3 يناير 1916.. قصة اللقاء الأول بين القطبين زكريا أحمد وسيد درويش
لا يعلم الثنائي الأشهر في عالم الفن والغناء، زكريا أحمد وسيد درويش، أن لقاءهما سيمثل ثورة في عالم الموسيقى، وسيفتح لهما آفاق الإبداع، ويوم لقائهما هو بمثابة تاريخ لا ينسى لدي محبي ألحان القطبين.
لقاء لا يُنسى
ففي يوم الثالث من يناير من عام 1916، توجه الشيخ زكريا أحمد للاستماع إلى سيد درويش في أحد المقاهي البلدية بحي كوم الدكة بالإسكندرية، ليلتقى بالموسيقار الذي انتقلت شهرته إلى ربوع مصر.
العودة إلى القاهرة
وهّم زكريا أحمد، بشراء تذكرتي سفر بالقطار إلى القاهرة، له واحدة والثانية لـ "درويش"، إلا أن الأخير لم يتمكن من السفر معه بسبب غضبه من مسرح "محمد عمر" لأنهم أعطوه 15 جنيهًا في الليلة، بينما تقاضي المطرب "صالح عبدالحي" مائة جنيه، ما دفع “درويش” إلى العودة للغناء في مقهاه الشعبي بالإسكندرية بخمسة وسبعين قرشا في الليلة، بحسب ما كتبه الناقد فيكتور سحاب في كتابه "السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة".
واصطب زكريا أحمد، صديقه سيد درويش وأعاده إلى القاهرة، ليبدأ سيد درويش إلى صعود إلى قمة المجد الفني من القاهرة، بينما كان زكريا أحمد يتحسس خطواته الأولى في عالم التلحين أيضًا، بحسب كتاب "زكريا أحمد بقلم الكاتب صبري أبو المجد".
وبعدها تكررت لقاءاتهما، في فبراير 1916 ثم في 31 أغسطس 1918 وكذلك تضاعفت لقاءاتهما في عام 1921.
صداقة سيد درويش وزكريا أحمد
واستمرت صداقة دوريش وزكريا أحمد، طوال حياتهما، حتى رحيل سيد درويش 1923، وحصيلة هذه الصداقة القوية بين الموسيقارين الكبيرين، 7 سنوات من العمر، حيث شهدت هذه السنوات معظم إيداعات سيد درويش العبقرية.
كما اكتسب زكريا أحمد من صداقته بسيد درويش، القدرة على إبداع ألحان عميقة التأثير، وعلى صياغة الألحان من مختلف مقامات الموسيقى العربية، وبكل ألوان الغناء.
استمر إخلاص زكريا أحمد، لصديقه سيد درويش، حتى أنه بعد رحيل درويش تكفل بفرقته الموسيقية وأخذ الكثير منهم للعمل معه، كما غني زكريا أحمد الكثير من أعمال سيد درويش لحبه له، وأيضًا تعاون مع صديقه الشاعر بيرم التونسي لاحقًا في العديد من الأعمال الغنائية، منها "قولي ولا تخبيش يا زين".