برلنتى حسن تقع فى مطب على الهواء.. ما القصة؟
برلنتي حسن، فنانة ومطربة مصرية، مرت على الحياة كنسمة رقيقة، ولدت في العام 1932 وغادرت الحياة 1959 ولم تكمل ثلاثة عقود في الحياة، لكنها تركت أثرا فنيا وغنائيا، فغنت مع العندليب عبدالحليم حافظ في فيلم بائعة الخبز أغنية “أنا أهواك”.
قدمت برلنتي حسن العديد من الأعمال الفنية من بينها أفلام: أسرار الناس، غضب الوالدين، قلوب الناس، نساء بلا رجال، آمنت بالله، اعترافات زوجة، وغيرها، بالإضافة إلى العديد من الأوبريتات الغنائية والصورة الغنائية عبر أثير الإذاعة المصرية.
كيف أنقذت الصدف برلنتي حسن؟
في العدد 344 والمنشور بتاريخ 4 مارس 1959، خرجت مجلة الكواكب الفنية، وعلى صدر صفحاتها بمقال بقلم المطربة برلنتي حسن، بعنوان “الصدفة”، وفيه تتحدث عن عدد الصدف في حياتها وكان أغلبها فرص طيبة كانت تنقذها من مآزق كثيرة وقعت فيها.
وتستهل برلنتي حسن حديثها مشيرة إلى: كثيرا ما أجد الصدف في خدمتي لتنقذني من المآزق التي أتعرض لها، حدث مثلا مرة منذ سنوات عندما كانت معظم مواد الإذاعة تقدم علي الهواء ولم تكن التسجيلات قد استخدمت بعد، حدث أن المسئولين في الإذاعة أتفقوا معي على تقديم أغنية معينة في مناسبة معينة، وكانت هناك في نفس الوقت أغنية أجريت لها بروفة أو بروفتين فقط استعدادا لإلقائها فيما بعد، ووقفت أمام الميكرفون لألقي الأغنية الأولى المتفق عليها، وإذا بي أفاجأ بالمذيعة تعلن اسم الأغنية الثانية التي لم أحفظها.
وتضيف برلنتي حسن: وحسيت أنها أخطأت فأشرت لها بيدي لتصلح خطأها، وإذا هي تهز رأسها مؤكدة أنها تعني الأغنية الجديدة، فعدت أشير إليها بأن تقفل الميكرفون لنتفاهم، ففعلت وأبلغتني في عجلة أن الأغنية الأولى أوقفتها الإذاعة بسبب الاعتراض على بعض كلماتها، وخيرتني وهي منفعلة، بسبب التعطيل الذي سببته، بين إلقاء الأغنية التي طلبتها، وبين الاعتذار وإذاعة بعض الأسطوانات بدلا من أغنيتي.
كيف خرجت برلنتي حسن من ورطتها على الهواء؟
وتمضي الفنانة برلنتي حسن في حديثها عن المأزق الذي تعرضت له على الهواء، مشيرة إلى: لم يكن بوسعي إلقاء الأغنية المطلوبة لأني لم أستعد لها كما يجب، ولسبب آخر وهو أن "التون" الذي وضعت عليه هذه الأغنية يختلف عن "التون" الذي وضعت عليه الأغنية الأولى، وآلات الفرقة الموسيقية التي ستصاحبني قد ضبطت على "التون" الأول، وإذا أردنا ضبطها من جديد فسيضيع هذا المزيد من الوقت، وشاءت الصدف أن تكون عندي أغنية أخرى علي نفس "التون" المظبوطة عليه الآلات، فأشرت إلي المذيعة بأني سأنفذ طلبها فأعادت فتح الميكرفون وانصرفت مطمئنة، وهنا استدرت إلى الفرقة وهمست لها باسم الأغنية الجديدة وألقيتها فعلا.
وتستطرد المطربة برلنتي حسن لافتة إلى: ولم أكد أنتهي حتى وجدتهم يطلبونني للتحقيق إذ أن المذيعة لم تفطن إلى مخالفتي لطلبها إلا بعد إلقائي جزءا كبيرا من الأغنية، فلم يعد في وسعها قفل الميكرفون من جديد، ولكنها خشت العاقبة فسارعت وأبلغت المسئولين بمخالفتي، واستدعاني السيد "علي خليل" مراقب الإذاعة آنذاك، فقلت له إن الخطأ هو خطأ الإذاعة لأنها لم تخطرني بالاعتراض على الأغنية المتفق عليها في الوقت المناسب، ثم رويت له قصة الأغنية الثالثة التي كنت أحفظها بالصدفة، وكان أن أقتنع بل وشكرني على إنقاذي للموقف، هذا الإنقاذ الذي يرجع الفضل فيه للصدفة.