بدء فعاليات حفل إطلاق كتاب "طه حسين.. ذكريات شخصية معه"
بدأت منذ قليل فعاليات حفل إطلاق توقيع ومناقشة كتاب "طه حسين.. ذكريات شخصية معه" للناقد والأكاديمي الدكتور صبري حافظ، َياتي ذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.
وتأتي الندوة بالاشتراك مع قسم الأدب الإنجليزي والمقارن في الجامعة الأمريكية، وتقدم الندوة الدكتورة فريال جبوري غزول، ويتحدث فيها مع الناقد صبري حافظ، الدكتور محمد أبو الغار، منى أنيس، الدكتور عماد أبوغازي، وزير الثقافة الأسبق، وسيعقب الندوة حفل توقيع الكتاب.
من أجواء الكتاب:
أعود هنا إلى الذكريات الشخصية التي جمعتني بتلك القامة العملاقة التي أحسب الآن وقد مر بنا كل ما مر، أنني كنت محظوظا حينما حظيت بتلك اللقاءات القليلة معه. خاصة وأنني التقيت به ثلاث مرات، لا يزال كل منها محفورا في ذاكرتي، وكأنها حدثت أمس. والواقع أنني، حينما أستعيد سنوات الشباب الأولى في الستينيات، أشعر بأنني كنت محظوظا حينما تعرفت في شرخ الشباب على جل كتاب مصر الكبار وقتها من توفيق الحكيم ويحيى حقي، حتى نجيب محفوظ ويوسف إدريس وفتحي غانم ومحمود البدوي وسعد مكاوي وصلاح عبد الصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهم، وتعلمت منهم الكثير. وتعددت لقاءاتي بهم عشرات، بل مئات المرات. لكنني لم ألتق بطه حسين إلا ثلاث مرات.
وقد فتحت هذه الندوة عالمًا كاملًا لشاب لم يبلغ العشرين بعد، فيها تعرفت على أكثر أبناء جيلي من الذين عُرفوا فيما بعد باسم جيل الستينيات من كتاب وشعراء، وعلى غيرهم ممن سبقونا إلى الكتابة بجيل أو جيلين، وكان عدد كبير منهم يتردد على ندوة نجيب محفوظ تلك. وصحبني عدد منهم إلى ندوات أخرى كانت تعج بها القاهرة في هذا الوقت من مطالع الستينيات، وتنظم ندواتها الأسبوعية في أمسيات مختلفة، إلى الحد الذي يمكن معه القول بوجود تقويم أدبي أسبوعي، يمكن أن تجد فيه ندوة منظمة أو مفتوحة كل يوم من أيام الأسبوع، كانت هناك "رابطة الأدب الحديث"، التي تعقد ندواتها كل ثلاثاء وينظم العمل فيها مصطفى السحرتي، والتي كانت تتردد في قاعاتها أصداء صولات محمود أمين العالم وجولاته فيها قبل اختفائه القسري وراء القضبان عام 1959، وكان هناك "نادي القصة" الذي سعى يوسف السباعي لاستقطاب أعلام جيله من الكتاب فيه، وكانت سلسلة "الكتاب الذهبي" التي تصدر عنه، توشك أن تكون صك الجودة وتمرير الأعمال القصصية والروائية الجيدة إلى الجمهور الواسع، وكان يقيم ندوة أسبوعية كل أربعاء يناقش فيها كما يقول عنوانه مجموعة قصصية أو رواية جديدة في كل مرة، فضلا عن أنه كان يعقد مسابقة سنوية.