رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر تسمية الشاعر بشارة الخورى بـ"الأخطل الصغير"

الشاعر بشارة الخورى
الشاعر بشارة الخورى

"الأخطل الصغير"، هو اللقب الذي أطلق على الشاعر اللبناني بشارة عبد الله الخوري، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1968، بعد مسيرة حافلة من الشعر والغناء، حيث تغنى بقصائده نجوم الطرب في العالم العربي، من بينهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، أسمهان، فيروز، وديع الصافي، وغيرهم.

ويعود لقب "الأخطل الصغير"، والذي أطلق على الشاعر بشارة عبد الله الخوري، إلى الشاعر الأموي "الأخطل التعلبي"، ولد في قرية "إهمج" اللبنانية، وتلقى تعليمه الأولي في كتابها، ومن ثم استكمل مراحل تعليمه في مدارس الفرير، أسس في العام 1908 جريدة "البرق"، والتي استمرت في الصدور حتى العام 1933، إذ أغلقتها سلطات الانتداب الفرنسي، ظهرت موهبته الشعرية مبكرًا وسرعان ما ذاع صيته في لبنان والوطن العربي.

وفي دراسته النقدية عن الشاعر بشارة عبد الله الخوري أو "الأخطل الصغير"، يذهب الناقد والمؤرخ الأدبي المصري أنور المعداوي، الأخطل الصغير- في المجال التحديدي وعبر الرؤية النقدية- يبدو وهو شاعر اللوحة وليس شاعر التجربة، إنه رسام لوحات مبدع، وصاحب لغة شعرية ممتازة، وهو في محيط التعبير بالألفاظ والصورة، يتيح للنقد أن يعتبره واحدًا من شعراء الجيل الماضي، وأن يعتبره في الوقت نفسه واحدًا من شعراء هذا الجيل- نشرت الدراسة في عام 1968- إن النقد يستطيع أن يلحقه بمدرسة الشعر التقليدي إلي جانب شوقي ومطران، ويستطيع أن يلحقه بمدرسة الشعر التجديدي، إلى جانب إيليا أبي ماضي وعلي محمود طه، فكما نجد في شعره من ملامح المدرسة الأولي، ذاك الميل إلى التقرير والخطابية والاحتفاء برنين اللفظ، نجد من ملامح المدرسة الثانية تلك العناية بأن يحل التجسيم الإيحائي والموسيقي الداخلية والصورة المركبة، محل التقرير والخطابة والتعبير المباشر.

يلفت "المعداوي" إلى أنه: إذا ما نظرنا إلى بشارة عبد الله الخوري كواحد من شعراء المدرسة الثانية، فإنه يؤكد لنا أصالته كوجه فني لا يعكس ملامح الآخرين، إنه هنا نسخة غير مكررة، لا تحمل طابع أبي ماضي ولا طابع علي طه على الرغم من وحدة الخط التجديدي الذي يلتقي على امتداده الشعراء الثلاثة.

ويشدد "المعداوي" على: هذه صورة الأخطل الصغير كشاعر مجدد، أما حين نلقاه كشاعر كلاسيكي من داخل الإطار الذي يضم صورتي شوقي ومطران، فإننا لا نستطيع أن نميز وجهه الشعري في زحمة الوجوه المتشابهة؛ ذلك لأن المجري التعبيري العام لتدفق الطاقة الشعرية عند شعراء المدرسة الأولي كان يعتمد على كثير من الروافد الجانبية للشعر العربي القديم، ومن هنا فقد شعر هذه المدرسة- وهي المدرسة التي اقتطعت جزءا من الوجود الفني والزمني لبشارة عبد الله الخوري- جوانب مهمة من مفهوم التنوع الحاسم للشخصية الشعرية، وهو التنوع الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أسس ثابتة من الاستقلال والأصالة.