رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة جديدة للإمارات

زيارة جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الإثنين، بعد أيام قليلة من مشاركته الرئيس الإماراتى محمد بن زايد آل نهيان، فى قمة مجموعة العشرين، بالعاصمة الهندية نيودلهى، وبعد شهر، تقريبًا، من دعوة البلدين للانضمام إلى تجمع الـ«بريكس»، وبعد ستة أسابيع، من لقاء الرئيسين بمدينة العلمين الجديدة. كما تأتى الزيارة، أيضًا، مع استمرار جهود البلدين الإغاثية، لتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة، التى يعيشها الشعب الليبى الشقيق، جراء ما خلفه الإعصار دانيال.

فى قصر الشاطئ، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، التقى الرئيسان، مجددًا، وأعربا عن اعتزازهما بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، على مستوى القيادتين، والشعبين الشقيقين، والتى تنعكس على التنسيق الوثيق بينهما لدعم استقرار المنطقة العربية، خاصة فى هذه المرحلة التى تتزايد فيها التحديات الإقليمية والدولية. كما رافق الشيخ محمد بن زايد الرئيس السيسى لمصافحة رواد الفضاء الإماراتيين، على أرض المطار، بمناسبة عودة رائد الفضاء سلطان النيادى، بعد قيامه بأطول مهمة فضائية عربية. وبهذه المناسبة، تقدم الرئيس السيسى بالتهنئة لدولة الإمارات على هذا الإنجاز، متمنيًا لها ولشعبها الشقيق مزيدًا من التقدم والازدهار. 

كالعادة، تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق بتنشيط التعاون الاقتصادى والاستثمارات المشتركة والتبادل التجارى، وتعزيز التعاون فى العديد من المجالات الحيوية التنموية بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. إضافة إلى استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتباحث بشأن القمة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب ٢٨، التى تستضيفها دبى، أواخر نوفمبر المقبل، بهدف الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة فى استضافة القمة السابقة، كوب ٢٧، بمدينة شرم الشيخ، والبناء على النتائج التى تحققت بهدف إعطاء دفعة للعمل المناخى على المستوى الدولى، بما يصون الموارد البيئية ويحقق مصلحة الإنسانية.

بلقاء أمس الأول، الإثنين، وصل عدد اللقاءات والقمم، الذى جمع بين الرئيسين، إلى ٤٧ لقاء وقمة، منذ وصول الرئيس السيسى للحكم فى يونيو ٢٠١٤، من بينها ١٢ لقاء وقمة بعد تولى الشيخ محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات، فى ١٤ مايو ٢٠٢٢، إضافة إلى العديد من اللقاءات، التى جمعتهما بزعماء آخرين، والتى كان أحدثها اللقاء التشاورى الأخوى، الذى استضافته دولة الإمارات، فى ١٨ يناير الماضى، بمشاركة قادة عمان، البحرين، قطر، والأردن، والذى كان عنوانه «الازدهار والاستقرار فى المنطقة»، وتناول خلاله القادة مختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك، واتفقوا على أهمية تنسيق المواقف، وتعزيز العمل العربى المشترك، وشدّدوا على أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم، وعلى المستوى العربى ككل، هو المدخل الرئيسى، أو الأساسى، لتحقيق التنمية فى ظل عالم يموج بالتحولات وتتعدد فيه الأزمات.

انطلاقًا من إيمانه بدور مصر المحورى، ومكانتها فى المنطقة العربية، أرسى الشيخ زايد بن سلطان، مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الأسبق، دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين، التى ازدادت عمقًا ورسوخًا فى عهد ولديه، خليفة ومحمد، وصارت خلال السنوات التسع الماضية، نموذجًا مثاليًا للعلاقات العربية القوية، القادرة على مواجهة التحديات، بالعمل المشترك والدعم المتبادل، وصولًا إلى الإعلان، فى مايو ٢٠٢٢، عن مبادرة «الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة»، التى جمعت الدولتين بالأردن، قبل انضمام البحرين، والتى صارت حتمية بعد الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وتداعياتها السلبية على مستويات النمو والإنتاج.

‎.. وتبقى الإشارة إلى أن البلدين، مصر والإمارات، يلعبان أدوارًا مهمة فى العديد من الملفات الاستراتيجية، على المستويين الإقليمى والدولى، ونجحا، بحكمة قيادتهما، فى تجاوز المنطقة العربية العديد من الأزمات، وتجنيبها حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. ومن هذا المنطلق، توافق الزعيمان، مجددًا، خلال لقائهما أمس الأول، على مواصلة الجهود المشتركة، والتنسيق الوثيق، للدفع نحو تسوية الأزمات القائمة فى المنطقة، وتكثيف العمل العربى المشترك، وتعزيز آلياته، لمواجهة التحديات المتنوعة والمتنامية فى المنطقة والعالم.