رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير أمريكية: القاهرة وسيط تاريخى.. وتعويل على دورها لإنهاء التصعيد فى غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

أكدت وسائل إعلام أمريكية أن هناك تعويلًا كبيرًا على الدور المصرى الفاعل فى الشرق الأوسط لإعادة إحلال الهدوء فى قطاع غزة، بعد التصعيد غير المسبوق، على مدار اليومين الماضيين، كما حدث أكثر من مرة فى السنوات الماضية. 

وقالت إذاعة «فويس أوف أمريكا» إن مصر لطالما كانت وسيطًا تاريخيًا رئيسيًا فى حل النزاعات بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرة إلى التعويل على دور القاهرة لإحلال الهدوء فى القطاع فى ظل التصعيد الجارى. 

وقالت الإذاعة الأمريكية، فى تقرير لها، أمس، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حذر من «حلقة مفرغة» من العنف، بعد أن شنت حركة «حماس» الفلسطينية هجومًا على إسرائيل، التى ردت بغارات جوية مدمرة على قطاع غزة.

فيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن مسئولين بالولايات المتحدة قولهم إن هناك جهودًا مضنية من قبل مصر من أجل إحلال السلام والهدوء فى قطاع غزة.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فقد تواصلت القاهرة مع المسئولين الإسرائيليين وقادة «حماس» من خلال القنوات السياسية والأمنية، فى محاولة لتقييم الوضع وإحلال الهدوء.

وقالت: «إنه كان لمصر، التى لها حدود مع كل من إسرائيل وغزة، الفضل فى مساعدة إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى عام ٢٠٢١، فى التوسط للوصول إلى وقف إطلاق النار، وذلك عندما اندلع آخر صراع كبير بين إسرائيل وحماس».

كما نقلت عن مسئولين مصريين قولهم إن إسرائيل طلبت من مصر المساعدة فى التوسط من أجل إطلاق سراح الإسرائيليين الذين أسرتهم «حماس»، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن العدد النهائى للأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» والمسلحون الفلسطينيون فى غزة. 

من ناحيتها، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن الخسارة المباشرة لجولة العنف الحالية غير المسبوقة ستكون فى الجهود التى تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهى خطوة كانت تكتسب زخمًا خلال الأسابيع الأخيرة.

ونقلت عن آرون ديفيد ميلر، مبعوث الشرق الأوسط المخضرم السابق، الذى يعمل حاليًا فى مؤسسة «كارنيجى للسلام الدولى»، قوله: «لقد تلاشى تمامًا أى نفوذ كان لدى إدارة بايدن لانتزاع تنازلات من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لتحسين ظروف الفلسطينيين».

وأضاف «ميلر»، خلال مقابلة إعلامية: «على الرغم من أن التطبيع لم يمت بعد فإنه تعرض لضربة قوية، ولا يعرفون إلى أين يتجه كل هذا، لكن الدماء ستُراق على جميع الجوانب».

كما نقلت عن عدد من المحللين تأكيدهم أنه من المستحيل فى هذه المرحلة، وبعد التعرض للصدمة، أن يقدم أى رئيس وزراء إسرائيلى تنازلات للفلسطينيين، وبالمثل، فإن ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين الفلسطينيين من شأنه أن يعقّد أى مبادرات قد يكون السعوديون على استعداد للقيام بها تجاه إسرائيل.

فيما قال إفرايم هاليفى، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد»، إن الجانب الإسرائيلى لم يتلق قبل اندلاع القتال أى تحذير استخباراتى.

وتابع «هاليفى»، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن»، إن الحرب التى اندلعت صباح أمس الأول، السبت، شكلت مفاجأة تامة، وإن عدد الصواريخ التى أطلقها عناصر «حماس» خلال أقل من ٢٤ ساعة يزيد على ٣٠٠٠ صاروخ، معلقًا: «هذا أمر يفوق الخيال».

وأشار إلى أن إسرائيل لم تكن تعلم أن لدى «حماس» كل هذه الكمية من الصواريخ، وبالتأكيد لم يتوقع قادتها أنها ستكون فعالة.

وأكد رئيس «الموساد» السابق أن الصواريخ تم تصنيعها فى قطاع غزة بعد تهريبها عن طريق البحر، مشيرًا إلى أن «حماس» كانت على الأرجح قادرة على إجراء تدريب تجريبى، دون السماح للقوات الإسرائيلية باكتشاف خططها.

وأضاف: «هذا هجوم فريد من نوعه، وهى المرة الأولى التى تتمكن فيها غزة من اختراق عمق إسرائيل والسيطرة على القرى».