سياسيون لـ"الدستور": زيارة السيسى للإمارات تدعم التنسيق العربى بشأن المنطقة
عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إلى مصر، بعد زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
رخا حسين: القاهرة وأبوظبى تعملان على استقرار المنطقة العربية
وفي هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات مهمة للغاية خاصة في هذا التوقيت التي تموج فيه المنطقة بالأحداث والتطورات السريعة في الأزمات العديدة سواء الأزمات القائمة أو ما جد منها مثل الزلزال الذي ضرب المغرب، وإعصار دانيال المدمر في ليبيا، فكلها ملفات تحتاج للتشاور وتبادل الآراء، بجانب ماذا سيتم بالنسبة الأزمة في السودان وخاصة أنه كلما طالت الحرب هدد السودان بالتقسيم ومعاناة الشعب السوداني، مؤكدا أن لكل من مصر والإمارات دور مهم في تلك الملفات .
وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بالنسبة للملف الليبي لكل من البلدين دور هام، مصر بحكم أن ليبيا جدار الأمن الغربي لها، والإمارات لها دور في هذا البلد، حيث تم مناقشة الأوضاع على ضوء الدمار الذى خلفه دانيال وما يحتاج إليه هذا البلد من إسعافات سريعة، كما يمكن انتهاز تلك الفرصة لتوحيد القوة السياسية والعسكرية في ليبيا وتحقيق هدفين الأول، مواجهة ما نتج عن الإعصار من دمار ومآس إنسانية، بالتوازي يمكن بحث الاستعداد لإجراء انتخابات حتى تخرج ليبيا من تلك الحلقات المفرغة.
وتابع حسين: "هذا بجانب تبادل الآراء بالنسبة للأزمات العربية الأخري سواء في سوريا أو اليمن علي ضوء حدوث انفراجة في اليمن وزيارة وفد حوثي لأول مرة في الرياض لإجراء مفاوضات، بجانب الوضع في عموم الدول العربية سواء في لبنان والخليج".
وأضاف حسين أن التشاور تم أيضا بشأن القمة القادمة لمؤتمر تغييرات المناخ "كوب28" الذي سيعقد في الإمارات والتعاون فيما بين مصر والإمارات بما لدى مصر من خبرة كبيرة في عقد مؤتمرات وخاصة مؤتمر" كوب 27 "، بشرم الشيخ وخاصة أن هذا المؤتمر يحضره تقريبا كافة دول العالم، بجانب وجود أعداد ضخمة من الخبراء وبالتالي التعاون والتشاور بهذا الشأن.
وأكد حسين أن العلاقات الثنائية وضخ استثمارات إماراتية جديدة في مصر وزيادة التبادل التجاري بين البلدين ستتم مناقشتها وغيرها من الشئون التي تهم البلدين.
وحول أبرز مجالات التعاون بين البلدين، قال حسين إن تنسيق الأمور في المنطقة يحتاج لجهود عربية جماعية، وإن مصر والإمارات لهما تأثير مباشر في الأزمة السودانية والليبية، وأيضا التشاور على ضوء عودة العلاقات إلى طبيعتها بين مصر وتركيا إلى حد كبير، فيمكن التشاور حول ماذا يمكن عمله لتوحيد القوى السياسية والعسكرية في ليبيا وانتهاز الفرصة والتفكير في مخرج خلال الفترة المقبلة.
وحول فرص تعزيز آليات التعاون بين مصر والإمارات، قال حسين إن الآلية قائمة، لافتا إلى أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية في مصر يبلغ ما يقرب من 28 مليار دولار، مشيرا إلى أنه يمكن زيادة الاستثمارات إذ كان هناك رغبة مشتركة بين البلدين ومشروعات جديدة، خاصة أن الإمارات تبدي رغبة في شراء بعض المشروعات القائمة.
