رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"اللذة والعنف".. كتاب يقرأ طقوس وعادات وتقاليد الزواج حول العالم

اللذة والعنف
اللذة والعنف

من الصفحات الأولى لكتاب "اللذة والعنف" للكاتب المغربي لحسن العسبي يؤكد أن كل كتابة تدعي الإحاطة بتاريخ جازم ونهائي للزواج هي كتابة غير علمية.

يقدم الكتاب رحلة معرفية حول طقوس وعادات وتقاليد الزواج في العالم، فمثلاً نجد أن الزواج في الصين القديمة  كانت العروس تطوف المدينة محمولة في هودج مطرز بالساتان والحرير الأحمر المذهب قبل التوجه إلى بيت زوجها الذي لم يكن قد رآها قط من قبل، وعليها ألا ترفع راسها أو تنظر في عيني أحد لأيام ثلاثة متتالية.

أما في حضارة "المايا" بأمريكا اللاتينية ، فالزواج يتم بحضور شيخ وقور يقوم بعملية التزويج، ويكون ذلك مصاحبا بوليمة باذخة، يأكل فيها الضيوف حد التخمة، بينما في الهند القديمة، كان واجبا على الخطيبين، ليكون زواجهما مباركا وأبديا، وأن يقوما بكل الطقوس التي تفرضها شعائر "السبطا بادي" حيث يقوما العريسان معا، بدا في يد، بسبع خطوات فوق المنصة المنتصبة لهذه الغاية، والكل يتتبع خطواتهما الوئيدة تلك، التي تعني  انطلاقة رحلة الألف ميل في حياة الزوجية.

 الزواج عنوان ثقافي بامتياز

يؤكد الكتاب على مدار صفحاته التي وصلت إلى 152 على أن الزواج عنوان ثقافة بامتياز  فزواج الأغريق غير زواج الرومان بالضرورة غير زواج المصري القديم عير القرجاجنيين والأفارقة والهنود غير في الديانا السماوية.

 في كتاب "خمسة وعشرون قرنا من الزواج" الصادر سنة 1961 يؤكد "بيير أوديات" أن الزواج طقس حميمي، يرتبط من حيث طقوسة وعاداته بجماعة توحد بينها الجغرافية والقرابة العائلية والثقافية.

الزواج أمر رجالي 

يصل الكتاب إلى التأكيد أن الزواج أمر رجالي، هذا ما تؤكده صفحات التاريخ، فالحرية التي يتمتع بها اليوم إنسان القرن العشري في اختيار رفيق العمر، هي مرحلة من مسلسل طويل كانت فيه المرأة مجرد شيء، لإنتاج النوع البشري.

 يذهب الكتاب لاستعراض  العهود القديمة، فالمصريين القدماء  أصحاب الحضارة الوحيدة التي كرمت المرأة والرجل معا، ووضعتهما على قدم المساواة فقد كانت تربية الأطفال، لايفرق فيها بين الإناث والذكور، ولا يميز بينهما.

 

 في كتاب "تاريخ الحياة الخاصة " لفيليب اري وجورد دوبي  يتحدثان عن الزواج في تلك الحضارات القديمة عقد يتم بين والد العريس ووالد العروسة، وأن الهاجس كان هو الحفاظ على الدم والقرابة ، والزيادة في السلالة ، بل إن الزيجان كانت تتم والأبناء لا يزالون بعد في احضان أمهاتهم رضعا صغارا .. والذين كانوا بشكل من الأشكال ، عملة التداول وتبادل المصالح عبر المصاهرة . في اليونان  القديمة في عهد هوميروس  كانت تزوج الفتيات لأكثر الشبان شجاعة وقوة.