طاقة نور | حكايات «الجدعان» أصحاب الهمم.. بالعزيمة تلين الجبال
فى سجلات الأبطال يكمن جميل الحكايات.. قصص لتحديات وعثرات حوّلها أصحابها إلى طاقة نور مهدت الطريق لبدايات جديدة.. أحلام وآمال وقصص ملهمة فى حياة أبطال التحدى، لتصبح نبراسًا فى دروب الآخرين لتلامس أرواحهم نورًا جديدًا يمنحهم القوة لمواجهة الصعوبات.. أبطال تفوقوا على مصاب أجسادهم بعزائم فجرت قوة كانت كامنة بداخلهم.. من هنا بدأ الأمل.
فى هذا الملف سنصحبكم فى رحلة من محافظات مصر، نلقى فيها أبطالًا من رموز التحدى، آمنوا بأنفسهم، وصدقوا أحلامهم، فأصبحوا أبطالًا وأيقونات وحكايات ملهمة لغيرهم.
عائد من الموت.. أحمد مجدى فقد ذراعيه
حصل على ٨٠% فى الثانوية العامة وحصد بطولات رياضية
«قلب توقف.. وأنفاس انقطعت.. وجسد صار رخوًا كما لو كان الموت انتزع روحه».. هكذا كان أحمد مجدى، ابن محافظة المنيا، لفترة من الزمن، لحظات مفجعة كانت سببًا لفقد ذراعيه، لكنها أصبحت بداية جديدة لتخلق من بعدها بطلًا رياضيًا يضرب مثالًا فى الإرادة.
يقول: «تعود قصتى إلى أحداث ثورة ٢٥ يناير، كنت وقتها فى الصف الثالث الابتدائى، وكنا صغارًا نلعب بجوار كابلات ضغط عالٍ بالقرب من منزلنا، وكانت الكابلات مطروحة على الأرض، وكانت جديدة ولم يكن بها تيار كهربائى وقتها، لكن حدثت سرقات كثيرة وقتها، وقرر المسئولون تشغيل الكهرباء بها دون أن يخبروا أحدًا».
ويضيف: «فى أحد الأيام كنت ألعب كالعادة، وأمسكت الكابل فصعقت وسقطت فاقدًا الوعى، كنت شبه ميت، وتوقف قلبى للحظات، لكن خبرة عمى فى التمريض أعادتنى للحياة، لكن بُترت يدى اليسرى بالكامل، بينما يدى اليمنى كانت بحالة جيدة، وكانت مصابة بجرح بسيط، لكن حدث إهمال فى علاجه فتلوّث وأصيبت ذراعى بـ(غرغرينا) تسببت فى بترها».
عاد أحمد إلى منزله للمرة الأولى فاقدًا ذراعيه، وحينها جلس معه والده ليحددا أشياء مهمة فى حياته: «أخبرنى والدى بأنه معى فى أى قرار أتخذه، سواء إذا كنت سأكمل تعليمى أم لا، لكننى أخبرته بأننى سأكمل، لكن لم أكن أخرج للشارع وكنت ملازمًا المنزل، بعدها بدأ أهلى يشجعونى على الخروج والاختلاط بأقرانى واقتنعت بهذا، وأكملت مسيرتى التعليمية، وكنت متفوقًا فى دراستى ورفضت أن ألتحق بمدارس الدمج للحصول على مميزات بحذف جزء من المناهج، وأكملت فى مدارس العاديين، وكنت أكتب عن طريق طرف صناعى، وحصلت على ٨٠٪ فى الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الحقوق جامعة المنيا، وبدأت مشوارى الرياضى، رغم رفض عائلتى ممارستى الرياضة وقتها، وكانت نصائحهم لىّ بالتركيز فى التعليم».
يتابع ابن المنيا حكايته: «بعد أن التحقت بالجامعة بدأت أعرف الألعاب الرياضية وأتابع رياضيين، ثم اتجهت إلى رياضة ألعاب القوى عدو ١٠٠ متر و٢٠٠ متر، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى أول مشاركة لى، ثم تدربت أكثر وشاركت فى بطولة أخرى حققت فيها ١١.٨٠ ثانية فى الـ١٠٠ متر، وحصلت على المركز الأول فى التصنيف الخاص بى، وكان رقمى من ضمن أفضل ثلاثة أرقام فى البطولة، وكنت حديث هذه البطولة لأننى أصغر لاعبيها سنًا، وكانوا يقولون إنه رقم لبطل قادم بقوة، ومستقبل مصر، وإننى سوف أحقق الكثير».
