رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد سعيد أحجيوج: القضيّة الفلسطينيّة عمرت طويلًا وصارت حدثًا معتادًا

محمد سعيد احجيوج
محمد سعيد احجيوج

تحدث الكاتب الروائي المغربي  محمد سعيد أحجيوج، عن أثر حرب غزة والقضية الفلسطينية على الأدب والكتابة خلال الفترة القادمة، وهل سيظهر هذا التأثير سريعا أم يحتاج إلى وقت؟، وهل سيكون هذا التأثير عفويا أم مقصودا.

القضيّة الفلسطينيّة عمرت طويلًا وصارت حدثًا معتادًا

وقال محمد سعيد أحجيوج في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “الأدب بطبيعته هو ابن بيئته وزمنه، حتّى لو جنح إلى عوالم فانتازيّة مغرقة في الخيال أو استقراءات علميّة بعيدة في المستقبل، فإنّ زمن الكتابة، كما ماضي الكاتب، يترك بصمته في أفكار وأسلوب النتاج الأدبيّ”.

واستدرك محمد سعيد أحجيوج: “لكنّ القضيّة الفلسطينيّة عمرت طويلًا، وصارت حدثًا معتادًا نعيشه يوميًّا، دون أن نلتفت إليه، والجرائم الإسرائيليّة متواصلة منذ عقود، وهي وإن كانت تعود إلى شاشات الأخبار بين الفينة والأخرى، بما يبدو أنّها مذبحة خارقة للمألوف، إلّا أنّ ذلك التركيز الإخباريّ، للأسف الشديد، ليس إلّا منتوجًا استهلاكيًّا (وحتّى ترفيهيًّا) سرعان ما يترك مكانه للخبر الجديد الوافد إلى الشاشات”.

ولفت محمد سعيد أحجيوج إلى: “الكارثة هي بحقّ عظيمة بالنسبة لأهل غزّة، الدمار قد يكون شاملًا هناك، والخسارات ستترك آثارها على الأُسر لا مفرّ، من سيخرج حيًّا من الأنقاض ممّن يمتلك القدرة على الكتابة، سنجد أنّ أحداث هذه الحرب بارزة في كتاباته، سيظهر هذا عند البعض قريبًا جدًّا، وعند آخرين سيحتاج وقتًا حتّى يتعافوا من الجراح، البعض ستدفعه المعاناة رغمًا عنه إلى الكتابة عن الدمار الحاصل، والبعض سيسعى إليها قصدًا، مدفوعًا برغبة قتالية في فضح وحشيّة إسرائيل، وسنرى البعض يركب على ظهر المأساة لتحقيق أهداف شخصيّة محضة”.

واختتم محمد سعيد أحجيوج مؤكدا على: “أمّا عن الكُتّاب من خارج غزّة، فلا أتوقّع أنّ أثر الحرب ستظهر في كتاباتهم إلّا كخبر عابر، إن ظهرت أصلا، الأسباب كثيرة، قد يكون منها أنّ البعض مشغول في معاناته الشخصيّة، والبعض الآخر يسكنهم الخوف من فقدان امتيازات ماديّة من دعوات وجوائز تقدّمها دول لم تعد معنيّة بمعاناة الشعب الفلسطينيّ، ولا بمن يتحدث عن القضيّة الفلسطينيّة”.