العبرة في قصة أبينا إبراهيم .. عبدالخالق الشبراوي: العيد هو التضحية والفداء النفيس
قال الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، إن يوم العيد هو للفرح والسرور شُرع للمسلمين بإتمام فريضة فرضها الله -تعالى- عليهم؛ والعيد هو احتفال بالتوحيد الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- فحقق به وحدة العالم والبشرية ووحدة العرب بعد أن كانوا طوائف شتى، فإذ بهم ينصهرون في بوتقة الإسلام فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
وأضاف الشبراوي، أن العيد هو عيد التضحية والفداء بالنفس والنفيس، بالمال والولد بالروح لأجل حماية العقيدة، والقيام بالواجب تجاه الدين وحماية الأوطان والمجتمعات التي يعبدون الله فيها، مستشهدا بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما رأى في المنام أنه سيذبح ولده - ورؤيا الأنبياء وعد وحق وصدق، فكان ابنه طفل جاءه في الكبر فتعلقت به روحه وملك عليه وجدان قلبه، مستشهدا بقوله تعالى:"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".
ولفت إلى عظم التضحية، أراد الأب أن يدخل ولده إرث النبوة وأن يدخله تحت مظلة التوحيد والتسليم لتنفيذ أمر الله، ولم يكن قوله "فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ " للتخيير لأن إبراهيم عازم عزما أكيدا على تنفيذ أمر الله ، فإذ بإسماعيل يواجه الأمر بغاية التسليم والرضا والإذعان لأمر الله ، بل وعاون أباه على تنفيذ قضاء الله "قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"؛ فكل محنة يتولد منها منحة، فتأملوا نتيجة التسليم المطلق لأمر الله بقوله تعالى “وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.