رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى أولى الشهيدات القديسة تقلا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بذكرى القديسة تقلا أولى الشهيدات، وولدت القدّيسة تقلا سنة 20 في نيقوميذيا من أبوين شريفين وثنيّين. خُطبت لشابٍّ وثنيّ.

تعرّفت إلى بولس الرسول واهتدت إلى الإيمان المسيحيّ فاعتمدت على يده، ونذرت بتوليّتها للمسيح فسخت خطبتها معلنة إيمانها الجديد فحنقت أمّها عليها، ورغبت في إعادتها إلى رشدها.

فاتّفقت مع خطّيب ابنتها أن يشيا بها علّها ترتدّ إلى إيمان آبائها. فسيقت إلى السجن حيث تعرّضت للموت أكثر من مرّة، فأُلقيت في بئرٍ مليء بالحيّات ورُبطت إلى عمود وأُضرمت النار حولها، ثمّ رُبطت إلى ثورَين جامحَين، وأخيرًا رُميت للوحوش المفترسة فلم تُصَب بأذى عندئذٍ أُطلقت حرّة بعدما أعلنت أمام الجميع أنّها خادمة يسوع المسيح فراحت تبشّر به في بلاد القلمون إلى أن رقدت بالربّ عن عمرٍ يناهز التسعين.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يدلّنا القدّيسون على الطريق لكي نصبح سعداء. كما يروننا كيف نصبح فعلاً إنسانيّين عبر تقلّبات التاريخ، كانوا المصلحين الحقيقيّين الذين أخرجوا التاريخ من الوديان المظلمة حيث يواجه باستمرار خطر الإنزلاق مجدّدًا. من القدّيسين وحدهم، ومن الله وحده تنطلق الثورة الحقيقيّة كما ينطلق التغيير الجذري للعالم. 

خلال القرن المنصرم، عشنا الثورات التي كان برنامجها المشترك يرتكز على عدم ترقّب شيء من الله، بل أخذ الإنسان على عاتقه التحكّم بمصير العالم. وقد لاحظنا أنّ وجهة النظر الإنسانيّة والمتحيّزة كانت دائمًا تُعتبر كالمقياس المثالي للتوجّهات. إنّ عملية تعميم صفة المطلق على ماهو ليس بمطلق إنّما هو في الواقع نسبيّ تُسمّى الشّموليّة. وهذه الشّموليّة لا تحرّر الإنسان، بل تنتزع منه كرامته وتجعله عبدًا. ليست الإيديولوجيّات هي التي تنقذ العالم، بل فقط الرجوع إلى الله الحيّ خالقنا وضامن حريّتنا، وضامن كلّ ما هو صالح وحقّ. تقضي الثورة الحقيقيّة بالتوجّه نحو الله بدون تحفّظ، فهو العادل وهو الحبّ الأزليّ في الوقت عينه. فما الذي يمكن أن ينقذنا سوى الحبّ؟

كثيرون هم الذين يتحدّثون عن الله: بإسم الله، نبشّر أيضًا بالبغض ونمارس العنف لذا، من المهمّ جدًّا أن نكتشف وجه الله الحقيقيّ. قال الرّب يسوع لفيلبّس: "مَنْ رَآنِي رَأَى الآب" (يو 14: 9). لقد تجلّى وجه الله الحقيقيّ في الرّب يسوع المسيح الذي سمح بأن يخترق الرّمح قلبَه من أجلنا. نحن نتبعه مع الجموع التي سبقتنا. عندها، نكون سائرين على الطريق الصحيح.