محمد طه حوّل معاناته إلى أمل
«من يقولون إنهم معاقون؛ هم المعاقون حقًا.. فالإعاقة إعاقة الفكر فقط».. رسالة يؤمن بها محمد طه، ابن محافظة كفرالشيخ، الذى أجبرته آلام الجسد على ملازمة كرسيه المتحرك.
حكاية أمل صنعها الشاب، يروى تفاصيلها فيقول: «اسمى محمد طه، طالب بالفرقة الرابعة لكلية الآداب جامعة كفرالشيخ، نشأت نشأة طبيعية جدًا كأى طفل، كنت ألعب وأركض، ولم أكن أحمل أى هموم، واستمرت الحياة هكذا حتى بداية المرحلة الإعدادية حينها حدث التحول، ماتت أمى، التى كانت صديقتى ولديها كل أسرارى، ولدىّ أسرارها» يتذكر «طه» تفاصيل اللحظة المؤلمة فى حياته، مستطردًا: «حين ماتت أمى؛ ربما لم أبكِ يومها، ربما لم أحزن الحزن الكبير، لكن الحزن الحقيقى كان بداخلى، كانت صدمة، وهنا بدأت أمرض دون أن أدرى، بدأ المرض يقتحمنى دون أن أشعر، شهرًا تلو الآخر، وبدأت أعراضه تظهر وتشتد، وذات يوم قلق أبى، وقرر أن يذهب بى للطبيب، الذى قلل من مخاوفه وأخبره بأنه مجرد تعب عادى وسيزول».
وتابع: «ظللت ٤ أشهر ملتزمًا بالعلاج الذى أقره الطبيب، لكن لم تظهر أى علامة للتحسن، ذهبت بعدها إلى أحد المستشفيات، وطلبوا منى إجراء بعض الفحوصات، وتبين أننى مصاب بخلل هرمونى أثر على جهازى العصبى ومنعنى من الحركة».
واستطرد «طه»: «عند إتمامى الدراسة بالصف الثالث الثانوى العام قرر أبى أن تنتهى رحلتى التعليمية بسبب مرضى ،خشية أن يتنمر علىّ زملائى، وبالفعل انقطعت عن الدراسة لمدة عام، وبعد ذلك اقترح علىّ أصدقائى أن يقدموا أوراقى إلى إحدى الكليات دون علم أبى، وفى البداية كنت مترددًا، لكن بعد ذلك اقتنعت وبالفعل جرى قبولى، وكنت أذهب إلى الجامعة فى الامتحانات فقط، وأتابع محاضراتى عبر الإنترنت دون أن أخبر أبى، لكنه عرف فيما بعد وفى البداية لامنى لأنى لم أخبره ثم أبدى سعادته بإصرارى وكفاحى».
«النور فى القلوب»
محمد إيهاب ولد كفيفًا والتحق بكلية الإعلام واحترف الإنشاد الدينى
فى دروب الناجحين تكمن أجمل الحكايات التى تتضمن قصصًا لمصاعب تجاوزها أبطالها فى رحلاتهم نحو تحقيق أحلامهم، وعقبات وعثرات وأزمات تغلبوا عليها بشجاعة وإصرار للمضى فى طرقهم، تهديهم نورًا ينير المسارات إلى أمنياتهم، محمد إيهاب، كان بطلًا لإحدى هذه الحكايات، وصاحب رحلة كفاح سار فيها بضياء قلبه بعد أن ولد كفيفًا.
يقول الطالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «ولدت كفيفًا، وكانت هناك صعوبات بسبب ذلك، لكن أهلى كانوا يشجعوننى جدًا وكانوا متقبلين حالتى، وأكثر الداعمين لى، ويقولون لى أنت لست كفيفًا، واجه، وحاول أن تتعامل مع من حولك، لم يشعرونى بأى نقص منذ صغرى وإلى وقتنا الحاضر، وكل فترة إيمانهم بى يزيد، ودعمهم لى يكثر».
