سيناريوهات خروج التحالف الدولى ضد داعش من العراق (خاص)
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، أن تنظيم داعش الإرهابي لا يمثل تهديدًا في العراق، بالتالي لم يعد هناك ضرورة لوجود التحالف الدولي الذي تشكل لمواجهة تنظيم داعش.
إبراهيم السراج: لا جدوى من وجود التحالف الدولى فى العراق
وفي هذا الإطار قال إبراهيم السراج، الكاتب والباحث السياسي العراقي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن محمد شياع السوداني بصفته القائد العام للقوات المسلحة لديه رؤية في التعامل مع هذا الملف، وهى أن داعش لم يعد في العراق قوة كما كان عام 2014، وما تبقي مجموعات صغيرة جدا لم يتجاوز تعدادها الـ2 أو 3 أشخاص يقومون بزرع عبوات ناسفة في أطرف المحافظات.
وأوضح السراج أنه لذلك لا أهمية وجدوى لوجود التحالف الدولي الموجود في العراق حاليا، لعدة أسباب، منها أولًا أن الغاية منه تحققت، ثانيًا أن قدرات الجيش العراقي والقوات العراقية تستطيع التعامل مع هكذا أهداف سواء داعش أو غيره، مؤكدًا أن "السوداني" يريد إنهاء هذا الملف لأنه لا يمكن أن يبقى التحالف مدى الحياة، في الوقت الذي تضاءلت فيه قوة داعش لحد كبير.
وأكد السراج أن "السوداني" يحاول أن يعيد إرسال هذه الرسالة بأن داعش لم يعد خطرًا على العراقيين، والوضع الأمني مستقر، والقوات الأمنية مسيطرة على الأرض، فلم يعد هناك حاجة لوجود هذا التحالف وجهودهم مشكورة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء العراقي يحمل في جعبته هذا الموضوع، وما يحتاجه العراق الآن هو استخدام التكنولوجيا المتطورة وهذه هى الرسالة التي يريد أن يرسلها للعالم.
وتابع: "تصريحات السوداني لم تأت من فراغ بل كان هناك استقراء وتشاور مع الأجهزة الأمنية في الداخلية العراقية ووزارة الدفاع العراقية، بأن قواتها قادرة بشكل كبير على السيطرة على الأرض ومنع داعش أو ما تبقى منه من تنفيذ عمليات إرهابية في العراق".
عباس الجبورى: الجيش العراقى قادر على حماية أراضينا
من جانبه، قال الخبير العراقي الدكتور عباس الجبوري، مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية، إن تصريحات رئيس الوزراء تؤكد أن العراق اليوم ليس بحاجة لقوات تتواجد على أرضه وتتسبب في الكثير من المشاكل وخاصة أن هناك جهات بالعراق ترفض الوجود الأمريكي جملة وتفصيلا.
وأشار الجبوري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السوداني يدرك أن العراق يمتلك القوة الكبيرة لمقاتلة داعش وخاصة أن التنظيم الإرهابي تحول إلي ذئاب منفردة هنا وهناك، ولا يحتاج لقوات عسكرية كبيرة وخاصة أنه يعمل بنظام العصابات، وخاصة أن وجود داعش مستمر بسبب الدعم الأمريكي له، علي سبيل المثال "وادي حوران لا يسمحون للقوات العراقية الوصول إليها لأن القرى هناك تضم بعض الأفراد من قوات داعش، أيضا جبال حمرين والمناطق المحيطة بها رأينا الطائرات الأمريكية تلقي الأسلحة والأغذية لعناصر داعش.
وأوضح الجبوري أن تنظيم داعش موجود لكنه انتهي عسكريا، وبقي بالفكر وهذا الفكر لا يحارب إلا بالفكر، مؤكدا أن الجيش العراقي والقوات المسلحة العراقية قادرة على قهر أي تواجد لداعش، وخاصة أن العراق يمتلك التقنيات العسكرية والطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية والمروحيات التي استوردها العراق مؤخرا، كلها عوامل نجاح في طرد داعش، وما تبقى منه لا يحتاج لقوات تحالف ولا طائرات وقواعد أمريكية والعراق قادر اليوم علي حماية نفسه بما يمتلكه من قوات وامكانيات والكل يعرفها وشاهدها خلال حرب داعش واستطاع بسواعد أبنائه أن يقضي عليه ويحرر تلك الأراضي.
وحول وجود واستمرار التحالف بالعراق، قال الجبوري إن العراق جلس جلسات طويلة في إطار التشاور الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة لديها مشروعات وأهداف داخل العراق وتواجدها أصبح يشكل عبء على العراق والعراقيين بما تمتلكه من قواعد وخروقات، اليوم تسيطر على الكثير من الأجواء العراقية، شركات وسفارة تضم 16 الف موظف، وقوات تحالف الدولي تحالف شكلي بالوقت الحاضر بقدر أن التواجد الامريكي هو الأساس، واعتقد اليوم أنهم سيصلون لقناعة بأن الجيش العراقي قادر علي حماية أراضيه وسيغادرون كمان غادروا من قبل عام 2011.
علي الصاحب: بقايا داعش خلايا نائمة
فيما قال علي الصاحب رئيس المركز الإقليمي للدراسات، بأنه عدم استقرار الوضع الأمني وسيطرة القوات العراقية بكافة صنوفها على كل الأراضي العراقية بعد إلحاق الهزيمة بفلول داعش الإرهابية، تتجه تطلعات الحكومة العراقية على إنهاء الوجود الأجنبي وبالخصوص القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، علما أن العراق لديه بحدود ٥ اتفاقيات استراتيجية مع الجانب الأمريكي وقد حان الوقت لمغادرة هذه القوات أرض العراق.
وأضاف الصاحب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن بقايا داعش عبارة عن خلايا نائمة لكنها مقطعة الأوصال ولا تستطيع أن تكون قوية بعد الضربات الموجعة عليها، لكنها قد تنشط في الصحراء او قرب الحدود مع الشقيقة سوريا باعتبار أن الأراضي السورية لازالت هشة.
وأكد الصاحب أن الإجراءات الحكومية القادمة ستنصب على فتح آفاق جديدة مع المحيط العربي والإقليمي من خلال الاستثمارات والمشاريع بعيدا عن الحروب والقتال والتواجد العسكري.
وأعرب الصاحب عن أمله بأن تكون المرحلة القادمة مرحلة بناء واستقرار.