رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية يتحدث عن تحديات تصميمها: تمثل لنا أسطورة

الفريق المصمم لمكتبة
الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية

وصف كيتل ترادال ثورسن، عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن تصميمها يمثل لنا أسطورة وجئنا اليوم لكي نحيي هذه الأسطورة مجددًا، مشيرًا إلى أن العمل المعماري هو عمل جماعي، وفي بداية بناء فريق "سنوهتا" كان يمتلك الفريق فكرة عن المعمار، فهو ليس بناء جامد دون التفكير في البشر فنحن نبني المجتمعات ولذلك يجب أن تكون مشاركة في هذا البناء.

جاء ذلك خلال احتفالية اليوم" مكتبة الإسكندرية.. إحياء الأسطورة"، والذي استضافت فيه المكتبة فريق "سنوهتا" المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وسفيرة النرويج.

وأضاف: "عندما بدأنا فهمنا أنه يجب التركيز على الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، وكنا في ذلك الوقت فريق من الشباب فكان يجب أن نحافظ على هذه القيم، وكنا دؤوبين في العمل في مكتب صغير في النرويج، وسنوهتا هو اسم جبل في الحقيقة ليس سياحي في النرويج ولكنه رائع".

وعن مبنى المكتبة الجديدة؛ أوضح "ثورسن" أن اختيار شكل المبنى كان تحدي ويجب أن يعكس الماضي والحاضر والمستقبل، وقد ألهمت الفريق فكرة الأفق والشمس الساطعة التي تختفي في مياه البحر، كاشفًا عن الصور الأولى لبدء تصميم المبنى.

وأشار "ثورسن" إلى أنه عقب ذلك كان اجتماع التمويل في محافظة أسوان والذي شارك في الترويج له الفنان العالمي عمر الشريف، وبمشاركة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والسيدة سوزان مبارك ورؤساء دول عربية وأجنبية ومسئولين دوليين، وتم تكريس الجهود للحصول على تمويل من منظمة اليونسكو وفي النهاية تم توقيع الاتفاقية مع وزارة التعليم العالي المصرية.

 

العثور على لوحات موزاييك أثناء أعمال الحفر

وأوضح "ثورسن" إنه تم العثور على لوحات موزاييك أثناء أعمال الحفر وهو إرث مازال موجود في متحف المكتبة حتى اليوم، وجاء ذلك نتيجة لعملية الحفر المدروسة التي قام بها الفريق، مؤكدًا أن الفريق ممتن لمكتبة الإسكندرية حيث أسند إليه عقب ذلك العديد من المشاريع في عدد كبير من بلدان العالم.

وقال كريج دايكر؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن الكثيرين أجمعوا أن هذا البناء لن يتم بناءه ولكن بعد 20 عامًا ها هو مازال قائمًا ونحن فخورين بذلك، كانت البداية عام 1988 عندما طرحت المسابقة، مضيفًا "كنا نحلم بهذه الخطوة منذ كنت حديثي التخرج طموحين لكي نفوز بهذه المسابقة في الإسكندرية".

 

استلهمنا التصميم من خريطة مدينة الإسكندرية

وأوضح "دايكر" إن الفريق استلهم التصميم من خريطة مدينة الإسكندرية، حيث قام برسمها إيهاب الحباك الذي كان طالبًا في جامعة لوس أنجلوس في ذلك الوقت، وخاصة شكل الميناء الشرقي، وكذلك شكل الشمس التي تعد أهم رموز الحضارة المصرية، وكما تعاون الفريق مع الاتحاد الأوروبي للمعماريين لبحث كيفية تحقيق التصميم على أرض الواقع باستخدام التكنولوجيا التي كانت متاحة في ذلك الوقت.

وأضاف "دايكر": كما استلهم الفريق من الكتب مثل رواية ميرامار للكاتب العالمي نجيب محفوظ الذي منحهم فكرة عن الإسكندرية وسكانها، مشيرًا إلى انتقال الفريق وأسرهم إلى مصر للعمل على المشروع بمشاركة مهندسين مصريين، ومتحدثًا عن الصعوبات التي واجهت منها حدوث فيضان في القاهرة - حيث كان يعمل الفريق- مما تسبب في تدمير بعض الرسومات أحتاج إلى جهود كبيرة استمرت لمدة شهرين لانهائها مرة أخرى.

 

مشروع تصميم المكتبة تحدي وقصة خيالية 

وقال روبرت غرينوود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئول عن تصميم السطح، إن المشاركة في هذا المشروع قصة خيالية، إذ تمنى كل المعماريين في النرويج لو أنهم ضمن هذا المشروع، موضحًا أنه كان مسئول عن سطح المبنى، والذي وصفه بأنه لم يكن الجزء الأهم في المشروع لكنه التحدي الاكبر لكي يبدو مختلفًا خاصة انه منحدر وعدم وجود مصاعد.

وأشار "غرينوود" إلى السطح يمثل مفهوم الربط بين الحاضر والمستقبل، وكانت مهمة صعبة ولكن في مصر يمكن للمستحيل أن يتحقق، وقد صمم السطح ليعكس ضوء الشمس إلى داخل المكتبة ويحقق النظرة إلى الأفق، والزجاج الملون مهم لأنه يعطي نوع من الحياة للمبنى، معبرًا عن سعادته للعودة مرة أخرى وأن يراه مرة أخرى وهو بحالته.
إيلين مولينار؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن الفريق راعى عن التصميم كل الوظائف المطلوبة من المكتبة من قاعات قراءة ومحاضرات وقبة سماوية، والأرفف وضرورة مراعاة المساحات بينها لكي تسمح للقراء التنقل بينها بحرية.

وأضافت "مولينار" أنه تم تصميم قاعة الإطلاع الرئيسية كما لو كانت تشبه الشلال لكي يكون هناك حلقة اتصال بين الجزء الإداري والمكتبة، كما تم تصميم الإضاءة لكي توحي بالدفئ، وتم استلهام فكرة الأعمدة من المعابد المصرية القديمة، أما الأثاث فهو ذو طابع نرويجي.

 

تم دمج المعمار بالفن في الجدار الخارجي للمكتبة

وأوضحت جورون سانيس؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئولة عن تصميم جدار المكتبة الخارجي، إنها قادمة من المكسيك حيث يتم دمج المعمار والفن فحرصت أن يعكس الجدار هذه الفكرة، واستلهمت التدرج من الطبيعة، حيث قامت بجمع كل العلوم والرموز وتم نقشها بشكل حلزوني لتحقق هدف التدرج ويشعر من يشاهد الجدار كأنه ثابت في الأرض ويصل إلى السماء في الوقت نفسه.

وأشارت "سانيس” إلى أنها بدأت في البحث عن الأحجار، وكان لابد أن تكون من مصر حتى وصلت إلى حدود مدينة أسوان، حيث وجدت محجر بها اللون والجودة التي تريدها للاحجار، الاحجار عكست الظل لكي ترى النقوش بشكل واضح، فكان هناك تدرج مختلف من النقوش، ووصل وزن الحجر من 800 إلى ألف كيلو.

واختتمت كاري ستنسرود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئولة عن تصميم الساحة الخارجية "البلازا"، إن الهدف كان وجود ساحة فارغة مفعمة بالترحاب وان يُستخدم نفس الأحجار التي استخدمت في الجدار، ولكن لم يكن شائع في مصر في ذلك الوقت استخدام الأحجار الصلبة، ولذلك تم استخدام البلاط الملون، الشكل الخارجي كان تحدي بالفعل، وتم زراعة أشجار الزيتون والنخيل المعبرين عن الحضارة المصرية والمتوسطية.