غصب عني أرقص
يحكى انه فى يوم اصدر الملك فرناند وزوجته الملكة إيزابيل قانونا يقضي على أن كل سكان أسبانيا يجب أن يكونوا من المسيحيين الكاثوليك. وبالتالي يجب على المسيحيين غير الكاثوليك واليهود والمسلمين التحول إلى المذهب الكاثوليكي وإلا كان عقابهم الرمي بالرصاص.
هرب المضطهدون إلى غرناطة التي كانت تحت سيطرة المسلمين وظهر غناء ورقص "الفلامنكو" الحزين الذي يعتمد على الإيقاع وسرعة ضربات الأرجل المعبرة عن الغضب والاستياء. فقد عبر المضطهدون عن استياءهم بالرقص لما يحتوى على قوة تعبيرية تستخدم فيها لغة الجسد، تلك التي نقوم بتهميشها وعدم الالتفات إليها ودفن ثقافتها، الرقص يخضع للمفاهيم السائدة في أي مجتمع، كما يرتبط بمصطلحات اجتماعية كالمحافظة والتغيير إلى جانب الإصلاح أو خرق القوانين، فعلى مر التاريخ كان بطل التنفيث والتقرب الى الالهة والوصول الى اعلى درجات التجلي.
يعد الرقص أقدم طرق التعبير عن الذات والوصول لدرجة من التواصل مع النفس تستمر طاقتها متقدة فترة طويلة بعد التوقف عن الحركة فهو ليس فقط أداء تعبيري تنفذ طاقته بمجرد انتهاء الرقصة، ولكنه وسيلة لربط الجسد بالروح والتعبير عن المشاعر النابعة منها باستخدام لغة الجسد التى تتحرك أعضاءه بأسلوب متناغم مع الموسيقى يأتي من أعماق الروح لنجسد مانرى.
كان الناس في العهود القديمة يتقدمون إلى الآلهة بأفضل ما لديهم للتقرب والتكفير عن الخطايا، وكانت الآلهة في طبيعتها رموزاً لمواطن القوة والغنى والنماء في الطبيعة المحيطة بالإنسان، لذلك فقد تعددت الآلهة عند كل من المصريين والآشوريين والسومريين والإغريق، وكان من أهم العناصر الطبيعية التي سعى الإنسان في طلبها على الدوام، خصوبة الإنجاب والنماء، فظهرت آلهة كـ"حتحور"، و"عشتار" و"فينوس" عند المصريين والآشوريين والإغريق وغيرهم، من حضارات ومجتمعات ذلك الزمان، وكانت هذه الآلهة تختص في معتقد أتباعها بعناصر الخصوبة والنماء فضلاً عن التوازن الطبيعي في الكون على العموم.
وحيث كانت وظيفة الخصوبة لدى الآلهة ترتبط ارتباطاً رمزياً بالأنثى، وموضع الخصوبة والتناسل في جسدها، فقد بدا من الطبيعي تقديم فتاة عذراء لتصير في خدمة تلك الآلهة كنوع من أنواع التقرب إليها بخدمة معابدهم والرقص لهم، كما كان سكان أفريقيا يرقصون من أجل سقوط المطر أو طلب المساعدة من خطر يحدق بهم كما استخدمته الشعوب الحديثة فى التعبير عن الفرحة او النصر، ومثال على ذلك الرقص الشرقي المنتشر فى حفلات الزفاف والاحتفالات المبهجة الاخرى.
ويستمر حتى يومنا هذا تغير اشكال الرقصات وتصميماتها وتبني كل حضارة ما يناسبها من تلك الأشكال، الاختلاف ليس الاساس وانما اتخاذك الرقص فن وعلاج للنفس هو المسألة، ان رقصك لن يقلل من رجولتك ولكنه سوف يزيد من احساسك بالعالم من حولك، كما ان رقصكِ لن يقلل من قيمتكِ الأخلاقية وإنما سيزيد من احساسك بحب نفسكِ فبالتالي حب العالم من حولك.