رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليقات الصحف سعودية علي قمة التضامن الإسلامي و القضايا الراهنة


اهتمت الصحف السعودية بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس في مكة المكرمة قمة التضامن الإسلامية وما تحمله من ملفات وقضايا.

وتحت عنوان (قمة مكة.. بين التحديات وأسباب النجاح) قالت صحيفة "الوطن" إن قيمتي الزمان والمكان تحالفت لتنشر غلالة روحية على أجواء القمة الإسلامية التي افتتحت أعمالها أمس في مكة المكرمة بيت الله الحرام ومهوى أفئدة المسلمين .

وأضافت : تتطلع أنظار قرابة الملياري مسلم صوب أطهر البقاع يحدوها الأمل في أن يؤدي التوقيت الزماني والمكاني بدلالاته العميقة لتحفيز المجتمعين للعمل بإخلاص ونية صالحة وضمير طاهر ومن ثم إنجاح المساعي الصادقة في توحيد الكلمة ولم شمل الأمة حتى تتعدى هذه المرحلة العصيبة من تاريخها الحديث .

ورأت أن القمة تأتي استجابة لحزمة تحديات وظروف معقدة تمر بها المنطقة والعديد من دول العالم الإسلامي الأمر الذي حتم تنظيم هذه القمة الاستثنائية والتي يؤمل أيضا أن تكون استثنائية في نتائجها .

واعتبرت أن القضية السورية تستحوذ على المشهد العالمي برمته الآن وهي تستحق ذلك دون شك ، مشيرة إلى أنه يجب ألا يحجب الأضواء عن جروح أخرى نازفة في الجسد الإسلامي في الصومال وبورما وأفغانستان وغيرها من البؤر الدامية. ولكن تبقى القضية الفلسطينية هي السبب الرئيس لحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ، إذ لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل إلا ضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية .

وأكدت الصحيفة أن الأمة الإسلامية تمتلك من المؤهلات والقدرات البشرية والمادية الهائلة، ما يؤهلها لريادة العالم، إلا أنها تحتاج أولا لمعالجة أزماتها وهذا يتطلب بدوره خارطة عمل يمكن من خلالها وضع برامج طويلة المدى لوضع حلول للمشكلات التي تواجهها.

وخلصت "الوطن" بالقول ؛ إن وقوف خادم الحرمين الشريفين وراء الدعوة لهذه القمة يضمن لها فرص النجاح، لما عرف عنه من الرغبة الصادقة في إصلاح البيت الإسلامي، وقد بذل جهودا مؤثرة من أجل ذلك. كما أن استشعاره الدائم لقضايا المسلمين

والإحساس بالمسئولية تجاهها سيوفر زخما كبيرا للمؤتمر وسيكون مدعاة إلى التآخي وتصفية القلوب بجوار بيت الله العتيق وفي أرضه المقدسة.

من جانبها أوضحت صحيفة "المدينة" أنه ليس بوسع أحد القول إن القمة الإسلامية الاستثنائية التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين أمس يمكنها أن تحقق المعجزات، فهي لا تملك عصا سحرية، ولكنها معنية بالدرجة الأولى، وكما ذكر المليك

المفدى بتوحيد الصف الإسلامي لمواجهة الفتن الطائفية، والمذهبية، ودرئها، والتصدي للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها، بما في ذلك التطرّف، والتحريض، والعنف، والخروج عن إجماع الأمة .

وبينت أن تلك الفتن تشكل الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن واستقرار الدول الإسلامية قاطبة، لما يمكن أن تؤدّي إليه من حروب أهلية، وانقسامات، وحركات انفصالية بدأت مؤشراتها تلوح بالفعل في بعض تلك الدول. وقالت إنه ليس من المستغرب

أن يستقطب الوضع المأساوي في سوريا اهتمام القمة، ويحتل الأولوية في جدول أعمالها بعد أن وصل تمادي النظام السوري في انتهاكاته، وممارساته الوحشية ضد شعبه .

وتوقعت الصحيفة أن تكون رسالة القمة عشية انعقادها موجهة إلى النظام السوري، بأن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام لا يمكن أن تكون يومًا ضمانة استقرار أو وسيلة حل، وأن يكون تعليق عضوية النظام السوري في منظمة المؤتمر

الإسلامي هو شكل آخر من أشكال العقوبات الدولية ضد هذا النظام الجائر المستبد .وخلصت الصحيفة إلى القول: إن القمة الإسلامية الاستثنائية ليست حدثًا عابرًا ينتهي ببيان ختامي يدين ويشجب ويستنكر، وإنما هي محاولة جادة من قبل مهندس

التضامن الإسلامي الملك عبدالله بن عبد العزيز -أيده الله- لإنقاذ وتعزيز العمل الإسلامي المشترك الذي يعتبر الضمانة الحقيقية للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار الدول الإسلامية .