رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الميثانول الأخضر" كنز الوقود النظيف القادم في مصر ..هل يقضي على البنزين؟

كنز الوقود الجديد
كنز الوقود الجديد

في تجربة جديدة انفردت بها مصر، نجحت أول عملية تموين سفينة حاويات بالوقود الأخضر"الميثانول" بميناء شرق بورسعيد، لتعد تلك العملية هي الأولى من نوعها في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، وتأتي هذه التجربة في إطار استعادة دور مصر لتقديم خدمات تموين السفن سواء بالوقود التقليدي أو الأخضر، وتعظيم الاستفادة من موانيها.

 

ولكن تموين مصر للسفن بالوقود الأخضر "الميثانول" لا يساهم فقط في تعظيم الاستفادة من موقع موانئها البحرية على البحرين الأحمر والمتوسط واستعادة دورها في تموين السفن، ولكنه يضفي قيمة أخرى لتلك الأهداف، وذلك لطبيعة "الميثان" الخاصة التي تمنحه صفة "الوقود الأخضر".  

 

عضو مجلس الطاقة العالمى: صديق البيئة ومصر تعمل على التوسع في إنتاجه واستغلاله

"الميثان" حسب الدكتور ماهر عزيز استشارى الطاقة والبيئة والتغيرات المناخية وعضو مجلس الطاقة العالمى يعد غازًا صديقًا للبيئة، وذلك لاحتوائه على كميات منخفضة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الأخطر والأكثر  سمية على البيئة، مشيرًا إلى أن التحول البيئي السليم يهدف إلى تقليل معدل استخدام هذا الغاز أو انعدام استخدامه على الإطلاق، كما أوضح أن غاز الميثانول لكونه لا يعتمد على الأحفوريات ما يجعله الأقل في الاحتواء على ثاني أكسيد الكربون.

 

وتابع عزيز، في حديثه لـ"الدستور" أن الميثانول الأخضر يستخرج من المخلفات الزراعية مثل مصاصة القصب وغيرها من المخلفات، مشيرًا إلى أن مصر تنتج حوالي 30 مليون طن مخلفات زراعية سنويًا وبالتالي فإن لديها فرصة كبيرة للتوسع في إنتاج هذا الغاز، واستخدامه كبديل أخضر نظيف للوقود الأحفوري، واعتباره أحد مصادر الطاقة المتنوعة التي تساهم في العديد من الصناعات، وفي نفس الوقت لا تضر بالبيئة.

 

وأضاف عضو مجلس الطاقة العالمى، أن تجربة استخدام الميثانول في العالم قد نجحت في العديد من الدول منذ العديد من السنوات، ومن بين هذه التجارب تجربة دولة البرازيل التي استطاعت أن تضيف 20% على الوقود الأحفوري "البنزين" من غاز الميثان لتقليل معدلات التلوث، الأمر الذي نجح في تشغيل العديد من المحركات دون التأثير على كفاءة تلك المحركات.

    

وكان قد تم تموين سفينة الحاويات للخط الملاحي ميرسك التي استقبلت بميناء شرق بورسعيد، وهي أول سفينة حاويات بالعالم تعمل بالوقود الأخضر، إذ تم تزويدها من البارجة Lara S التابعة لمقدم الخدمة شركة OCI العالمية والعاملة في مجال تموين السفن بالوقود الأخضر، وأكبر منتج لوقود الميثانول عالميًا.

 

وسفينة الحاويات تم تموينها بكمية 500 طن من الميثانول الأخضر بمحطة قناة السويس للحاويات المشغل الرئيسي لميناء شرق بورسعيد، وتعد هذه الكمية لتموين السفينة هي الأعلى مقارنة بتزويد ذات السفينة بالميثانول الأخضر في محطاتها السابقة في كوريا وسنغافورة ضمن رحلتها من آسيا لأوروبا مرورا بميناء شرق بورسعيد في مصر، واستغرقت خدمة التموين ما يقرب من 6 ساعات.

أول مشروع لإنتاج “الميثان” في مصر 

يُذكر أن مصر قد اتخذت خطوات فعلية لاستخدام وإنتاج غاز الميثانول وتفردت بهذا الأمر في الشرق الأوسط، نتيجة نظرتها الثاقبة لأهمية هذا الغاز للبيئة، وأهميته كذلك من ناحية تنويع مصادر الطاقة، واستغلال الموارد المتاحة وكذا إعادة تدويرها.

 

ولعل الاتفاقية التي شهد توقيعها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا في 14 مايو الماضي والخاصة بأول مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في مصر والشرق الأوسط، والتي وقعت بحضور السفيرة النرويجية بالقاهرة هيلدا كيلمتسدال، خير دليل على ذلك.

 

يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية التنمية المستدامة لوزارة البترول المصرية، وهو يهدف إلى إنتاج 40 ألف طن سنويًا، ويمكن زيادتها حتى 200 ألف طن سنويًا، كما يهدف إلى المساهمة في فتح آفاق تصديرية جديدة لقطاع البتروكيماويات المصري من المنتجات الخضراء.

 

وحسب الخبراء، فإنه من المتوقع أن يسهم مشروع إنتاج الميثانول الأخضر في مصر، في وضع مصر على الخريطة العالمية للدول المنتجة لهذا الوقود الأخضر لتزويد السفن، كما سيشتمل على إنشاء محطات طاقة متجددة، بقدرات لا تقل عن 40 ميجاوات من الطاقة الشمسية، و120 ميجاوات من طاقة الرياح، بالإضافة إلى محلل للهيدروجين الأخضر بقدرة 60 ميجاوات.