رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير دولية.. واشنطن تواصل دعم إسرائيل عسكريًا.. وتكتفى بدعوات كاذبة لحماية المدنيين

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

رغم الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار وإرسال مساعدات إلى غزة، إلا أن هناك تناقضا واضحا وإزدواحية في الموقف الأمريكي مقابل هذه الدعوات، إذ أن واشنطن لازالت مستمرة في إرسال الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني العزل.

في هذا الإطار، كشفت وكالة "بلومبرج"، تحت عنوان "الولايات المتحدة أرسلت بهدوء المزيد من الذخيرة والصواريخ إلى إسرائيل"، أن البنتاجون زاد بهدوء مساعداته العسكرية لإسرائيل، تلبية لطلبات تشمل المزيد من الصواريخ الموجهة بالليزر لأسطول طائرات أباتشي الحربية، فضلا عن قذائف 155 ملم، وأجهزة رؤية ليلية، وذخائر خارقة للتحصينات، ومركبات عسكرية جديدة.

وذكرت أنه وفقا وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، فإنه يمتد خط الأسلحة إلى إسرائيل يمتد إلى ما هو أبعد من توفير صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية والقنابل الذكية التي تنتجها شركة بوينج. 

وقالت: "يستمر الأمر حتى مع تحذير مسئولي إدارة بايدن إسرائيل بشكل متزايد، من محاولة تجنب وقوع إصابات بين المدنيين في قطاع غزة".

‏وأضافت: أنه وفقا لوثيقة إطلعت عليها صادرة عن البنتاجون "فإن ‏الأسلحة التي تسعى إسرائيل للحصول عليها أثناء قتالها لحركة حماس، مدرجة في وثيقة تحمل عنوان "طلبات القائد الأعلى لإسرائيل" مؤرخة في أواخر أكتوبر ويتم تداولها في البنتاجون، ويتم بالفعل شحن الأسلحة أو تعمل وزارة الدفاع على إتاحتها من المخزونات في الولايات المتحدة وأوروبا.

تسليم عشرات الآلاف من ذخيرة طلقات المدافع وغيرها

وتابعت: "تم تسليم جميع الطلقات البالغ عددها 36 ألف طلقة من ذخيرة مدفع عيار 30 ملم، و1800 من الذخائر الخارقة للتحصينات M141 المطلوبة وما لا يقل عن 3500 جهاز رؤية ليلية، حتى أواخر أكتوبر"، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع قالت في بيان إنها "تستفيد من عدة سبل- من المخزونات الداخلية إلى قنوات الصناعة الأمريكية- لضمان حصول إسرائيل على الوسائل للدفاع عن نفسها".

‏وجاء في البيان أن هذه المساعدة الأمنية مستمرة في الوصول بشكل شبه يومي، وقال البنتاجون إن الولايات المتحدة تقدم بسرعة ذخائر دقيقة التوجيه وقنابل ذات قطر صغير وقذائف مدفعية 155 ملم وذخائر أخرى، هذا إلى جانب صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية ومعدات الدعم الطبي. 

قذائف المدفعية من عيار 155 ملم المدمرة للمدنيين بغزة تمولها ضرائب الأمريكييين

من جهتها، قالت صحيفة صحيفة "ذا نيشن" الأمريكية، في تقرير مطول، إنه وسط المناقشات النشطة، والمثيرة للخلاف في كثير من الأحيان، حول دعم إدارة بايدن لحرب إسرائيل على غزة، فإن حجم المجهود الحربي الإسرائيلي الذي تموله الولايات المتحدة، كان الأكثر اهتمام هذه الأيام، مشيرة إلى أنه "ليس هناك شك في أن المساعدات الأمريكية توفر حصة كبيرة من تكاليف الحرب التي تتحملها إسرائيل".

وقالت: "إن أي تقدير يتم إجراؤه بشأن تكلفة حرب غزة بالنسبة لإسرائيل في خضم الصراع المستمر لن يكون دقيقًا تمامًا، ولكن ما نعرفه يشير إلى أن أموال الضرائب الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في دعم المجهود الحربي الإسرائيلي".

وأشارت إلى أن أنواع الأسلحة الموجودة في حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل، تشمل كميات كبيرة من القنابل وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم التي يمكن استخدامها مباشرة في حرب غزة. 

 

 

وأوضحت الصحيفة في السياق، أن القذائف من عيار 155 ملم هي السلاح المفضل للعملية البرية الإسرائيلية في غزة، والتي ستتسبب في أضرار لا توصف للمدنيين مع اشتدادها. إن استخدام إسرائيل لهذه الذخيرة في صراعات سابقة يبين أن استخدامها سيكون بالتأكيد عشوائيًا وغير قانوني ومدمرًا للمدنيين في غزة".

