المؤتمر الطبي الأفريقي: رعاية الرئيس السيسي تعكس الاهتمام بتعميق العلاقات بالقارة السمراء
قال الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان الأسبق ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الطبى الأفريقي، إن رعاية وافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمؤتمر والمعرض على مدار عامين متتاليين، يعكس اهتمام الدولة ممثلة في قيادتها بالعمل على تنمية علاقات التعاون والشراكة في القارة الأفريقية.
وأشار “عدوى”، خلال إعلانه التوصيات الختامية لأعماله المؤتمر مساء اليوم الجمعة، إلى تبلور العمل الكبير والأنشطة المتعددة والمتنوعة لهذا المؤتمر في ثلاث مسارات عمل متوازية هي: المسار الأكاديمي الذي تناول عرض كل الجديد والهام من البحث العلمي في مختلف التخصصات الطبية (25 تخصصا) بمشاركة أبرز الخبراء الدوليين، والأفارقة، والمصريين، والعرب.
وأوضح أن المسار الثاني يتعلق بالسياسات الطبية وكل ما يرتبط بتطبيقها على أرض الواقع مع التأكيد على الأهمية البالغة لإقامة أسس تعاون فاعلة ومستدامة بين الدول الأفريقية في هذا المجال.
وأضاف أن المسار الثالث يتعلق بالجانب التقني والذي يمثل العمود الفقري لطرق التشخيص والعلاج في الممارسة العصرية والسليمة للخدمات الصحية، وتبلور ذلك في المعرض العملاق الذي شارك فيه أكثر من 300 شركة عالمية هم قمة الإنتاج التكنولوجي المتطور لكل الأجهزة والمستلزمات الطبية والمستهلكات التي لا تجتمع إلا في هذا المؤتمر، بما يتيح لجميع المشاركين – سواء من كبار المسؤولين عن السياسات الصحية في الدول الأفريقية الأطباء ومن غيرهم من المعنيين بتقديم خدمات الرعاية الصحية – التعرف على كل جديد ومبتكر في هذا المجال.
وأعلن رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الطبى الأفريقي، أنه سيتم العمل على تطبيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والهدف الإنمائي الثالث الوارد بها والخاص بضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية والرفاهية في جميع الأعمار، ومقاصده المتعددة التي تتضمن إتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة وإمكانية حصول الجميع على الأدوية واللقاحات الفعالة والميسورة التكلفة، ودعم البحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية للأمراض المعدية وغير المعدية التي تتعرض لها البلدان النامية في المقام الأول، في اطار خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها بحلول عام 2030 وسياسة «أفضل المشتريات» وكذلك أطر عمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا لمكافحة الأمراض غير المعدية مثل الوقاية من مرض السكري في أفريقيا والمبادرة «وضع حد لأمراض القلب الروماتيزمية في أفريقيا».
ودعا المؤتمر - في ختام أعماله - إلى صياغة استراتيجية قارية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي على مستوى القارة الأفريقية، تعتمد في تصميمها وتنفيذها على العقول الأفريقية، وتأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي تنفرد بها القارة، وعلى نحو يسهم إسهاماً مباشراً وملموساً في زيادة استفادة الشعوب الأفريقية من الخدمات الصحية وتحسين استجابة الأنظمة الصحية لاحتياجات الفرد والمجتمعات المحلية، فضلاً عن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وكفاءتها، وتمكين المرضى، ومنحهم إمكانية الاطلاع على معلومات الرعاية الصحية الخاصة بهم.
كما أوصى المؤتمر بإطلاق قاعدة بيانات إلكترونية موحدة تربط بين الدول الأفريقية لتمهيد طريق التعاون القاري في المجال الصحي على مستوى الخبراء والشركات، وتأسيس شراكات لتنفيذ وتقييم التعاون القاري.
وأشار الدكتور عادل عدوى- خلال إعلانه عن توصيات المؤتمر - إلى الاتفاق على حزمة من الإجراءات لتكثيف التعاون بين الجهات الصحية الأفريقية المختلفة، من بينها إجراء بحوث مشتركة مبنية على الاحتياجات والأولويات المجتمعية مع الاستفادة بالتكنولوجيات الجديدة، وتبادل وعرض الملفات الطبية، وتبادل السياحة العلاجية، وعلى نحو يساهم في إثراء الخبرات الوطنية لدول القارة.
كما قال إنه سيتم البدء في ترتيبات إطلاق نظام موحد لإدارة المنشآت الصحية في القارة تأخذ بين الاعتبار كافة المتطلبات الخاصة بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية استناداً إلى الخبرات التي اكتسبتها الهيئات المصرية للشراء الموحد.
وأضاف انه سيتم تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية للعاملين بالقطاعات الصحية الأفريقية في الموضوعات المرتبطة بتصميم وتطبيق السياسات الصحية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خلال العامين المقبلين إضافة الى إصدار كتيب بعدة لغات في عام 2024 بأهم المواد التعليمية التي تشملها هذه الدورات.