رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الأرثوذكسية تطلق نشرة تعريفية عن الكنائس الرومية والرومانية والشرقية

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن (الكنيسة الرومية، الرومانية، الشرقية).

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو في نشرته التعريفية، إنه كانت الإمبراطورية الهِلِّينِيَة القديمة منذ زمن إسكندر الأكبر (القرن 3 ق.م) ذات طبيعتها مسكونية ولغتها هي اليونانية، وكان إمبراطورها يعتبر الإمبراطور الوحيد للعالم أجمع. 

أطلق على الفترة الزمنية الممتدة حتى وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م اسم الفترة «الفترة الإغريقية»، أو «الهِلِّينِيَة القديمة». بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م وتقسيم الإمبراطورية الهِلِّينِيَة القديمة بين خلفائه وتوليهم الحكم بدأت «الفترة الهِلِّينِسْتِيَة»  واستمرت حوالي 200 عام في اليونان و300 عام. 

وسميت هذه الفترة بالفترة «هِلِّينِسْتِيَة» تمييزًا لها عن الفترة الإغريقية (الهِلِّينِيَة القديمة)، وعلى أساس أن الحضارة الجديدة منتسبة إلى هذه الحضارة، أو متأثرة بها. وقد أطلق على الفترة الزمنية اسم «العصر الْهِلِّنِسْتِي»

 قيام الإمبراطورية الرومانية 

استمر «العصر الْهِلِّنِسْتِي»  حتى قيام الإمبراطورية الرومانية على يد أوغسطس قيصر في عام 44 ق.م، بعد أن اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غربًا إلى بلاد مابين النهرين وساحل بحر قزوين شرقًا ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوبًا. استمرت الإمبراطورية الرومانية حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476م.

وفي عام 800م تَوج البابا لاوون الثالث (795-816م) شارلمان، ملك الفرنجة وحاكم إمبراطوريتهم (768-800م)، إمبراطورًا على الإمبراطورية الرومانية الغربية (800- 814م). معلنًا بذلك، البابا لاوون، نفسه الوريث المباشر للإمبراطورية الرومانية مُدعيًا السلطة المؤقتة.

وأصبح الملك شارلمان أول إمبراطور روماني مقدس على "الإمبراطورية الرومانية المقدسة" واختار مدينة «آخن» الألمانية لتكون عاصمته. بذلك أصبح باباوات روما رؤساء دينيين وسياسيين ومتوِّجين لملوك الإمبراطورية الرومانية الغربية المقدسة. 

وكان باباوات روما وحكام الغرب الجُدد في القرن التاسع، وفيما بعد، عندما يُشيرون إلى الأباطرة الرومان الشرقيين كانوا يستخدمون اللقب إمبراطور رومانيا، بدلاً من اللقب الإمبراطور الروماني، وهو اللقب الذي احتفظ به شارلمان وخلفائه. كما استُخدم في الغرب اللقب الإمبراطورية اليونانية، للإشارة إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وذلك لتمييزها عن الإمبراطورية الرومانية اللاتينية في الممالك الغربية الجديدة. وسُمي إمبراطورها إمبراطور اليونان. هكذا انطلقت في القرن التاسع مع شارلمان للجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. كما استخدم التسمية التي تعنى «اليونانيون»، وكان هذا الاسم أكثر استخدامًا.

كم أطلق الغرب في القرن التاسع على الكنيسـة الرومانية في الشرق اسم «الكنيسة اليونانية» بالعربية. بينما احتفظ لنفسه باسم الكنيسـة الرومية بالعربية، وذلك لكي يحصر الغرب الكنيسـة الرومانية الشرقية، أو الكنيسة الرومية، في قومية محددة وشعب محدد ويُفقدها عالميتها، أي جامعيتها. وإن لم تتخلى هذه الكنائس في الشرق عن تراث الكنيسة الرومانية (الرومية) الواحدة الذي لم يكن تراث شعب واحد، بل هو مساهمة مشتركة من قديسي ومؤمني جميع شعوب الإمبراطورية الرومية في العيش والتعبير عما تسلموه من الرب يسوع المسيح ورسله. 

في القرن السابع، في زمن الحروب العربية الإسلامية مع الإمبراطورية الرومية الشرقية، وفيما بعد، أطلق الأتراك العثمانيون والعرب على أتباعها اسم «الروم»، بينما أطلقوا على أتباع الإمبراطورية الرومانية الغربية اسم «الفرنجة ثم استخدم العثمانيون اسم «ملة روم» بمعنى «شريعة (عقيدة) الروم» إشارة إلى المسيحيين في الشرق الذين على عقيدة الإمبراطور الروماني الشرقي المسيحي، أي الجماعة المسيحية الأرثوذكسية، داخل الدولة العثمانيين.