وقالت: "إنه من غير الواضح إلى متى يستطيع الجيش الإسرائيلي الحفاظ على مستويات القتال الحالية في غزة دون إمدادات مستمرة من واشنطن، لكن دور الولايات المتحدة باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل يجعلها متواطئة في تصرفات إسرائيل في غزة".

وأضافت: "إن مناشدات إدارة بايدن لحكومة نتنياهو للحد من الخسائر في صفوف المدنيين في حربها على غزة تبدو جوفاء في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الشاملة على تلك المنطقة - بما في ذلك القصف الهائل للأحياء المدنية".

وشددت: "إذا كانت إدارة بايدن تريد حقًا المساعدة في وقف المذبحة في غزة، فيتعين عليها أن تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وأن تستخدم نفوذها الكامل للمساعدة في تحقيق ذلك. وهذا يعني الاستعداد لتعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل، نظرًا للدور الحاسم الذي تلعبه الأسلحة الأميركية والمساعدات العسكرية في استمرار الحرب".

إدارة بايدن لا تصغى لدعوات المجتمع المدني وتسارع في تقديم دعمها العسكري لإسرائيل

بدورها: قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إدارة بايدن سارعت إلى تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، الحليف الإقليمي الرئيسي الذي كان أكبر متلقي للمساعدات العسكرية الأمريكية السنوية، رغم حث مجموعة من منظمات المجتمع المدني لها بالتراجع عن ذلك.

وأشارت إلى أن مطالب منظمات المجتمع المدني للإدارة الأمريكية التخلي عن تزويد إسرائيل بقذائف المدفعية، يعكس الضغوط المتزايدة التي تواجهها الولايات المتحدة بسبب دعمها للحملة الإسرائيلية ضد مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة.

وفي رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن، أعربت أكثر من 30 منظمة إغاثة ومناصرة ومنظمات دينية مقرها الولايات المتحدة، بما في ذلك منظمة أوكسفام أمريكا ومنظمة العفو الدولية ومركز المدنيين في الصراع (CIVIC)، عن قلقها بشأن خطة البنتاغون لتزويد قوات الدفاع الإسرائيلية بصواريخ 155 ملم. ذخائر مدفعية من مخزون الأسلحة الأمريكية الخاص في ذلك البلد.

 

 

وكتبت المنظمات في رسالة نشرتها الصحيفة: "في ظل الظروف الحالية، فإن منح حكومة إسرائيل حق الوصول إلى هذه الذخائر من شأنه أن يقوض حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، ومصداقية إدارة بايدن. ببساطة، من الصعب تصور سيناريو يمكن فيه استخدام قذائف مدفعية شديدة الانفجار من عيار 155 ملم في غزة بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني."

واعتبرت الصحيفة أن هذه الرسالة تعكس الدور الذي تلعبه أمريكا في دعم حرب غزة، مردفة: "إن سرية بايدن بشأن عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل تثير قلق بعض الديمقراطيين".

 

يجب التوقف عن إرسال السلاح إلى إسرائيل

أما صحيفة كينيبيك التي تصدر في ولاية مين الأمريكية، نشرت خطابا لأحد مشتركيها وصلها عبر البريد الإلكتروني، حمل عنوان "يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن إرسال المساعدات العسكرية لإسرائيل".

وجاء في الرسالة: "أكتب إليكم للاحتجاج على إرسال الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لإسرائيل. لقد أكدت حكومتنا نفسها بقوة خلف إسرائيل في حربها مع حماس. إنها تتعلق بالقضية الوحيدة التي يتفق عليها كل من الديمقراطيين والجمهوريين في واشنطن. وتسمى إسرائيل حليفا وديمقراطية. لقد تم تصوير رعب السابع من أكتوبر على أنه أعمال إرهابية طائشة. يبدو أن محنة الفلسطينيين لا تحظى باهتمام حكومتنا".

 

 

وأضافت: "ومع ذلك، فإن القضية الفلسطينية بسيطة بما يكفي لفهمها. في عام 1948 تم تشكيل دولة تسمى إسرائيل من خلال طرد ملايين الأشخاص وإقامة دولة جديدة. لقد ظل الملايين من الناس على الهامش، مستبعدين، محتلين، ومهمشين".

وتابعت: "إن إلقاء اللوم في التوغل الأخير داخل إسرائيل على حماس فقط هو أمر يتسم بقصر النظر، ولم يعبر معظم الفلسطينيين الحدود بنية العنف أو كانوا يوافقون بالضرورة على القتل والمذبحة، لكن من المؤكد أنهم يريدون وضع حد للإقصاء والسيطرة والهيمنة إنها حرب ضد الفلسطينيين".