وقال حسين إن القاهرة وأبو ظبي تعملان على استقرار المنطقة العربية وخاصة أن المنطقة بها مراكز اضطراب غير مستقرة ولم تستقر بعد، لكن الدولتين يعملان كل بما لديه من إمكانيات ومصر بما لها من خبرة في حل الأزمات، لافتا إلى أن هناك أطرافا عربية وإقليمية ودولية أخرى تحتاج إلى تنسيق مع تلاقي الأهداف لكن في تعارض في بعض الأهداف، على سبيل المثال "الولايات المتحدة لا تريد حل الأزمة السورية" وبالتالي هذه عقدة يتم التشاور بين البلدين ليعطيان حافزا لباقي الدول العربية والإقليمية الأخرى للدفع نحو حل الأزمات.
طارق فهمى: زيارة الرئيس للإمارات تأتى فى توقيت مهم
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات، زيارة مهمة لجملة من الاعتبارات متعلقة بخصوصية العلاقة بين القاهرة وأبو ظبي، الثنائي في العلاقة واضح ولا يحتاج إلى تأكيد بالنسبة للتعاون الاقتصادي والاستثمارات الإماراتية في مصر بالإضافة إلى الاتفاق على مجمل القضايا الثنائية.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الزيارة لها بُعدان، البعد الأول، تهنئة الجانب الإماراتي لدخولهم في مجال الفضاء والتنسيق والتشاور حول مؤتمر المناخ "كوب 28" الذى سيعقد في الامارات وخاصة أن هذا الملف يهم الأشقاء في الإمارات.
وأشار فهمي إلى أن الزيارة تناولت العديد من قضايا الإقليم منها الأزمة الليبية وتطورات ما جرت إليه الأوضاع عقب إعصار دانيال، أيضا تطورات الملف اليمني بعد بدء استئناف المفاوضات بين السعودية والحوثي، بجانب القضايا العربية الأخرى وأهمها التنسيق في المواقف سواء في أمن الاقليم والتطورات الجارية في الصراع العربي الاسرائيلي وعمليات التطبيع بالإضافة التنسيق المفتوح في العديد من المجالات، وهذا اللقاء يعد اللقاء رقم 47 بين السيسي ومحمد بن زايد.
وحول أبرز مجالات التعاون الثنائية بين البلدين، أوضح فهمي أن جزءا منها متعلق بالعلاقات الثنائية، ولكن الإقليمي هو الأهم وهو مرتبط التطورات الجارية في المنطقة تطورات الملف السوري والملف الليبي واليمني وأمن الخليج، بالإضافة إلى عملية السلام مع إسرائيل، بجانب أن هناك قضايا يتم طرحها علي هامش اللقاءات التنسيق المصري الإماراتي لمواجهة التطورات في الاقليم وجزء منها ما يجري فيما يخص أمن الإقليم وأمن منطقة الخليج العربي.
وشدد فهمي على أن الزيارة مهمة وسيكون لها تبعات ونتائج مهمة ومتعددة وتؤكد خصوصية العلاقات المصرية والإماراتية وتطابقها في مجالات متعددة، بجانب أن تلك الزيارة مفتاح للعلاقات المصرية الإماراتية التي يبني عليها الكثير من الاستراتيجيات في هذا التوقيت باعتبار أن العلاقات بين القاهرة وأبوظبي علاقة نموذجية وتطابق في معظم القضايا ونموذج للعلاقات بين دول المنطقة بأكملها.
العوضى النمر: المشاورات والاتصالات دائمة بين مصر والإمارات
فيما أكد العوضي النمر الإعلامي والصحفي الإماراتي، أن هناك مشاورات واتصالات دائمة بين مصر والإمارات لاستعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأمام تلاحق الاحداث السياسية العالمية والإقليمية يتم التشاور بين الزعيمين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد، في كيفية التعامل مع تلك القضايا المهمة، مشددا على أن هناك توافقا دائما على مواصلة الجهد المشترك للدفع نحو تسوية الأزمات القائمة في المنطقة بما يراعي مصالح الشعوب العربية ويعزز التضامن العربي ويحقق الاستقرار والرخاء في المنطقة.
