سلطة فلسطينية أم قوة متعددة الجنسيات.. الجارديان تطرح سيناريوهات الحكم فى غزة بعد الحرب
بات مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية أهم وأحد المخاوف الأمريكية والإسرائيلية، حيث تتم دراسة العديد من الاحتمالات حول من يتولى مسئولية قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، هل ستكون سلطة فلسطينية أم قوة متعددة الجنسيات؟.
مستقبل غزة بعد الحرب
وقالت صحيفة "الجارديان" إنه تم طرح عدد من الحلول حول مستقبل غزة، أهمها سلطة فلسطينية معدلة أو قوة متعددة الجنسيات، لكن كلا الاقتراحين واجها مقاومة كبيرة.
وعندما وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط في زيارته الأخيرة، كان أحد أهدافه إزالة بعض الضبابية حول ما يحدث لغزة في أعقاب الحرب، لكنه يواجه مقاومة من كل من إسرائيل والدول العربية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت، في مؤتمر صحفي مع بلينكن: "ماذا سيحدث بعد ذلك؟ كيف يمكننا حتى أن نفكر بما سيحدث في غزة ونحن لا نعرف أي نوع من غزة سيبقى بعد انتهاء هذه الحرب؟ هل سنتحدث عن أرض قاحلة؟ هل سنتحدث عن تحول عدد السكان بأكمله إلى لاجئين؟ ببساطة، نحن لا نعرف، ليس لدينا كل المتغيرات حتى للبدء في التفكير في ذلك".
الاقتراح الأمريكى
ويتمثل الاقتراح الأمريكي المبدئي، حسب "الجارديان"، في عودة السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها حركة فتح التي تدير الضفة الغربية، ولكن هذا يرفضه اليمين الإسرائيلي.
وعلى سبيل المثال، رفض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في مقابلة أجريت معه في نهاية الأسبوع على القناة 12 الإسرائيلية، النصيحة الأمريكية بمغادرة غزة بمجرد انتهاء الحرب، وقال: "في اليوم التالي، الشيء الأكثر أهمية هو أنه لن تكون هناك حماس في غزة، وستكون هناك سيطرة عملياتية للجيش الإسرائيلي لسنوات". وأضاف: "ليس الأمر وكأننا سندمر حماس وستأتي هيئة أخرى".
وبالمثل، أصر البروفيسور جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن إسرائيل لا يمكنها المخاطرة بالتخلي عن سيطرتها الأمنية على غزة.. "بغض النظر عن الكيان الذي سيتولى مسئولية الشئون المدنية في غزة، فإن إسرائيل ستكون السلطة الأمنية الكاملة وسيكون قطاع غزة بأكمله، خاصة مدينة غزة، منزوع السلاح ولن يحتوي على أنفاق أو أسلحة أو القدرة على إنتاج الأسلحة".
وسبق وقال "بلينكن" أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي إنه "سيكون من المنطقي للغاية أن تتولى سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة الحكم والمسئولية الأمنية في نهاية المطاف عن غزة". لكنه أضاف: "إذا لم نتمكن من ذلك، فهناك ترتيبات أخرى مؤقتة قد تشمل عددًا من الدول الأخرى في المنطقة، وقد تشمل وكالات دولية تساعد في توفير الأمن والحكم".
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة "الجارديان" استبعد رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، الذهاب إلى غزة ليحل محل حماس دون اتفاق شامل يشمل الضفة الغربية وولادة دولة فلسطينية.
الدول العربية غاضبة من واشنطن
وقد اقترح بريان كاتوليس، من معهد الشرق الأوسط، أن بعض التدريبات لبناء شراكة أمنية إقليمية "لليوم التالي" للذهاب إلى غزة "تبدو وكأنها خيال، لأن الدول العربية في الوقت الحالي لا تتفق مع أمريكا بسبب دعمها الطريقة التي تدار بها الحرب".
ووفقا "للجارديان"، فإن الخيارات الواقعية المتاحة للمجتمع الدولي في نهاية المطاف فيما يتعلق بالحكم المستقبلي في غزة سوف تعتمد جزئيًا على كيفية استجابة السياسة الإسرائيلية للصدمة التي تعيشها.
وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع الدعم الشخصي لنتنياهو، مع وجود انقسام رئيسي حول ما إذا كان ينبغي عليه الاستقالة على الفور أم في وقت لاحق، وأظهر استطلاع أجراه معهد لازار لصالح صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، هذا الأسبوع، أن بيني غانتس، قائد الجيش السابق الذي شارك في حكومة حرب الطوارئ، حصل على 49%، ونتنياهو على 49%.