"فلسطين ذكريات 1948".. كتاب للكاتبة التشيلية كونتى كريس يرصد واقع الفلسطينيين قبل النكبة
يتناول كتاب "فلسطين ذكريات 1948" للكاتبة التشيلية كونتي كريس وتصوير ألتير ألكانتارا، وبمشاركة فريق من المؤرخين والمصممين، شهادات لعدد من المعمرين من الرجل والنساء، عن ذكرياتهم داخل فلسطين قبل النكبة سنة 1948، والتي لم تعرفها الأجيال المعاصرة.
يتناول الكتاب حياة هؤلاء بعيد النكبة، ومواجهتهم لتحديات الحياة وصنعهم من المأساة شكلًا جديدًا للحياة، ويوثق أيضًا قصصًا وحكايات، ويركز على صمود الناس وحبهم للحياة وقدرتهم على البقاء.
يقوم الكتاب على فصلين: الأول يتضمن على الشهادات، والنصوص، والثاني يضم مجموعة من صور القدس التي تُبرز جماليات المدينة المقدسة وبساطة الحياة العامة فيها.
وقد تطلّب إنجاز الكتاب ثلاثة أعوام، بُني خلالها بعناية فائقة كي تُنقل هذه القصص بصدق إلى الأجيال الفلسطينية في الشتات.
وقدمت مجلة الدراسات الفلسطينية عرضًا مطولًا للكتاب تشير فيه إلى أن "في المقدمة، تشير كريس كونتي، مُعدّة القصص، إلى أنها حاولت أن تنأى بنفسها بقدر الإمكان عن السردية، كي تكون الكلمة مُلك ضحايا تاريخ فلسطين، ليقدموا سرديتهم، وتشير إلى أن بين هؤلاء شهودًا على النكبة، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب المتمثلة في روايات رجال ونساء يتذكرون أيامهم الأخيرة في المنزل وخلال الحرب، وعشية الويلات والمذابح، ويتذكرون مآسي المنفى والبأس الذي كان عليهم إظهاره للتكيف مع الحياة الجديدة.
ويتضمن الكتاب أجزاءًا من حياة هذه الشخصيات جاءت مصحوبة بصور بالأبيض والأسود لطرق وساحات وأماكن، ولأراضٍ وأشجار زيتون.
يخبر الكتاب قصة رجلين نُفيا إلى أمريكا اللاتينية "البرازيل وتشيلي"، ويرويان كيف بقيت ذكرى نكبة 1948 حيّة في أذهانهما حتى عندما كان يتعين عليهما بناء هويتهما الجديدة في مكان آخر بعيد جدًا عن فلسطين وعن العالم العربي.
تُؤكد المؤلفة أن عملها ليس كتابًا تاريخيًا بالمعنى التقليدي، بل عملية تدوين لما حدث، ففيه مشاهدات ومرويات بلسان شخصيات من جميع فئات المجتمع لم تتركها ظلال النكبة التي وقعت في سنة 1948، وإنما ما زالت شاهدة على حدث جلل سيبقى حاضرًا في ذاكرة التاريخ، هذا الكتاب ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للعالم بأسره كي "يعرف ويشعر بما حدث لهذا الشعب وما اختبر من مآسٍ".
وعن رحلتها مع الكتاب تقول كونتي إن التصدي للقضايا الإنسانية "علّمني قيمة العمل الشاق، وأن أواصل التحدي على الرغم من الصعاب للوصول إلى تغييرات إيجابية، وقد أفدت من تجربة هؤلاء الذين استطاعوا أن يعلموني معنى المكابدة والأمل".
أما عم كريس كونتي
كريس كونتي صحفية وكاتبة التشيلية، متخصصة في دراسات الذاكرة، ذاكرة الأقليات والمغلوبين وضحايا الحروب والتمييز، والكتاب هو ثمرة عمل جماعي لباحثين وناشطين في القضية الفلسطينية، ومترجمين ومصورين، وقد صدر حتى الآن بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية، ونشرت النسخة الإنكليزية منه عن دار هيسبِرَس Hesperus Press في لندن "2019".