كاتبة رحلات وخبيرة سفر تروى تجربة "آلة الزمن" فى مصر
وثقت سارة بريدج، كاتبة رحلات وخبيرة سفر دولية، رحلتها إلى مصر وما شاهدته من عظمة الحضارة المصرية القديمة، وقالت إن زيارة مصر تشبه امتلاكك آلة الزمن الخاصة بك، والتي يمكن أن تدفعك للأمام والخلف لآلاف السنين في لحظة، وفقًا صحيفة ديلي ميل البريطانية.
قالت "بريدج": "كنت في زيارة هذا البلد الرائع، كما هو الحال بالنسبة للعديد من المسافرين الآخرين، وكانت مدرجة في قائمة أمنياتي لسنوات وبدأت أشعر بالقلق من أنها قد لا ترقى إلى مستوى توقعاتي، لكن بعد أن عدت من هذا البلد الفريد يمكنني أن أقول ذلك بأمان أكثر من أن ترقى إلى مستوى التوقعات وإليك بعض أسبابي لذلك".
1- الأهرامات
"من المستحيل زيارة مصر لأول مرة ولا أريد أن أرى الأهرامات، ولكن قبل الزيارة لم يكن لدي أي فكرة عن العدد الفعلي هناك، فلقد رأيت صورًا للهرم الأكبر في الجيزة بالطبع، وهو الوحيد من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم الذي لا يزال باقيًا، ولكن كان من المفاجئ معرفة أنه يوجد في الواقع حوالي 118 هرمًا في مصر".
"كانت رؤيتي الأولى لأحدها بمثابة صدمة تامة فأثناء قيادتي من القاهرة إلى الموقع الأثري في سقارة، ألقيت بشكل غير متوقع لمحة عن القمة المدببة لهرم بلون رملي من زاوية عيني واعتقدت أنني كنت أهذي من الحرارة، لكن اتضح أنها الأهرامات في أبوصير، وهي مجموعة من أهرامات الأسرة الخامسة تقع بين سقارة والجيزة وجزء من موقع حقول الأهرام الممتد على مساحة 40 ألف فدان".
كانت هذه المعاينة المثالية لسقارة نفسها التي تقع على بعد 19 ميلًا (31 كيلومترًا) جنوب القاهرة، وهي موطن لأقدم مبنى حجري على هذا الكوكب، هرم زوسر الواسع المتدرج، الهرم الذي ألهم الجميع، وتحيط بالهرم المدرج شبكة ضخمة من المقابر والأهرامات والمعابد الأصغر، وهي مقدمة رائعة لأصول ماضي الأهرامات في مصر.
2- نهر النيل
قالت بريدج: "يأخذ النهر طابعًا مختلفًا اعتمادًا على موقعه في القاهرة، فيعد النيل شريانًا رئيسيًا عبر المدينة ولكنه أضيق مما كنت أتوقعه، وهو ما اكتشفته بسبب الانقسام في كثير من الأحيان لاحتضان العديد من الجزر الكبيرة في وسط النهر، على إحدى هذه الجزر يقف برج القاهرة، وهو مبنى يبلغ ارتفاعه 614 قدمًا (187 مترًا) مصممًا لاستحضار زهرة اللوتس، رمز مصر القديمة، وهو معلم مفيد للتنقل في طريقك حول هذه المدينة المحمومة والنابضة بالحياة".
تابعت "قمت برحلة بحرية مسائية على طول نهر النيل وفضلت قضاء الرحلة على سطح السفينة لمشاهدة المعالم على ضفاف النهر - فنادق عالمية شاسعة تتخللها متاجر ومقاهٍ مفعمة بالحيوية. تتجول في الماضي بدلًا من الترفيه في الداخل، لكن النيل يأتي حقًا إلى المنبع الخاص به، عندما يصبح أوسع وأكثر هدوءًا وأقل بنية".
