السفير صلاح حليمة لـ"الدستور": الدور المصري حاضر في القمة الروسية الأفريقية
أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن القمة الروسية الافريقية المنعقدة في مدينة سان بطرسبرج، تعد ثاني لقاءات القمة بين روسيا والدول الأفريقية، فقد عقدت الأولى عام 2019 في سوتشي بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، مُشيرًا إلى أهمية الدور المصري في دعم العلاقات وسبل التعاون الروسي الأفريقي المشترك.
وأوضح “حليمة” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة الأولي كانت تستهدف تنشيط العلاقات التجارية وزيادة الاستثمارات الروسية في القارة الافريقية.
وأضاف أن المستهدف انذاك كان الوصول بحجم العلاقات التجارية إلي 40 مليار دولار خلال 2025، لكن في واقع الأمر وصل حجم التبادل في 2022، إلي 18 بليون دولار فقط، وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية كانت لصالح الجانب الروسي إذ تقدر بـ 7 أمثال ما تصدره افريقيا لروسيا.
وأشار “حليمة” إلي أن 70% من حجم هذه الاستثمارات انحصرت في 4 دول هي “مصر، الجزائر، المغرب، وجنوب إفريقيا”، وهذا يؤكد الدور الكبير لهذه الدول الأربع في العلاقات الروسية الافريقية بصفه عامة.
وأوضح أن تنامي الدور والنفوذ الروسي في القارة الإفريقية كان بسبب دعم المواقف والقضايا الافريقية من جانب موسكو، وربما كان تواجد قوات فاجنر في الفترة الأخيرة كان له دور فى التواجد الروسي في افريقيا.
وأشار “حليمة” إلي أن القمة تحمل رؤية روسية جديدة خاصة مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما صدر فيها من تداعيات، لافتا إلي أن الجانب الروسي في وضع ليس يسيرا لأن هناك تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية علي الأوضاع الداخلية في روسيا، والتداعيات المرتبطة بالجنائية الدولية، وتطورات وضعية قوات فاجنر وتطوراتها، وهناك أيضا الموقف الدولي من الدور الروسي، ثم جاءت أزمة الغذاء وانسحاب روسيا من أزمة الحبوب.
وأوضح أن هناك تحركات دولية نحو تشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب من أجل نظام مالي ونقدي جديد، وروسيا والصين ودول البريكس تلعب دور محوري وهذا الدور له صلة بالعلاقات الروسية الافريقية وعلاقتهم مع الدول القطبية.
ولفت نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إلي أن القمة تنعقد في ظل التكالب والتصارع من قبل المجتمع الدولي ناحية افريقيا، وليس فقط من جانب روسيا والصين والهند والدول الغربية بما فيهم الولايات المتحدة، ولكن هناك تصارع وتحرك نشط من جانب قوى اقليمية عربية.
مصر ستطرح حلول بديلة بل هناك رؤية أنها ستقدم المساعدات بما يتعلق بالحبوب والأسمدة بشكل مجاني
وأضاف “حليمة” أن التحرك الروسي في هذا المؤتمر يسعي أولا للتحدث عن مشكلة الغذاء وأن الغرب السبب وراء الأزمة الحالية والانسحاب من اتفاقية الحبوب سببه كان المواقف الغربية وليس روسيا، لان هناك متطلبات علي الدول الغربية حول العقوبات تتعلق بالأمن الغذائي كان يجب أن تتم لكن الدول الغربية لم تنفذ ولذلك روسيا رأت أنه لا جدوي من التواصل.
وأوضح أن مصر ستطرح حلولًا بديلة فيما يتعلق بالحبوب والأسمدة بشكل مجاني وليس من خلال صفقات تجارية.
وتابع: "في هذا الصدد سيكون هناك حديث عن التبادل التجاري والاستثماري بين روسيا وافريقيا وأن تكون المشروعات الاستثمارية والتجارية المقدمة للجانب الافريقي تكون ميسرة وشاملة مجالات عديدة منها الطاقة والامن والدفاع والتسليح والصناعة والزراعة والبنية التحتيه هناك اتفاقيات ومذكرات تم اعداداها لتوقيعها في القمة".
وأكد أن الأزمة الأوكرانية الروسية ستكون محل اهتمام، خاصة أن هناك مبادرة من 6 دول إفريقية بينهم مصر فيما يتعلق بتسوية الأزمة.
ولفت إلي أن لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الروسي والإثيوبي ابي احمد، وعقد اجتماع ثلاثي حول سد النهضة، ربما يكون هناك دور روسي في ملف سد النهضة والتوصل لاتفاق.
وأشار حليمة إلي أن الأوضاع في السودان والأزمة الحالية ستكون أيضا علي طاول مفاوضات القمة الحالية.