا الأسم الذي تفاجئ به الجميع في جوائز إفريقيا بعدما ترشح لأفضل منتخب في العام حيث نافس المغرب والسنغال.
مشاركتان فقط منهم كوت ديفوار 2023 كالمرة الثانية في تاريخه بالبطولة، جعلت جامبيا بقيادة مدربهم وملهمهم البلجيكي توم سينتفيت مرشح قوي ليكون الحصان الأسود للبطولة، بعدما أنهى التصفيات في المركز الثاني برصيد 10 نقاط، وراء المتصدر منتخب مالي.
من رحم المعاناة
قبل 6 أعوام، كانت جامبيا تحت الحكم الحديدي ليحيى جامع، الدكتاتور الذي حكم البلاد لأكثر من عقدين من الزمن. لقد جعل عهده جامبيا بمثابة صورة كاريكاتورية لعلاجات فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز محلية الصنع بدلًا من العلاجات العشبية، حيث قدم جامع نفسه كزعيم معالج ديني يحمل سلسلة طويلة من الألقاب التي نصب نفسه بها، وفقا لدويتش فيله الألمانية.
ومع تعمق حكمه، تعمق البؤس أيضًا. وقد سارع الشباب الغامبيون إلى التحرك، فهاجروا بالآلاف عبر الصحراء الكبرى إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.
وفر عدد قليل من لاعبي فريق العقارب إلى إيطاليا حيث يلعبون الآن في الدوري الإيطالي - إبريما داربوي في روما، وموسى بارو في بولونيا سابقا وحاليًا في التعاون السعودي، وإبريما كولي في سبيزيا كالتشيو. الموهبة تتألق وتظهر أن جامبيا قادرة على المنافسة دوليًا.
يوضح مومودو جالو، الخبير الرياضي في هيئة الإذاعة الوطنية الجامبية: "لقد أنتجنا مجموعة من لاعبي كرة القدم الموهوبين الذين يلعبون في بعض أفضل الدوريات في أوروبا". "وهذا ساعد الفريق على المنافسة ضد كبار كرة القدم الأفريقية."
أدت هزيمة جامع في الانتخابات أمام أداما بارو إلى تغيير الحكومة. لكن الانتخابات الأخيرة التي جرت في ديسمبر هددت بفتح جروح عرقية قديمة مع فوز بارو بولاية ثانية في منصبه بعد أن شكك خصومه في نتائج الانتخابات. وقد تم وضع هذه العداوات جانبًا مع تقدم فريق العقارب في الكاميرون.
يقول عمر جارجو، رئيس تحرير صحيفة ذا كرونيكل في بانجول: "لقد وحد الفريق بلادنا". "لقد وضع السياسيون صراعاتهم جانبًا وساندوا الفريق. الجميع سعداء برؤية الأولاد في حالة جيدة."
نحن هنا للوصول للنهائي
عندما تولى سانتفيت المسؤولية في عام 2018، تم تكليفه بجعل البلاد قوة تنافسية في كرة القدم. لقد فعل البلجيكي ذلك بالضبط.
وقال المدرب سانتفيت لوسائل الإعلام: "نحن هنا للوصول إلى أقصى حدودنا، ولبناء فريق المستقبل". وأضاف: "أريد ليس فقط أن تصل جامبيا إلى الدور ربع النهائي، ولكن مرة أخرى في عامي 2023 و2025، وفي كأس العالم عام 2026 عندما تتمكن تسع دول إفريقية من المشاركة".
ولتحقيق ذلك، ستحتاج جامبيا إلى وضع الكثير من الأمور موضع التنفيذ. يوجد في البلاد ملعب واحد فقط وتدير دوريًا للهواة.
يقول جالو: "نحن بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية". "نحن بحاجة إلى استثمار مالي أفضل في كرة القدم، ودوري المحترفين، وبناء قدرات الحكام والمدربين والأطباء.
ويقول كامارا من الاتحاد العالمي لكرة القدم: "نأمل أن يأتي المستثمرون للاستثمار في كرة القدم على المستوى الشعبي لمساعدتنا على النمو".
ولكن على الرغم من النشوة الحالية، يطلق جارجو ملاحظة تحذيرية:
"نحن بحاجة إلى أن نجعل وجودنا محسوسًا على الساحة القارية. يجب أن نثبت أنفسنا كقوة. لا ينبغي أن ننبهر بظهورنا الأول، علينا أن نبني من هنا."
البناء على بطولة 2022
جامبيا كانت من كبرى مفاجآت البطولة الماضية من الكان بصفتها تتأهل لأول مرة.
فازت جامبيا على موريتانيا 1-0 في مباراتها الافتتاحية، وتعادلت مع مالي 1-1، وحققت فوزًا متأخرًا 1-0 على تونس في المباراة الأخيرة للمجموعة السادسة لتحتل المركز الثاني.
ثم أرسلهم موسى بارو أبرز نجومهم إلى ربع النهائي بهدف جميل ضد غينيا في دور الـ16.
لكن ودعوا في ربع النهائي على يد أصحاب الأرض الكاميرون بهدفين لكنهم نالوا إعجاب الجميع.
وفي بطولة العام الجاري يريد رفاق بارو البناء على البطولة الماضية والوصول لأبعد الحدود في كوت ديفوار.