بـ 30 طيارًا.. كيف دعمت كوريا الشمالية مصر في حرب أكتوبر المجيدة؟
في أعقاب حرب أكتوبر الشهيرة، التي اندلعت عام 1973 بين مصر وإسرائيل، كانت هناك تطورات تحدث خلف الكواليس من أبرزها مساعدة كوريا الشمالية المفاجئة والمهمة لمصر خلال تلك الفترة الحرجة.
بدأت القصة عندما زار نائب رئيس كوريا الشمالية مصر، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات وتبادل الخبرات، وخلال هذه الزيارة، تم مناقشة الاستعدادات العسكرية لمصر في معركتها ضد إسرائيل.
وفي مذكراته، يروي الفريق الشاذلي -رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971م وحتى 13 ديسمبر 1973م ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر- قصة التعاون بين مصر وكوريا الشمالية في مجال الطيران، متحدثًا عن التحديات التي واجهتهم في تدريب الطيارين، حيث كان لدينا طائرات "ميج 21" أكثر مما يمكننا تشغيله بسبب سحب الاتحاد السوفيتي لعدد من الطيارين.
واستغل "الشاذلي" الفرصة ليطرح فكرة الحصول على طيارين "ميج 21" من كوريا الشمالية، ووافق الرئيس السادات على الفكرة، وسافر "الشاذلي" إلى بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية، للتفاوض على التنفيذ.
وفي بداية يونيو 1973م، بدأ الطيارون الكوريون في الوصول إلى مصر، واكتمل تشكيل السرب في يوليو، وفي 15 أغسطس، أذاعت إذاعة إسرائيل خبر وجود طيارين كوريين في مصر، وبمجرد علم الدكتور أشرف غربال، المستشار الصحفي للرئيس السادات، بالأمر، اتصل بـ"الشاذلي" للتحقق من صحة الخبر، فأكد "الشاذلي" صحة الخبر، لكنه أشار إلى أن نشر هذه المعلومة يعتمد على قرار سياسي، خاصة وأنه يجب استشارة كوريا الشمالية قبل الإعلان.
ويصف "الشاذلي"، التجريدة الكورية التي تم إرسالها إلى مصر كواحدة من أصغر التجريدات بين الدول الصديقة، وكان عددهم 30 طيارًا و8 موجهين جويين، و5 مترجمين و3 عناصر للقيادة والسيطرة، وطبيبًا وطباخًا. كانوا يعملون في قاعدة تضم 3000 مصري يديرون نظام الرادار والدفاع الجوي والدفاع الأرضي، بالإضافة إلى جميع الشؤون الإدارية للسرب.
هكذا تجسدت قصة تعاون مثمرة بين مصر وكوريا الشمالية في مجال الطيران، حيث جمعت الظروف السياسية والعسكرية الطرفين وجعلتهما يعملان بشكل وثيق لتعزيز قدراتهما الجوية والدفاعية.