ملحمة بالمنوفية لإنقاذ شاب تبرعت له والدته بكليتها.. وأهالي قريته جمعوا 350 ألف جنيه لإنقاذه
ملحمة جديدة أبطالها من محافظة المنوفية سطرها أهالي قرية برهيم التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وأم شاب اجتمع الجميع على إنقاذ حياته من معاناة دامت أكثر من 10 سنوات مع الفشل الكلوي وخمس سنوات توقف بها نموه حيث بدا عمره أصغر بكثير من عمره الحقيقي الذي هو عليه وهو 18عاما.
وكانت البداية منذ سنوات عانى فيها الشاب أحمد العشري صاحب الـ18عاما ابن قرية برهيم، ذهب فيها للأطباء الذين أكدوا جميعا أن جميع محاولات علاجه نفذت وهناك خيارين فقط إما أن يبدأ في غسيل الكلى دوريا وإما أن يقوم بزرع كلي واختارت أسرته الخيار الثاني وهو الزرع نظرا لضعف جثمانه وعدم احتماله آلام غسيل الكلى.
أم أحمد قررت أن تنقذه من الموت وأجرت الفحوصات للتبرع بكليتها لنجلها
وأكدت والدة أحمد العشري، أنها تطوعت بكل حب أن تكون أول من يجري له الفحص لمطابقة العينات حتى تستطيع أن تنقذ نجلها الذي يعاني، حتى ولو وصل الأمر للتضحية بروحها فداء له وكانت بشراها أن تطابقت عينتها مع عينة ابنها وقررت أن تنقذه من الموت وتتبرع له بكليتها.
طمأنة نجلها برغم الخوف والرعب بداخلها ودخلا معا لإجراء العملية
وأكدت والدة أحمد، أنها طمأنت ابنها قبل العملية، وطلبت منه أن يرمي حموله على الله سبحانه وتعالى، وأنه مؤمن ويعرف الله وأن كل شيء بقدر، وبعد العملية وهي تحت تأثير البنج، أكد لها المحيطين بعد ذلك أنها كانت تسأل باستمرار على ابنها وعن حالته الصحية.
وأردفت: “أنا لو أطول أديله نور عيني مش هتأخر، ويوم ما يقوم ويمشي تاني على رجله ويروح المدرسة والدروس هيكون أسعد أيام حياتي، وحلمها أن يحقق أمله ويصبح مهندس للبترول”، ووجهت شكرها لكل من ساعد وساهم في عملية ابنه.
أهالي قرية أحمد جمعوا 350 ألف جنيه في وقت قياسي لإجراء العملية وإنقاذه من الموت
وأكد والد أحمد العشري، أنه تفاجأ بسعر العملية الذي تعدى بالكشف والتحاليل مبلغ 350 ألف جنيه إلا أنه وجد أهالي قريته داعمون له وعلى الفور وجد أحد أبناء القرية القائم على أعمال الخير يدعى شريف الشرقاوى والذي قام بدعمه وجمع له المبلغ في وقت قياسي مع أهل قريته المحبين الذين وقفوا على قلب رجل واحد حتى عاد أحمد إلى منزله بسلام.
وأضاف والد أحمد أنه وجد دعما من كل أهالي قريته ولم يتخيل الوقوف إلى جانبه هو ونجله وزوجته، مؤكدا أن زوجته اختارت أن تتبرع هي حتى ولو تعبت فهي ستكون بالمنزل، وقالت لي “انت بتشتغل لكن أنا لو مت انت هتصرف على الولاد” ، وأضاف أنه بعد خروج نجله من المستشفى ظلت زوجته 35 يوما كانت تنام على باب المستشفى في ظل أنها مريضة وخاضعة لعملية التبرع، ولكن قلبها كان لا يطاوعها أن تتركه، ولم تحس أبدا أو تشتكي أي تعب كل همها هو أن يقوم نجلها بالسلامة.
وتحدث أحمد إلى موقع الدستور وأكد أنه يتمنى من الله أن يقوم بالسلامة ويرد جميل والدته الذي يعد من الديون التي لا ترد وشكر كل أهالي قريته الذين وقفوا إلى جانبه للتخلص من معاناته كما أكد أنه تغلب على الملل من الجلوس بمفرده بالرسم الذي يعشقه ويخرج فيه طاقته.