"الأكبر في العالم"..
نزوح "السودانيين" يسجل رقم تاريخي.. تعرف على أكبر موجات نزوح الشعوب
يشهد السودان حاليًا تأججًا جديدًا لنيران الصراع بين كلًا من الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما أدى إلى مأساة من نزوح المواطنين السودانيين حيث وصل معدل ذلك النزوح إلى أعلى معدل عالمي له وهو 7.1 مليون شخص نازح منذ بدلاية الأزمة وفق ما أعلنته الأمم المتحدة واصفة الأمر بأنه "أكبر أزمة نزوح في العالم".
وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، منذ اندلاع الحرب فقد فرّ نحو 500 ألف نازح إلى ولاية الجزيرة وحدها، أغلبهم من سكان العاصمة الخرطوم التي كانت مركزًا للقتال، كما أكد المكتب الأممي إن مدينة ودّ مدني، التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم، كانت قد استضافت أكثر من 86 ألف نازح.
وما يزيد الأمر سوءًا أنه وفي ظل هذه الأوضاع المشتعلة أعلن برنامج الأغذية العالمي وقف المساعدات الغذائية مؤقتًا في بعض مناطق الجزيرة، واصفًا هذا الأمر "بالانتكاسة الكبيرة" للجهود الإنسانية في الولاية.
كذلك أجبر القتال في ودّ مدني العديد من منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على إجلاء موظفيها من المدينة التي كانت مركزا للعمليات الإنسانية في البلاد.
يُذكر أنه ووفقًا للأمم المتحدة الصراع في السودان البلاد وأدى إلى مقتل ما يصل إلى 9 آلاف شخص حتى أكتوبر، غير أن النشطاء ومنظمات الأطباء يقولون إن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
وفيما يلي نذكر أكبر موجات النزوح التي شهدها شعوب العالم في العصر الحديث حتى فاقتها موجة النزوح الكبرى للسودان الحالية:
- الحرب العالمية الثانية (1939-1945):
تسببت الحرب العالمية الثانية في نزوح ما يقارب 60 مليون شخص من منازلهم، بينهم حوالي 12 مليون ألماني.
- سوريا (2011 - إلى الآن)
نتيجة الصراع السوري المستمر أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجود أزمة للنزوح كبرى في سوريا إذ ترك ملايين الأشخاص منازلهم هربًا من العنف على الأرض وقصف الطائرات إلى دول مجاورة (لبنان، الأردن وتركيا)، بالإضافة إلى بلدان أوروبية.
وأعلنت الأمم المتحدة في هذا الصدد أنه قد وصل عدد اللاجئين السوريين في العالم المسجلين إلى الآن حوالي 5.6 مليون لاجئ، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين في العالم يزيد على 6 مليون لاجئ، وهي أعدادٌ كبيرةٌ لجأت إلى الدول المجاورة ودول العالم المختلفة، وذلك بسبب أحداث الصراع التي تشهدها سوريا.
- العراق (2003 - إلى الآن)
تسبب مرور العراق بالعديد من الأزمات السياسية منذ عام 2003، والتي كان آخرها احتلال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لمساحات شاسعة من البلاد يأتي على رأسها مدينة الموصل في نزوح ملايين الأشخاص داخليًا وخارجيًا.
حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل عدد النازحين إلى 4.7 مليونًا نازح في تقرير حديث لها.
- الصراع في أفغانستان (1979 - إلى الآن)
منذ عام 1979 تعاني أفغانستان من صراعات داخلية منذ الحرب الأفغانية - السوفيتية التي وقعت في عام 1979، وذلك مرورًا باحتلال قوات حركة طالبان لأراض أفغانية.
كان لهذه الصراعات أثرها في نزوح حوالي 3.5 مليون شخص حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير حديث لها.
- رواندا (عام 1994)
بسبب ما تعرضت له جماعة التوتسي العرقية في رواندا من محاولة للإبادة الجماعية من قِبل منتمين لجماعة الهوتو، والتي تمثل الأغلبية بالبلاد، وخلال مدة لم تتجاوز الـ 100 يوم، قُتل ما يقرب من 800 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح مليوني شخص عن موطنهم الأصلي إلى دول مجاورة هربا من القتل، وهو ما عرف باسم "أزمة لاجئي البحيرات العظيمة".
- ميانمار (2012 - إلى الآن)
ترك سكان زولاية ميانمار من قبيلة الأقلية الروهينغيا منازلهم بعد العنف الذي اندلع في الولاية ما أدى إلى موجة نزوح كبرى، إذ أنه وبحلول عام 2015، قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاع عدد النازحين في ميانمار إلى حوالي 1.4 مليون لاجئ.
- حرب أوكرانيا وروسيا (2022- إلى الآن)
تسببت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتي اشتعلت في فبراير 2022 في نزوح 5.7 مليون لاجئ.
- السودان إبريل 2023 إلى الآن
نتج عن حرب السودان والصراعات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حدوث موجة مرتفعة من النزوح لم يشهدها العالم إذ تسببتت في نزوح 7.1 مليون شخص حتى الآن.
ويذكر أنه حسب مفوضية الأمم المتحدة فقد ارتفع إجمالي عدد النازحين واللاجئين في العالم إلى شهر مايوعام 2023 إلى 110 ملايين شخص.