بعد الكشف عن مخطط اغتيال الزعيم.. عادل إمام والإرهاب "تاريخ طويل"
دائما ما يثير الفنان عادل إمام الاهتمام سواء بأعماله أو ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك حالته الصحية، التي تردد كثيرا أنه يعاني من مرض ألزهايمر، وأحيانا أخرى تكشف مصادر أنه بصحة جيدة ولا صحة للأخبار المنشورة بشأن تدهور صحته.
كشف محمد كروم
وما انتشر خلال الساعات القليلة الماضية أكد ذلك؛ إذ كشف محمد كروم، العضو السابق في الجماعة الإسلامية، عن مخطط دبرته الجماعة الإسلامية لاغتيال الفنان عادل إمام، بتكليفه من قبل عبود الزمر القيادي في الجماعة حين كان في السجن، مشيرا إلى أن الخطة كانت اغتيال شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي -حين كان مفتي مصر-، لموافقته على إعدام قتلة الكاتب فرج فودة.
وأوضح في تصريحات تليفزيونية، أن "الزمر" تراجع عن مخطط اغتيال طنطاوي تجنبا للهجوم الشعبي الواسع بعد قتل مفتي الجمهورية، وفيما بعد صدرت الأوامر باغتيال عادل إمام، مضيفا أن الجماعة أصدرت فتوى بتكفير الفنان المصري، وبدأت الخطة بمراقبته في محيط مسرح الهرم الذي كان يشهد حينها عرض مسرحية "بودي جارد" (1999) التي كتبها يوسف معاطي، وأخرجها رامي إمام، وأنتجها سمير خفاجي، واستمر عرضها 11 سنة على خشبة مسرح الهرم بالقاهرة حتى 2010.
وبالفعل تم رصده لفترة بعد معرفة مواعيد عرض المسرحية، ليتم إطلاق النار عليه أمام المسرح، إذ أن الجماعة اعتبرته تجاوز كل الخطوط الحمراء بعد فيلمه "الإرهابي" (1994)، والذي شارك في بطولته بجانب صلاح ذو الفقار ومديحة يسري، من تأليف الكاتب لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
حكايات عادل إمام مع التطرف
كان عادل إمام صاحب موقف من القضايا الخاصة والعامة، وهذا ما ظهر من خلال أعماله، ومن بينها التطرف والإرهاب، فقد لاقى عدة اتهامات على مدار تاريخه الفني، ومنها بعد عودته من زيارة أسيوط، التي كانت معقل الجماعة الإسلامية، أثناء عرض "الواد سيد الشغال"، فلم يغير أن شيء في العمل سواء بالملابس والعبارات أو معالجة فكرة المحلل، ولم يستبعد أي مشاهد قد لا تلائم تلك المنطقة، وهو ما أوضحه في حوار صحفي قائلا: أنا أعتبر أن أي تغيير في المسرحية على أي مستوى هو تنازل للجماعات المتطرفة، وأنا لا أقبل التنازلات، ثم إن المسرحية بعكس ما يقول الكثيرون تحمل أفكارا تقدمية لرحلة شاب فقير مطحون داخل قصور البرجوازيين وفضحه لتلك الطبقة من خلال تعامله معهم، حتى في المشاهد التي يعترض عليها البعض فتعرية تلك النماذج لا بد أن تكون بهذا الأسلوب، وإذ كان البعض يقول لماذا لم تعرض مسرحية أخرى أو "شاهد مشافش حاجة" فهذا خطأ، كيف أعرض مسرحية قديمة اختفى أبطالها أو انشغل بعضهم بأعمال أخرى، ثم أنا أعرض سيد الشغال لجمهور القاهرة، وجمهور أسيوط لا بد أن يشاهد ما يشاهده جمهور القاهرة كما هو دون نقصان.
أنا مصري يحب بلده
وردا على اتهام البعض له بعدم الشجاعة لذهابه في حراسة قوى أمن ولولا هذا ما كان يمكن للعرض أن يتم، مستطردا: أولا لست أدعى الشجاعة فأنا مصري يحب بلده أفزعه ما يحدث فيها، وقراري كان نابعا من حبي لمصر، وللفن ومبادرتي لم تكن استعراضا، بل مساندة لشباب من جيلي ضربوا، أما قضية الذهاب في حراسة الأمن فتلك إجراءات كان يمكن أن تحدث لأية شخصية أخرى بل بالعكس كنت واثقا أن الجماهير هي التي تحميني، ولم أخش أن تتخلى عني تلك الجماهير، وأذيع عليك سرا يمكن أقوله لأول مرة، أن السيد وزير الداخلية طلب أن أسمح له بوضع حراسة حول منزلي فرفضت بشدة ورجوته ألا يحدث هذا وأصررت على موقفي بحزم.
"ثانيا الأمن في أسيوط لم يحاول أن يفزع تلك الجماهير أو يبعدها بل حافظ فقط على النظام لمسرح يعرض فيه ممثلون من القاهرة لأول مرة، وهذا يحدث في جميع المسارح على مستوى الجمهورية، وأنا شخصيا عندما اشتد الزحام في محطة أسيوط لدى وصولنا واختلطت تلك الجماهير بالأمن الذي حاول استعمال القوى لتفريقهم طلبت ألا يضربوا أحد إطلاقا وكنت حريصا جدا على خؤلاء المستقلين" هذا ما أشار إليه "إمام".
وجه لعادل إمام أيضا اتهام خاص بالانتفاضة الفلسطينية بنسيانه لها، ورفضه المشاركة في إحدى الحفلات، واتجاهه لأسيوط، وهو ما جعله ينفعل بقوله: عندما تشعر أن بلدك يضيع هل نسكت ونراقب الانهيار، ونقفل مكتوفي الأيدي.. دي قضية مصر، ثم إن حفل الانتفاضة لم يؤجل ولم أنساه، لقد عذبتنا الضرائب وبيروقراطية الضرائب إلى أقصى درجة وعرقلوا كل الجمهور، وكأن الانتفاضة تحدث في نيكاراجوا، لقد قررت البعد عن تلك الدهاليز وسوف أعرض "الواد سيد الشغال" لعدة ليال لصالح الانتفاضة بالكامل.
تهديده في البحرين
وخلال رحلته للبحرين عام 1988 تعرض للتهديد فبعد صعوده إلى غرفته في الفندق الذي كان يقيم به، وجد خطابا تحت باب الغرفة، وعندما فتح وجد به تهديدا من بعض الجماعات هناك، ولم يهتم كثيرا وركن الخطاب، مضيفا: في تلك اللحظة سمعت طرقا على الباب وفتحته لأجد أمامي ثلاثة شبان ملتحين متجهمين وطلبوا الدخول وبحزم، فتركتهم يدخلون الغرفة، بعد أن أسقط في يدي، ورن جرس التليفون لأجد زوجتي تطلبني من القاهرة للاطمئنان علي، فتحاورت معها بقليل من القلق وسألتها عن الأولاد، وشعرت هي بالتوتر الذي أنا فيه وحاولت أفهمها أن معي ضيوف أخوة في الإسلام، وفهمت.. وبعد إنهاء المكالمة التفت إلى هؤلاء الملتحون في انتظار ما سوف يحدث، وفجأة قال أحدهم بابتسامة واسعة بدنا نتصور معك صورة تذكارية يا أستاذ عادل.