عطا الله حنا: لسنا دعاة حروب.. ونطالب بوقف سياسة الاعتقال والتنكيل
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إننا نناشد قداسة البابا وكل المرجعيات الروحية بإطلاق مبادرة ونداء عاجل للمطالبة بوقف الحرب حقنا للدماء ووقفًا للدمار.
مرفوض ومستنكر
وأضاف أن اعتقال واستهداف الشخصيات الوطنية المقدسية والتنكيل بهم إنما هو عمل مرفوض ومستنكر جملة وتفصيلًا، وإننا نعتقد بأن هذا يندرج في إطار سياسة هادفة لمنع حرية التعبير وكم الأفواه وترهيب وتخويف المقدسيين من أن يعبروا عن مواقفهم الوطنية تجاه ما يحدث في أرضنا المقدسة وخاصة في غزة.
وتابع: نؤكد رفضنا لاستهداف شخصيات القدس، ونوضح بأنه لا توجد هنالك قوة قادرة على النيل من مواقف شخصياتنا ورموزنا الوطنية.
وطالب بوقف سياسة الاعتقال والتنكيل، وبدلًا من سياسة الانتقام من المقدسيين وجب العمل على وقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيون والأبرياء، ولسنا دعاة حروب وثقافة موت وإرهاب واستهداف للكرامة الإنسانية، بل نحن دعاة سلام ومحبة وأخوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، ونرفض استهداف المدنيين، كما أننا نرفض ملاحقة الشخصيات الوطنية بسبب مواقفها من الحرب، فلا يمكن لأي إنسان أن يقبل بما يحدث حاليًا في غزة، من تدمير ممنهج، واستهداف لشعب بأسره، وذنب أهل غزة الوحيد أنهم غزاويون، ويعاقبون لأنهم كذلك، وهذه هي جريمة بحد ذاتها.
نلمس بأن العالم يمر بأزمة إنسانية وأخلاقية، فمن منا كان يتوقع أنه في القرن الواحد والعشرين الذي فيه يتغنى البعض بحقوق الإنسان، لا بل بحقوق الحيوان من منا كان يتوقع أن الهمجية والعدوانية والعنجهية وروح الانتقام والكراهية ستصل إلى هذا المنسوب المروع؟! وما يحدث اليوم في غزة لا يدل فقط على بشاعة وعدوانية هذه الحرب، بل يشير وبشكل واضح إلى خلل في القيم الإنسانية والأخلاقية في العالم، فأولئك الصامتون والمتفرجون والداعمون هم جزء من هذه الحرب، وهم في الوقت الذي فيه يتغنون بحقوق الإنسان إنما يغضون الطرف عما يحدث بحق شعبنا، وكأن هؤلاء الذين يقتلون في غزة ليسوا بشرًا مثل باقي الناس، بل هم من طينة مختلفة، ونحن نقول إن أهل غزة وأهل فلسطين كلها هم بشر، خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم، ولا يجوز التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة والممارسات الظالمة التي يتعرض لها شعبنا وما يحدث اليوم في غزة إنما يندرج في إطار عدوان همجي وحرب تدميرية هدفها تدمير كل شيء والنيل من معنويات وعزيمة شعبنا.