رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في احتفالات اليوم..

الكنيسة المارونية: أكثر الشهداء إثارةً للإعجاب هو بوليقَربُس الأسقف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول السبت الحادي عشر من زمن العنصرة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن إنّ أكثر الشهداء إثارةً للإعجاب هو بوليقَربُس الأسقف، لأنّهُ عندما سمع بكلّ ما حدث (من اضطِّهادٍ للمسيحيّين)، لم يضطرب إنّما قرّر البقاء في المدينة. ولكن عند إلحاح الكثيرين، انتهى به الأمر إلى مغادرتها. ولهذا اعتزل في منزلٍ صغيرٍ ليس ببعيد عن المدينة ومكث هناك ومعه بعض رفاقه. وهناك لم يفعل شيئًا سوى الصلاة ليلاً ونهارًا من أجل الكلّ ومن أجل الكنائس في العالم كلّه كما كانت عادته.

وانطلقت الشرطة والفرسان متعقّبين إيّاه، وكانوا مسلّحين كما لو أنّهم كانوا يطاردون قاطع طريق. وفي وقت متأخّر من أحد الأيّام، وصلوا إلى المنزل حيث وجدوا بوليقَربُس نائمًا في غرفة من الطابق العلوي، مع أنّه كان يستطيع الهرب إلى مكان آخر، إلاّ أنّه رفض ذلك مردّدًا: "لتكن مشيئة الربّ". وعندما سمع أصوات الفرسان، نزل إليهم وتحدّث معهم وأعجب الحاضرون بشيخوخته وثباته. ولم يفهموا لماذا عانوا كلّ ذلك الجهد كي يقبضوا على هذا العجوز الرائع. وعلى الرغم من الوقت المتأخّر، أسرع بوليقَربُس لخدمتهم وقدّم إليهم الطعام والشراب، بقدر ما أرادوا. وطلب منهم فقط أن يمنحوه ساعة واحدة يختلي فيها للصلاة فوافقوا. فوقف وصلّى وبدا مملوءًا بالنعمة الإلهيّة، وصلّى لمدّة ساعتين بصوت مسموع دون أن يستطيع التوقّف. وأولئك الذين سمعوه يصلّي استولى عليهم الذهول وأسفوا جدًّا لأنّهم جاءوا ليلقوا القبض على هذا الشيخ القدّيس.
عندما انتهى من الصلاة ذاكرًا كلّ مَن كان يعرفهم من الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، والكنيسة الجامعة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، حانت ساعة الرحيل. فأركبوه على ظهر حمار وقادوه إلى مدينة سميرنا. وكان ذلك يوم السبت العظيم.