تقرير أمريكى: على واشنطن التدخل بقوة لوقف هجمات الحوثيين
قالت مجلة "theatlantic" الأمريكية إن الصراع في الشرق الأوسط الحالي لا تستطيع الولايات المتحدة البقاء خارجه، وإن عليها التدخل لحماية مصالح السفن في البحر الأحمر ومواجهة خطر الحوثيين.
هجمات الحوثيين
وقالت المجلة: كلما أسرع الرئيس جو بايدن في الاعتراف بأن الأمريكيين من المرجح أن ينجذبوا إلى معركة لحماية حركة الشحن عبر قناة السويس، كلما زاد الوقت المتاح للجيش الأمريكي للتخطيط، وكان الضرر أقل خطورة على الاقتصاد العالمي.
ولأشهر عديدة، منذ أن أدى توغل حماس داخل إسرائيل إلى إطلاق حملة عسكرية إسرائيلية ضخمة في غزة، سعت الولايات المتحدة إلى ردع أعداء إسرائيل، عن نشر الصراع إلى جبهات أخرى في الشرق الأوسط.
وقالت المجلة: إن مخاوف الإدارة لها ما يبررها، ولكنها موضع نقاش أيضًا، فالحرب تتوسع بالفعل بطريقة تعرض الاقتصاد العالمي للخطر- على وجه التحديد، من خلال الهجمات التي تشنها "الحوثيين" على ممر الشحن الحيوي من المحيط الهندي عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، وفي حين لا يحتاج الجيش الأمريكي إلى لعب أي دور جوهري في الحرب في إسرائيل وغزة، فإن إبقاء الطريق إلى قناة السويس مفتوحًا وآمنًا يشكل أولوية عالمية، ولا تستطيع أي دولة أخرى أن تقود هذا الجهد.
استهداف السفن التجارية
وفي أواخر الشهر الماضي، بدأ الحوثيون في شمال اليمن باستهداف السفن التجارية في مضيق باب المندب، الذي يربط الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بالمحيط الهندي. ويدّعي الحوثيون أنهم يفعلون ذلك لدعم الفلسطينيين، بينما تشن إسرائيل وحماس حربًا. كان الهدف الأول للحوثيين هو سفينة جالاكسي ليدر، وهي سفينة شحن تديرها اليابان، ويقال إنها مملوكة جزئيًا لمستثمر إسرائيلي، وتمكن المهاجمون من الاستيلاء على السفينة.
وأعلن وزير الدفاع لويد أوستن هذا الأسبوع عن تحالف من 10 دول، بقيادة الولايات المتحدة، لحماية طريق السويس. وتتمثل الخطة الأولية في وضع السفن الحربية بالقرب من سواحل اليمن واستخدامها للدفاع ضد أي هجوم للحوثيين. ولكن قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من الجيش الأمريكي، بما في ذلك المرافقة البحرية للسفن الضعيفة والغارات الجوية ضد البنية التحتية العسكرية للحوثيين.
ويمر نحو 12% من التجارة العالمية، و30% من شحن الحاويات في العالم، عبر قناة السويس والبحر الأحمر، وهو أسرع طريق بين آسيا وأوروبا، وقد تسببت الهجمات الصاروخية اللاحقة حتى الآن في قيام شركات الشحن بتحويل أكثر من 100 سفينة من طريق السويس، وإعادة توجيهها حول رأس الرجاء الصالح، في الطرف الجنوبي من إفريقيا.
وتضيف هذه الاستجابة 6000 ميل بحري وربما ثلاثة إلى أربعة أسابيع إلى الرحلة، وبالتالي تقييد السفن وتعطيل الشحن في جميع أنحاء العالم.
وتسمى مهمة حماية السفن على طريق السويس "عملية حارس الرخاء"، ويمكن القول إنها استفزاز للتقدميين الغربيين الذين يشعرون بالغضب من استخدام القوة العسكرية لحماية المصالح الاقتصادية.
لكن تأطير المهمة كدفاع بحت عن التجارة العالمية هو أمر حكيم، كما أن حماية البحار أمر ضروري للدول الأقل ثراء وقوة من الولايات المتحدة، وحرمان مجموعة صغيرة من المتمردين من القدرة على خنق ممر ملاحي حيوي هو استثمار طويل الأجل في الأمن العالمي.