أستاذ موارد مائية: لا شىء اسمه الملء التدريجى ولكنه الخداع الإثيوبى المعتاد
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد"، اليوم الخميس، في تصريحات صحفية، عن أن بلاده سوف تقوم بعملية التخزين لهذا العام في سد النهضة تدريجيًا حتى سبتمبر المقبل.
من جانبه، قال أستاذ الموارد المائية نادر نورالدين إن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد" خادع، أما عن حقيقة إعلان إثيوبيا عن أنها ستقوم بالملء الرابع تدريجيًا وحتى منتصف سبتمبر القادم، فإنه لا يوجد شىء اسمه الملء التدريجي لأي سد في العالم، لأنه بمجرد ارتفاع الحاجز الأوسط للسد والذي يتم رفعه سنويًا للتخزين فإنه لن يمرر أي كمية من المياه إلا بعد أن ينتهي التخزين لتمر المياه بعدها من أعلى هذا الحاجز.
وأضاف، من خلال تصريحاته لـ"الدستور"، أن عملية التخزين تقوم بتعلية الحاجز سنويًا من نهاية أبريل وينتهي العمل به قبل نهاية يونيو، وعند بدء التخزين الفعلي مع زيادة الأمطار الغزيرة في يوليو وأغسطس، وبالتالي يتم حجز كامل مياه الفيضان أمام الحاجز الأوسط وبإجمالي مساحة بحيرة التخزين، وفي أثناء الملء وحتى لا يجف مجرى النهر في السودان تفتح إثيوبيا بوابتي تصريف المياه أسفل السد والتي تمرر كميات من المياه بواقع من 50-70 مليون متر مكعب يوميًا، أي نحو 2 مليار متر مكعب شهريًا، بينما مياه الفيضان في يوليو وأغسطس تبلغ 12 مليار متر مكعب شهريا، أي أن إثيوبيا تخزن عشرة مليارات متر مكعب شهريًا ابتداء من يوليو وتصرف 2 مليار متر مكعب فقط لمصر والسودان.
وأضاف أن السؤال هنا: رئيس الوزراء الإثيوبي، كيف سيتم الملء تدريجيا؟ وكيف سيمرر المياه من أعلى الحاجز الأوسط للسد قبل أن تصل إليه المياه قبل اكتمال الملء؟، والحقيقة أن إثيوبيا ستحتجز كامل مياه الفيضان إلى أن تصل المياه إلى مستوى أعلى من مستوى تعلية الحاجز الأوسط، وإذا كان يدّعى أن الملء سيستمر حتى منتصف سبتمبر فهذا يعني أن إثيوبيا ستملأ 10 مليارات في يوليو و10 مليارات في أغسطس ثم 5 مليارات لنصف شهر من سبتمبر، بإجمالي 25 مليارًا طبقًا لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، والأكيد أنه لا شىء اسمه الملء التدريجي، ولكنه الخداع الإثيوبي المعتاد ومحاولة خداع دول إفريقيا والعالم.