فيضانات مفاجئة وذوبان الأنهار الجليدية.. سبتمبر يدق جرس إنذار الخطر عالميا
ودع العالم شهر سبتمبر الأكثر سخونة في العالم بعلامات أكثر خطورة بسبب تغيرات المناخ، حيث شهدت عدد من الدول موجة من تقلبات الطقس تًعد الأقوى والأكثر تطرفًا، والبداية كانت مع مدينة نيويورك الأمريكية التي شهدت أقوى تقلبات للطقس منذ 140 عامًا حيث شهدت هطول غزير للأمطار والتي تسببت في فيضانات مفاجئة، بينما شهدت الأنهار الجليدية أكبر مرحلة من الذوبان.
وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية بأن الأمطار الغزيرة التي هطلت على الأجزاء الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي تسببت في حدوث فيضانات واضطراب كبير، وتأثرت مدينة نيويورك بشكل خاص، حيث تم الإبلاغ عن حدوث فيضانات مفاجئة في العديد من محطات مترو الأنفاق وشوارع المدينة، واضطرت إحدى الصالات الثلاث في مطار لاجوارديا إلى الإغلاق مؤقتا، وهرب أسد البحر لفترة وجيزة من حظيرته في حديقة حيوان سنترال بارك.
حالة طوارئ في نيويورك ومخاوف من تهديدات الحياة في سويسرا
وأعلنت حاكمة المدينة، كاثي هوتشول، حالة الطوارئ، ووصفت الوضع بأنه "يهدد الحياة"، مع وضع ملايين الأشخاص تحت مراقبة الفيضانات وتحذيرات من الفيضانات المفاجئة، ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات أو إصابات.
وتابعت الصحيفة البريطانية أن عددا من المواقع في المدينة الأمريكية، أبلغت عن إجماليات قياسية جديدة لهطول الأمطار يوميًا، حيث تم تسجيل 226 ملم في مطار جون كنيدي و150 ملم في سنترال بارك منذ يوم الخميس الماضي، وكان هذا هو اليوم الأكثر هطولًا للأمطار على الإطلاق في مطار جون كينيدي، حيث يعود تاريخ السجلات إلى عام 1948، وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أيضًا أن شهر سبتمبر كان الأكثر هطولًا للأمطار في مدينة نيويورك منذ 140 عامًا.
وأضافت أنه على الجانب الآخر شهدت الأنهار الجليدية في سويسرا ثاني أسوأ معدل ذوبان لها هذا العام، بعد خسائر قياسية في العام الماضي.
الأنهار الجليدية فقدت حوالي 10% من حجمها خلال العامين الماضيين
وفي العامين الماضيين فقط، فقدت الأنهار الجليدية نسبة حوالي 10% من حجمها، وفقًا لشبكة مراقبة الأنهار الجليدية السويسرية، التي كانت تراقب بعض الأنهار الجليدية منذ عام 1914، وهذا هو نفس الحجم المفقود بين عامي 1960 و1990، كما وصل الارتفاع الذي تجمد فيه هطول الأمطار إلى ارتفاع قياسي بين عشية وضحاها، حيث بلغ 5289 مترًا، وهو أعلى بعدة مئات من الأمتار من أي جبل في جبال الألب.
وأوضحت الصحيفة أن الخسائر الكبيرة هي نتيجة لانخفاض تساقط الثلوج خلال أشهر الشتاء والصيف الدافئ المتتالي، حيث يقول الباحثون إنه بدون تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، قد تختفي الأنهار الجليدية عبر جبال الألب تمامًا بحلول نهاية القرن، وتلعب الأنهار الجليدية دورًا مهمًا في المساعدة على ري المحاصيل في فصل الصيف، كما تساعد أيضًا في تبريد محطات الطاقة النووية.
ووصل الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أقصى مدى سنوي له في وقت سابق من شهر سبتمبر، وتبلغ مساحته 16.96 مترًا مربعًا، وهو أدنى حد أقصى للجليد البحري منذ بدء عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية في عام 1979. وقد حدث أقصى مدى في 10 سبتمبر، أي قبل 13 يومًا من متوسط الفترة 1981-2010، ويُعتقد أن المياه الأكثر دفئًا في الطبقة القريبة من السطح من المحيط هي المسؤولة عن انخفاض حجم الجليد البحري عن المعتاد حول القارة منذ عام 2016.