3- المتاحف
قالت سارة بريدج: "افتتح المتحف القومي للحضارة المصرية قبل عامين فقط وهو أول متحف في العالم العربي يركز بالكامل على التاريخ المصري، ويا له من تاريخ، تؤرخ هذه الكتلة الحديثة المهيبة البلاد من 5500 قبل الميلاد، قبل حتى ظهور السلالات، قبل أن تندفع عبر مصر القديمة والعصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية قبل أن تأتي حتى الآن في الجمهورية الحالية، وأبرز ما يميزه هنا هو المومياوات الملكية، التي تم نقلها هنا من المتحف المصري القريب في موكب ذهبي متلألئ للفراعنة، والذين يرقدون الآن في حالة من الظلام الذي يتحكم فيه المناخ، والذي يراه مئات الزوار المذهولين الذين يمرون كل يوم".
استطردت: "المتحف المصري، الموطن السابق للمومياوات الملكية، يضم أكبر مجموعة من الآثار المتعلقة بملوك مصر القدماء، مع التماثيل والمومياوات والأهم من ذلك، بعض العناصر الخمسة آلاف التي وجدها هوارد كارتر في مقبرة توت عنخ آمون، بما في ذلك قناع الموت الذهبي المذهل والتوابيت المذهبة، هذه مجموعة مذهلة، وبعد سنوات عديدة من التخطيط، من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة في وقت لاحق من هذا العام، وسيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية قديمة، بما في ذلك مجموعة كنز الملك توت كاملة".
4- المقابر
قالت: "هناك سبب يجعل الأقصر غالبًا المحطة الثانية بعد القاهرة في جولة لأبرز معالم مصر، وذلك لأن التعرف على ثروات مصر القديمة في متحف يجعلك تتوق لرؤيتها في الحياة الواقعية، فوادي الملوك في الأقصر هو المكان الذي دفن فيه حكام السلالات 18 و19 و20، في وادي نهر جاف عبر النيل من مدينة طيبة القديمة (الأقصر الآن)، وتوجد أكثر من 60 مقبرة تحت الصخر، مع احتمال وجود أخرى لم يتم اكتشافها بعد، وهناك أيضًا وادي الملكات المجاور الأصغر".
يتم نقل الزائرين من قاعة التذاكر إلى الوادي نفسه حيث توجد العديد من المقابر، ويمكنهم اختيار المقابر التي يرغبون في زيارتها، واقترح مرشدنا الثلاثة ذات الزخارف الأكثر زخرفة، وهي مقابر رمسيس الرابع ومرنبتاح ورعمسيس الثالث، كان كل قبر مذهلًا بطريقته الخاصة، ولكن ما كان يشترك فيه كان عبارة عن كتابات هيروغليفية معقدة بشكل جميل وتصوير للآلهة، والحياة في مصر القديمة والحياة الآخرة بألوان زاهية لدرجة يصعب معها تصديق أنها رسمت منذ آلاف السنين.
5- المعابد
بعد قضاء بعض الوقت تحت الأرض في مقابر الفراعنة الذين ماتوا منذ فترة طويلة، أحدثت تغييرًا منعشًا للاستكشاف فوق سطح الأرض حتى لو كانت درجة الحرارة 44 درجة.
يعد معبد الأقصر ومعبد الكرنك من المواقع الشاسعة والمفتوحة، حيث يمكنك المشي على طول الدرجات ذاتها التي اكتشفها المصريون القدماء، تحت الأعمدة المهيبة وتحت العين الساهرة لتماثيل الملوك والملكات وأبوالهول.
تم بناء معبد الكرنك الضخم في عهد أكثر من 30 فرعونًا، ما يعني أنه يحتوي على آلهة وأوصاف من أقدم إلى آخر سنوات مصر القديمة، وهو مشهد يخطف الأنفاس من البداية، مع وجود القاعة الكبرى في منطقة آمون رع تحتوي على 134 عمودًا حجريًا ضخمًا يتراوح ارتفاعها من 10 إلى 21 مترًا.
6- المطبخ المصري في الماضي والحاضر
ليس من الصعب العثور على الطعام المصري التقليدي والاستمتاع به، حيث يتكون من المنتجات الطازجة الموجودة في جميع أنحاء الشرق الأوسط مثل الحمص والفلافل والشاورما والكفتة وورق العنب والخضروات والفاصوليا ووجبة الإفطار المفضلة لديّ والبيض المتبل والطماطم شكشوكة، ولكن هناك مشهدًا غذائيًا جديدًا وناشئًا نابضًا بالحياة، والذي يرسم مستقبل الطهي في مصر.