بيل جيتس: "ولد فى السواد" كتاب غيّر نظرتى إلى إفريقيا
شارك الملياردير الشهير والمؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت؛ بيل جيتس، مع متابعي مدونته، مراجعته لكتاب قال إنه غيّر من نظرته للقارة الإفريقية، وأنه يتحدى الروايات الغربية عنها.
- التعلم من الخبراء الأفارقة
وقال بيل جيتس بسبب كل العمل الذي تقوم به مؤسستنا مع الشركاء في القارة، فقد شرعت على مر السنوات في التعلم من الخبراء الأفارقة، وقراءة الكثير من الكتب حول هذا الموضوع، ودرست العديد من البلدان هناك أثناء زيارات المؤسسة، لكني الآن أرى إفريقيا بشكل أكثر وضوحًا بفضل كتاب "ولد في السواد" لهوارد فرينش، الذي هو نتاج بحث دقيق ويتحدى الروايات الغربية المعيارية عن القارة.
وتابع جيتس أن الكاتب هوارد فرينش، الذي تنحدر عائلته من إفريقيا، عمل أستاذًا في ساحل العاج والولايات المتحدة، ومراسلًا في إفريقيا لصحيفة نيويورك تايمز، وعمل على إعطاء القراء منظورًا جديدًا للقارة الإفريقية.
- استغلال الثروات الإفريقية
وتابع "جيتس": يلقي الكاتب نظرة فاحصة على فكرة أن عصر الاكتشافات في أوروبا كان ثمرة طبيعية لثروتها وقوتها وإنجازاتها التكنولوجية في الواقع، كما يجادل الكاتب في فجر القرن السادس عشر، كانت الدول المتحاربة والمنقسمة في أوروبا أقل قوة وابتكارًا من المناطق الأخرى، لم تكن رحلاتها الاستكشافية ممكنة حتى بدون الأرباح التي يجنيها أفراد العائلة المالكة في أوروبا من الذهب الإفريقي.
ويستطرد جيتس في مراجعته: الكاتب يشير إلى أن الدفعة الهائلة التي قدمها هذا الذهب للتاج البرتغالي مكّنت لشبونة من مواكبة إسبانيا بمسارها السريع في رحلات المحيط والاكتشاف والغزو والتجارة العابرة للقارات.
- إفريقيا لم تكن بدائية
وأوضح أن هناك فكرة أخرى يسعى الكتاب لتصويبها وهي أن إفريقيا كانت بدائية قبل وصول الأوروبيين في الواقع، كما يوضح الكتاب: أنشأت العديد من الممالك الإفريقية مدنًا وولايات تنافس أوروبا من حيث التنظيم السياسي والقوة العسكرية والتجارة والفن والاستكشاف.
وتمتلك مملكة واحدة على الأقل، في مالي الحالية، ثروة تفوق بكثير ثروة أي عائلة ملكية في أوروبان عندما عبر الإمبراطور المالي مانسا موسى وحاشيته البالغ عددهم 60 ألف شخص القارة الإفريقية عام 1342، أحضروا ما يصل إلى 18 طنًا من الذهب الخالص لاستخدامها في التجارة والهدايا. لسوء الحظ، وصلت التقارير عن ثروة موسى في النهاية إلى العواصم الأوروبية، مما ساعد الأوروبيين في سعيهم وراء ثروات إفريقيا.
- عمل العبيد من إفريقيا
يجادل الكاتب أيضًا ضد فكرة أن عمل العبيد من إفريقيا قدّم مساهمة هامشية في صعود الغرب. فيوضح أن القيمة المشتقة من تجارة العبيد وملكيتهم في أمريكا وحدها كانت أكبر من قيمة جميع المصانع والسكك الحديدية في البلاد. وبشكل أكثر عمومية: لولا إفريقيا، لم يكن هناك نوع من الانفجار للثروة الذي تمتع به الغرب ولا مثل هذا التصنيع المبكر أو السريع.
ويختتم جيتس مراجعته، قائلًا: إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن تاريخ إفريقيا ودورها المركزي في العالم والطرق وإساءة فهم الغرب لذلك، فإنني أوصي بشدة بقراءة هذا الكتاب.