اكتشف «إيهاب» موهبته فى الإنشاد الدينى، وأخذ يطور من نفسه حتى أصبح واحدًا من أبرز المنشدين الشباب فى مصر، وكانت أولى ثمار النجاح حصوله على المركز الثالث ثم الثانى على التوالى فى مسابقة الحلم المصرى التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وتخرجه فى مدرسة الإنشاد الدينى، كما أصبح عضوًا فى نقابة المنشدين التى يشرف عليها الشيخ محمود التهامى نجل عميد المنشدين ياسين التهامى.
لا يكتفى الناجحون من السعى للمزيد، وهكذا كان «إيهاب»، الذى يروى أنه يحلم بأن يطور من نفسه فى الإنشاد الدينى، ليكون على قدر كافٍ من الاحترافية، وأن يكون موفقًا أكثر فى دراسته، خاصة مع شغفه الكبير بمجال الإعلام، وتحديدًا الراديو.
يقول: «الراديو هو الذى جعلنى أحب الإنشاد الدينى فى الأساس، بعد سماعى مشايخ الإذاعة مثل الشيخ نصرالدين طوبار، والشيخ سيد النقشبندى، والشيخ محمد عمران والشيخ محمد الهلباوى، ومشايخ كثيرين».
لا يكتفى الشاب بالحديث عن نفسه، لكنه يحاول أن يصبح دليلًا لغيره؛ موجهًا النصائح: «لا بد أن تكون لديك قوة صبر وعزيمة وإيمان بالله وقدراتك أنت، بإمكانك تقديم الكثير؛ لكن يجب أن يكون لديك إيمان من داخلك بأنك قادر على فعل ذلك، حاول ألا يتسلل الإحباط إليك، وأن يكون لديك تفاؤل أكثر، وابحث عن مواهبك، لأن كل شخص فينا لديه مواهب وطموح، وسوف تحقق الذى تتمناه وأكثر، لكن كل شىء متوقف على سعيك، وصبرك، وقوة إيمانك بالله، وقوة إيمانك بنفسك».
سليمان عرفة.. فقد سمعه فى الطفولة وتفوّق فى كرة القدم للصم وضعاف السمع
التحديات قد تتحول إلى حكايات فى دروب النجاحات، وتخلق عزائم تقود أصحابها فى لحظات الألم لتخلق منه أملًا جديدًا يمهد الطرق لبدايات أخرى.. وكان «سليمان»، الذى فقد سمعه فى طفولته، واحدًا من هؤلاء الذين تحدوا إعاقاتهم، وحوّلوها لقصص ملهمة.
يتذكر سليمان عرفة، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة بنها، حكايته منذ كان طالبًا فى الصف الخامس الابتدائى، حينما اصطدم به حصان مسرع وتسبب فى إصابته بمشكلة فى طبلة الأذن أدت إلى فقدانه السمع، مما اضطره لوضع سماعة فى أذنه. بعد عام واحد فقط أعلنت مدرسته عن إقامة اختبارات للطلبة الذين سيشاركون فى دورى المدارس لكرة القدم، فانضم إليها سريعًا، بمرور السنوات؛ أخذ ابن محافظة القليوبية يطور من نفسه فى معشوقته كرة القدم، حتى التحق بكلية التجارة جامعة بنها، وانضم لمنتخب الجامعة للصم وضعاف السمع، وتألق معهم إلى أن حقق الفريق مركزًا متقدمًا فى بطولة كرة القدم للجامعات، للمرة الأولى فى تاريخه. أصبح «سليمان» من بعد الحادث بطلًا رياضيًا؛ وكان انضمامه لمنتخب القليوبية للصم وضعاف السمع هو البداية، ثم تنافس فى بطولات ألعاب القوى ومارس الركض فى سباقاتها بالتزامن مع لعب كرة القدم، وحصل على ميداليتين، ذهبية وفضية، فى تلك المنافسات، ويخوض حاليًا بطولة دورى الجمهورية لمراكز الشباب للصم وضعاف السمع.
بالإرادة هزم المستحيل..
محمد حازم من طالب فقد ساقه إلى لاعب بمنتخب مصر
٧ سنوات منذ فقد «محمد» ساقه فى حادث قطار بمحافظة القليوبية، خُطى مروره على قضبان السكة الحديدية قاطعها صوت قوى لارتطام القطار بجسده، ليسقط مغشيًا عليه، ويستيقظ بعدها على سرير طبى بساق واحدة، مع ألم خلق أملًا وشعاع نور فى حياة الشاب الذى أصبح بعدها لاعبًا فى المنتخب الوطنى لكرة القدم.
