رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صاحب أقدم ورشة لتصنيع "القبعات" بالإسكندرية: عاشق لمهنتي وحضارة بلدي (صور)

صاحب أقدم ورشة لتصنيع
صاحب أقدم ورشة لتصنيع القبعات

نقوش فرعونية، ورسومات تحمل الرموز المصرية والحضارة المصرية القديمة، تراها عند دخولك ورشة صغيرة لتصنيع القبعات يدويًا بمنطقة بحرى بالإسكندرية، والتي تحمل أغلبها طباعة إسم مصر باللغة الإنجليزية، وبعض الرسومات التي تبرز الطابع المصري، وهو ما يحرص عليه صاحبها منذ سنوات طويلة من إضافة الهوية المصرية لأعماله تعبيرًا عن حبه لبلده مما جعل منتجاته دائمًا مميزة بين مثيلاتها في الأسواق.

received_1065045261129404

التقت "الدستور"، السيد الخطيب، صاحب أقدم ورشة لتصنيع القبعات بالإسكندرية والتي توارثها عن والده وما زال يحرص على المهنة حتى الآن.

يقول الخطيب، إنه تعلم المهنة من والده، وكان منذ صغره يلازمه في الورشة بجانب دراسته حتى أتقن الصنعة في الطفولة، مشيرًا إلى أن الورشة في تلك المنطقة عمرها تخطى الـ 70 عامًا فقد بدأت منذ عام 1949 من خلال والده الذي كان يعشق مهنته والذي اكتسب منه حب المهنة وورثها وعمل بها منذ أن كان طفل  حتى اليوم.

received_1392940058161228

رموز فرعونية لتأكيد الهوية المصرية

وأضاف لـ"الدستور" أنه لم يورث من والده الصنعة فقط، بل ورث حب مصر والذي يعبر عنه بشكل دائم في أعماله، فوالده كان مرتبط جدا بمصر قائلًا: "والدي ربانا على الوطنية وحب مصر وهذا ميراث غالي جدا" متابعًا أن العديد من القبعات التي يصنعها تحمل الرموز الفرعونية من الأهرامات وتوت عنخ أمون ورمسيس الثاني وعين حورس بالإضافة إلى طبيعة مصر من الجمال والنخيل والشمس وغيرها، بجانب اسم مصر باللغة الإنجليزية وهو الأساس دائما في إنتاجه لتعريف الزائرين من الأجانب على الحضارة، لكي نكون سفراء لبلدنا حتى وإن كان ذلك بشئ بسيط وهو برنيطة أو "قبعة".

received_613982757391697


بداية الورشة تصنيع البرنيطة للجاليات الأجنبية

وأوضح أن الموديلات قديمًا كانت غير اليوم، والخامات أيضًا متغيرة، حيث أن والده كان يصنع البرنيطة الخاصة بالأجانب والكاسكيت الإيطالي، وكانت الإسكندرية بها العديد من الجاليات الأجنبية التي كانت ترتدي القبعات، بجانب صناعته لبرنيطة الصيادين والتي تسمى البمبوطي، وقبعة سوكلرلو وغيرها، ولم يكن يوجد الخامات والطرق الحديثة مثل الآن من الطباعة الديجيتال وغيرها التي تناسب الشباب، مشيرا إلى أن القبعات الصيني التي تباع في الأسواق أو على الانترنت، خلقت نوع من التحدي بينها  وبين ما يتم تصنيعه يدوي بأيدي وهوية مصرية 100%، ولكن المصرى مازال مميز للجودة والإتقان.

received_819668909723619

قبعة كأس العالم وأوبرا عايدة

وأوضح" الخطيب" أنه يصنع العديد من الأشكال الحديثة وقبعات التخرج للمدارس، وارتبط اسمه بالعديد من المناسبات المميزة ، حيث أن المناسبات التي تكون بها اسم مصر، يصمم من أجلها قبعة خاصة، مشيرًا إلى أنه في عام 1990 عندما دخلت مصر كأس العالم في إيطاليا بعد سنوات طويلة وكان حدث كبير، قررت تنفيذ "برنيطة" عليها علم مصر وعليها لوجو البطولة وكلمة إيطاليا 90 من جانب والجانب الآخر مصر " Egypt"، كما نفذت "برنيطة" بألوان علم إيطاليا أيضا بلد البطولة، والفكرة نالت إعجاب الكثير واصبح يرتديها المشجعين داخل مصر وخارجها أيضًا ممن سافر لحضور البطولة في إيطاليا، حيث ارتدى مجموعة من المصريين والأجانب القبعات في المدرجات وأحضروا البعض لي صورًا من إيطاليا لأرى منتجي الذي وصل إيطاليا.

received_554830406608742

وتابع أن في عام 1996 أعلنت مصر عن عرض "أوبرا عايدة" في الأقصر، وعندما علمت طلبت من بعض المعارف إرسال لي شكل الدعوة الخاصة بحفل الأوبرا، لأصمم قبعة بهذه المناسبة ولكن بشكل مختلف فلم اضع صورة "عايدة الحبشية" على القبعة بل اخترت وضع مجموعة العازفين من قدماء المصريين، والكتابة بنفس نمط خط الدعوة اسم "أوبرا عايدة ومصر"، وكانت محل الإعجاب بين الأجانب في الأقصر، وظل يُطلب منى تصنيعها حتى بعد انتهاء العرض حيث كان يطلبها الأجانب بالأقصر قائلًا: "سفر سائح بقبعة عليها اسم مصر إلى بلده هو نجاح وتعريف بالهوية والحضارة".

received_999205148097687

اعشق المهنة واتمنى تعليمها للشباب

ولفت أنه بعد وفاة والده أصبح يعمل بمفرده ويصنع كميات ليست كبيرة، ولكن لها عملائها، مؤكدًا على حبه المهنة ولا يستطيع الابتعاد عنها حيث يقضي يومه في ورشته الصغيرة ودائمًا يبحث عن افكار جديدة ليكون عمله متجدد ومواكب لكل جديد.

وأكد أنه قضي أكثر من 60 عامًا في مهنته، ويجب على من يتعلم هذه المهنة أن يحبها، لكي يبدع فيها، وأن يكون لديه حب وصبر  للعمل اليدوي، وهو ما يفتقده الشباب الآن بالبحث عن عمل بدون مجهود، ولكن هناك من يريد أن يتعلم حرفة وصنعة وهؤلاء هم المستقبل للحفاظ على الكثير من المهن اليدوية التي تتميز بها منذ القدم وحتى الآن.

received_1428307291264732
received_1428307291264732
received_136566819389685
received_136566819389685