وحول أبرز المجالات التي يمكن التعاون بشأنها بين البلدين خصوصا أزمات المنطقة، قال النمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هناك العديد من المجالات التي تهم البلدين، والتي يتم التشاور بشأنها، مثل تداعيات انضمام كلا من مصر والامارات والسعودية الى مجموعة بريكس، والتباحث بشأن مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب ٢٨" الذي تستضيفه دبي نهاية العام الجاري، وذلك بهدف الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في استضافة الدورة السابقة "كوب٢٧" بمدينة شرم الشيخ.
وعن تعزيز آليات التعاون والتفاهم بين البلدين خلال الفترة المقبلة، قال النمر إن العلاقة بين مصر والإمارات تاريخية والتعاون بينهما قائم على مستوى متميز، والعلاقات الأخوية وطيدة بين الدولتين، على مستوى القيادتين وبين الشعبين، والتي تنعكس على التنسيق الوثيق بين الدولتين بهدف دعم استقرار المنطقة العربية، لاسيما في هذه المرحلة التي تتزايد فيها التحديات دوليا وإقليميا، ومثل هذه اللقاءات تقرب وجهات النظر بين الدولتين في العديد من المستجدات الدولية والإقليمية.
وأشار النمر إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية تميزت منذ نشأتها بالخصوصية والاحترام المتبادل، تحت مظلة أواصر الأخوة والصداقة، التي تربط بين البلدين قيادة وشعبا، وانعكست على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية، وقد حافظ كلا البلدين على علاقات وثيقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة، التي تكون دائما على أفضل المستويات، وتتطور بمعدل غير مسبوق.
وأضاف النمر أنه خلال اللقاء المستمر بين الزعيمين خلال الفترة الماضية، نجحت مصر والإمارات في كثير من الملفات بما يدعم استقرار المنطقة، سواء في الملف الليبي، أو غيره من الملفات، وقادت مصر والإمارات العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة، ونجحتا بحكمة قيادتيهما السياسية في الحفاظ على سيادة الأمن والاستقرار ودعم السلم الدولي، إذ يدعم التعاون الشامل المتنامي بين الإمارات ومصر توافقا في السياسة الخارجية للبلدين، حيث تتفقان على أهمية التسوية السياسية لأزمات المنطقة دعما لجهود التنمية، وحفاظا على مقدرات الشعوب، وصوناً للسلام الإقليمي وحفاظاً على وحدة الأراضي العربية وسلامتها.
البدر الشاطرى: الإمارات تهتم باستقرار الأوضاع في مصر
من جهته أكد البدر الشاطري الأستاذ في كلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات، أن هناك اهتمامات مشتركة بين البلدين الإمارات ومصر حول قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن اللقاء بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس السيسي تطرق لملفات مهمة خاصة الوضع في السودان والكارثة التي حلت بشرق ليبيا.
وقال الشاطري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه قد يكون هناك مخاوف لدى البلدين أن الحركات المتطرفة قد تستغل الأوضاع في ليبيا والسودان لنصب قواعد انطلاق لها مع تدهور البيئة الأمنية في البلدين المنكوبين بالحرب والعواصف الجوية.
وأشار الشاطري إلى أن قيادة مصر والإمارات مهتمة بالتطورات الأخيرة في اليمن واللقاءات ومحاولات حل الأزمة في اليمن، حيث يهتم الطرف الإماراتي والمصري بالأوضاع في باب المندب والذي يعتبر مضيقا مهما لهما لما ستئول إليه الأوضاع في اليمن والحلول المقترحة تمس الأمن الوطني للبلدين، إضافة إلى الاهتمام بالقضايا الثنائية بين أبوظبي والقاهرة.
وشدد الشاطري على أن الإمارات تهتم كثيرا باستقرار الأوضاع في مصر على أساس أنها مركز الثقل في العالم والركن الرئيس في النظامين الإقليمي العربي.