«بالإرادة والعزيمة؛ سُيصبح المستحيل مُمكنًا».. هكذا يقول محمد حازم على، ابن منطقة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة عين شمس، ولاعب نادى «زد» ومنتخب مصر لكرة القدم لذوى الساق الواحدة.
عن قصته يقول: بدأت الحكاية منذ عام ٢٠١٦ حينما تعرضت لحادث قطار، فقد كنت فى المرحلة الإعدادية وعمرى ١٣ عامًا، وبُترت ساقى اليسرى، لكن الحياة لم تقف هنا ولم تكن نهاية الحكاية؛ بل كانت بداية حكاية لحياة مليئة بالإرادة والعزيمة والأمل، فحينما علمت ببتر ساقى استقبلت الأمر بروح جميلة ورضا بقضاء الله، «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ». لم يستسلم «محمد» لليأس منذ البداية، مضيفًا: «بسبب فقدانى كمية دماء كثيرة وإجرائى عملية جراحية بعد الحادث كنت أجلس على كرسى متحرك لفترة، لكن بدأت بالإرادة والعزيمة أقف من جديد، مستخدمًا عُكازًا واحدًا، أسير عليه خطوة بخطوة، لكن مع الوقت أصبحت أركض بسرعة كبيرة وألعب الكرة». عرف «بطل الحكاية» لعبة كرة القدم للساق الواحدة وهو فى بداية المرحلة الثانوية، وانضم لأحد الفرق التى تلعبها، وقال عن ذلك: «لم أكن ألعب جيدًا، وتطور الأمر شيئًا فشيئًا، وعرفت أن هناك قوانين للعبة، وأنها منتشرة خارج مصر، وكان من بين قوانينها ألا تلمس الكرة بالعكاز، لكن مع التدريب وصلت للعب فى نادى المقاولون ثم زد، ثم تم اختيارى لألعب للمنتخب الوطنى» ليست الرياضة فقط هى ما نجح فيه «محمد»، لكن مسيرته التعليمية أيضًا كانت حاضرة.. فيقول: «لم أوقف دراستى ولم أتحجج بالحادث الذى تعرضت له ولم أيأس، بل أكملت دراستى إلى أن التحقت بكلية التجارة، والعبرة من كل هذا هو أن الحياة لا تقف على شىء، فالأهم أن تكون لديك الإرادة والعزيمة».
محمد جلال: بلغة الإشارة عشقت رمى الجُلة وحققت مراكز متقدمة
«كرة حديدية تطير للأمام لأطول مسافة».. كان هذا هو المشهد الذى داعب ناظرى محمد جلال، ابن محافظة الغربية، الذى فقد القدرة على السمع والكلام، لكن ذلك لم يمنعه من أن يتفوق فى اللعبة الرياضية التى يحبها، وهى رياضة رمى الجُلة.
يقول «محمد»، الطالب بالفرقة الرابعة لكلية التربية النوعية بجامعة طنطا، عن ذلك، إن لديه حماسًا كبيرًا وشغفًا دائمًا بلعبة رمى الجُلة، التى بدأ يلعبها منذ الصغر وحقق مستوى جيدًا بها، وأصبح مستواه أفضل مع التدريب المستمر، إلى أن وصل لرميها إلى مسافة ١٥ مترًا.
بعد نجاحه فى اللعبة، اتجه «محمد» لممارسة لعبة أخرى مماثلة، اسمها رمى القرص، إلى أن أتقنها أيضًا وحقق فيها مراكز متقدمة.
وبيدين تتحدثان بلغة الإشارة، ترجمتها لنا إيمان السيد، مترجمة لغة الإشارة بجامعة الزقازيق، لم يتوقف «محمد» عن الحديث عن عشقه للرياضة، مؤكدًا أن مسيرته الرياضية لم تقتصر على لعبتى رمى الجُلة والقرص فقط، بل اتجه أيضًا لممارسة ألعاب القوى، ويتدرب حاليًا على رفع الأثقال.
