رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. مواقف جعلت رءوف عباس يتخذ عالمًا أثريًا قدوة له

دكتور رءوف عباس
دكتور رءوف عباس

المؤرخ دكتور رءوف عباس، المولود في مثل هذا اليوم من العام 1939، يعد واحدًا من أهم المؤرخين المصريين في العصر الحديث. 

قدم "عباس" إلى المكتبة العربية، العديد من المؤلفات والدراسات والترجمات التاريخية، خاصة في مجال التاريخ الاجتماعي، ومن أبرز مؤلفاته: "تجار القاهرة فى العصر العثمانى - سيرة أبوطاقية شاهبندر التجار"، من ترجمة د. رءوف عباس وتأليف د. نيللى حنا والذى صدر عام 1997، عن سلسلة العلوم الاجتماعية بمشروع مكتبة الأسرة عن الهيئة العامة للكتاب.

- شخصيات مصرية فى عيون أمريكية

"شخصيات مصرية فى عيون أمريكية" والصادر عن دار الهلال عام 2001. كتاب "العرب فى إفريقيا" - الجذور التاريخية والواقع المعاصر، حرره الدكتور رءوف وصدر سنة 1987.

كما كان من أعماله كتاب "يوميات هيروشيما"، كتاب "المجتمع الياباني في عصر مايجي"، "الحركة العمالية في مصر"، والكتاب صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. كتاب "الطريد الخالد" قصة للأطفال عن جمال الدين الأفغاني. كتاب "جماعة النهضة القومية"، "التنوير في مصر واليابان دراسة مقارنة"، "ثورة يوليو إيجابياتها وسلبياتها بعد نصف قرن"، "أوراق هنري كورييل والحركة الشيوعية المصرية"، "تطور الفكر العربي الحديث"، "كتابة التاريخ في مصر إلى أين؟"، وغيرها العديد من المؤلفات.

- مذكرات رءوف عباس 

وفي مذكراته الصادرة تحت عنوان "مشيناها خطى"، يروي المؤرخ دكتور رءوف عباس كيف تأثر بالأثري أحمد فخري، وكيف أن الأخير كان على النقيض من أساتذة الجامعة في ذلك الحين، فلا يجعل هناك مسافة بينه وبين طلابه. 

يقول رءوف عباس: من الأساتذة الذين لعبوا دورًا في تكويني عالم الآثار العظيم أحمد فخري، الذي درس لنا تاريخ مصر الفرعونية، كان أحمد فخري هو الأستاذ الوحيد الذي عرفته قبل أن أكون تلميذًا له، فقد أبهرتني كشوفه الأثرية التي كانت تتحدث عنها الصحف عندما كنت طالبًا بالمدرسة الثانوية، وقدر لي أن أراه عن قرب وأتتلمذ على يديه. 

كان كتابه- أحمد فخري- "مصر الفرعونية" بسيطًا بديعًا، لكنه حذر الطلاب من الاعتماد عليه وحده وحثهم على قراءة العديد من المراجع، وكان أسلوبه في المحاضرة تقديم الشواهد الأثرية، وبناء تصوره للحدث التاريخي استنادًا إليها بعدما يفند آراء غيره من العلماء، فيرجح رأيًا معللًا لأسباب هذا الترجيح، ويستبعد رأيًا آخر عارضًا أسباب الاستبعاد، لكن حديثه يشي دائمًا بعشق نادر لمصر القديمة، واعتزاز بمساهمتها في الحضارة الإنسانية، وخاصة في الفكر الديني. 

ويستدرك رءوف عباس، ورغم مكانته العلمية الرفيعة - أحمد فخري - لم يتردد في الموافقة على اصطحاب طلاب الفرقة الرابعة في زيارة لمنطقة سقارة، وبمجرد وصول الطلاب إلي هناك ووجوده بينهم، هرع تلاميذه من مفتشي الآثار مرحبين به، عاتبين لأنه لم يبلغهم بتشريفه وعرضوا أن يتولوا عنه الشرح للطلاب، فرفض وصرفهم إلى أعمالهم، وحظي الطلاب بأندر وأعظم شرح لآثار المنطقة على يد هذا العالم الجليل.