علماء وزارة الأوقاف في معرض بورسعيد للكتاب: هجرة النبي علمتنا الأخذ بالأسباب
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمعرض بورسعيد للكتاب، والمنعقد حاليا في ساحة ديلسيبس أمام مديرية أمن محافظة بورسعيد، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ندوة بعنوان «مفهوم الهجرة في القرآن الكريم»، وذلك في إطار مشروع رؤية- الإصدار الثالث.
شارك في الندوة العلماء: خالد عبده سباع، وناجي عبد المنعم دهيم، وأدارها الشيخ جمال فتحي عواد.
وقال جمال فتحي عواد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أنه لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية. مؤكدا أن هجرة النبي كانت لا خوف على النفس أو المال أو الولد، إنما لإيجاد تربة خصبة تتلقى هذا الدين وتؤمن به، وحينما نوى الهجرة أعد العدة، وخطط لها، وأخذ بالأسباب.
وأضاف أن الله تبارك وتعالى كان قادرا على أن يحمل الرسول إلى المدينة دون مشقة أو عناء، ولكن أراد رسول الله أن يعلمنا الأخذ بالأسباب، في كل أمور حياتنا.
ومن جانبه قال خالد سباع: عندما انتقل رسول الله من مكة إلى المدينة، كان لغرض تأسيس الدولة، فالهجرة تعني الانتقال من مكان إلى آخر، وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت لتأسيس دستور يستمر حتى يوم القيامة، ويبين رسول الله أن في الهجرة قد يكون الفتح المبين، وأسس النبي لأمر مهم، ألا وهو إذا أرد الإنسان إصلاح حال ولده لا بد ان ينظر إلى صحبته.
وأضاف: ترك رسول الله مكة وانتقل إلى المدينة من أجل إنشاء دولة، حيث إنه في مكة لم يتمكن من تأسيس ذلك، وحينما قابلوه في المدينة استقبلوه استقبال المتشوق لرؤية حبيبه، والاحتفاء به، وكان في ذلك ترحيب كبير، وأنشئ أول مسجد هناك، ثم الدستور. مؤكدًا: حينما يترك الإنسان المعاصي، وإيذاء الناس، ففي ذلك معنى الهجرة.
بينما تناول ناجي عبد المنعم دهيم بعض الدورس المستفادة من هجرة النبي قائلًا: علمتنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، فرسول الله كان أولى الناس بنصرة الله له، لكن هنا أراد الله تعليمنا الأخذ بالأسباب.
وأضاف: اتخذ الرسول كافة التدابير للهجرة من مكة إلى المدينة، حتى لا يقع في قبضة المشركين، فلم يترك سببا إلى استعمله، وفي هذا رسالة لنا تبين أننا أمة عمل وعلم، وليس أمة دروشة، كما علمتنا الهجرة أن الصحبة الطيبة من أعظم النعم في هذه الحياة، وتجلى ذلك في صحبة أبي بكر لنبي الهدى خلال هجرتهما من مكة إلى المدينة، أما الصحبة السيئة فلا حول ولا قوة إلا بالله منها.
وتابع: علمتنا الهجرة أيضًا أن حب الأوطان من الدين، وهذا ما حدث مع رسول الله عندما خرج من مكة رغم أنها أحب بقاع الأرض إلى قلبه، كذلك علمتنا الاجتماع، وعدم التفرق، وعدم التحزب، فالله برأ نبيه من هذه العصابات، وجعل الله الفرقة صورة من صور العذاب، وجعلها منافية للرحمة.
وأنهى، أن هجرة النبي حدث عظيم، نقتبس منه الآيات والعبر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.