الطريق إلى «منشد الشارقة».. صوت «محمود الصايغ» يتحدى آلام جسده
بصوت جميل؛ يشدو «محمود» معلنًا عن موهبة جديدة فى عالم الإنشاد الدينى، بعدما أصبحت أحلام الشاب الذى ولد فى محافظة بنى سويف بصعيد مصر أقوى من مشاكل الجسد التى يعايشها منذ طفولته، وتعاونه فى طريقه ليكون «منشد الشارقة».
الإعاقة التى أصابت محمود الصايغ، الطالب بكلية التجارة جامعة الأزهر، بدأت منذ ولادته، ويقول عنها: «هى ليست وراثية أو حادثًا.. أنا مولود هكذا.. لدىّ مشكلة فى العمود الفقرى والقدمين وبعض المشاكل فى الجهاز التنفسى».
آمن «محمود» بنفسه وقدراته وموهبته منذ الصغر، ولم يوقفه مصاب جسده، فبدأ ينتبه لصوته الجميل منذ كان طالبًا فى الإعدادية، حين أحب الإنشاد الدينى وتلاوة القرآن، وأقام أولى حفلاته، وهو فى هذه المرحلة.
«فكرت فى أن أطور من نفسى أكثر وأكثر، لكن توقفت فى المرحلة الثانوية بسبب الدراسة، وعدت إلى الإنشاد حينما التحقت بجامعة الأزهر والتحقت بالنشاط الفنى، ثم مهرجان إبداع، الذى أطلقته وزارة الشباب والرياضة، و(إبداع قادرون باختلاف).. وكرمنى رئيس جامعة الأزهر لتفوقى فى الإنشاد والدراسة»، هكذا يقول «محمود».
ويضيف: «أخذت أطور من نفسى، وحصلت على دورات وتدريبات صوتية، وأحاول أن أنمى موهبتى»، مؤكدًا أن أسعد لحظاته كان حين التقى قائد المنتخب المصرى ولاعب ليفربول الإنجليزى محمد صلاح، ودار بينهما حديث طويل.
أشياء كثيرة فى داخله يتمنى أن يحققها فى مقبل الأيام، يقول عنها: «أحلامى كثيرة لا تنتهى.. لكن أهمها أن أمثل مصر فى مسابقة (منشد الشارقة) وأفوز بها».
العازف بنور قلبه.. منصور عبدالله ذهب بصره ولم يفقد قدرته على الإبداع
عندما تُلامس يداه آلته الموسيقية يبدأ العازف بنور قلبه، وتختفى بين طيات ألحانه معاناة سنوات طويلة مرت منذ فقد بصره فى العاشرة من عمره، لكنه مع ذلك لم يفقد إرادته فى المضى نحو الحلم الذى نبت بداخله، وارتوى بعزيمته، ليصبح واحدًا من أبطال التحدى.
يقول منصور عبدالله، الطالب بكلية الألسن جامعة عين شمس، إنه ولد مُبصرًا وعاش متمتعًا بنور العينين فى سنوات عمره الأولى إلى أن فقد ذلك النور فى عمر العاشرة.
ويضيف: استمررت فى دراستى رغم ذلك، ومنذ صغرى كنت أمارس أنشطة مثل العزف والغناء، وواصلت ما بدأت دون تأثر بما حدث لى، وحينما التحقت بالجامعة انضممت لفرق كورال كثيرة تتبعها، مثل «روح الشرق»، و«كورال أون»، وأخيرًا «كورال ستار لايت».
يبحث «منصور» دائمًا عن تطوير نفسه واكتشاف ما بداخله من كنوز، وكانت الإذاعة هى الوسيلة التى وجد فيها نفسه، فالتحق براديو يُبث عبر الإنترنت، مواصلًا البحث عن تحقيق المزيد من الأحلام، التى يقول عن أهمها: «أتمنى أن أعمل فى أى مؤسسة أخدم من خلالها وطنى».
ويتابع: «رسالتى للشباب ألا ييأسوا، فمن الطبيعى أن يواجهوا فى يومهم مشاكل وصعوبات، لكن يجب على الإنسان أن يهدأ ليستطيع التفكير، فلا تفكر فى إيذاء نفسك ولا تجعل اليأس يتسلل إليك، ومن الطبيعى أن تتزايد المشكلات كلما كبرت، وأن تزيد التحديات، لكن مع عبور كل واحدة منها ستصبح شخصًا أقوى وأكثر إرادة».