دلالات ونتائج غير متوقعة.. قراءة في الانتخابات التركية
صدمت نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت الأحد 14 مايو الجاري، المتابعين للشأن التركي، حيث لم يستطع الرئيس الحالي مرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، أو منافسه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، من تحقيق نسبة أكبر من 50% من أصوات الناخبين، ويذهب الزعيمان نحو الإعادة في 28 مايو، لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية.
وتحمل هذه الانتخابات أهمية قصوى، بحسب مراقبين للوضع في تركيا، لأنها من جهة تأتي مع إتمام أردوغان عامه العشرين في السلطة، ومن جهة أخرى في مرحلة يعاني فيها اقتصاد البلاد ارتفاع مستويات التضخم الاقتصادي، والنزاع حول السياسية الخارجية لأنقرة، والزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير الماضي وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمام أنصاره في أنقرة، إنه لن يفسد أحد هذا المشهد الانتخابي بحسابات سياسية ضيقة، لافتًا إلى أن النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التركية تظهر تقدمنا بفارق كبير على المنافس كمال كيلتشدار أوغلو.
أوغلو سيقاتل حتى النهاية
فيما قال مرشح المعارضة التركي وخصم الرئيس رجب طيب أردوغان الرئيسي، كمال كيليجدار أوغلو، في رسالة مصورة عبر تويتر إنه "سيقاتل حتى النهاية"، مضيفا في مقطع فيديو، الاثنين: "أقسم أنني سأقاتل حتى النهاية. أنا هنا".
وتظهر النتائج الأولية حصول كليتشدار أوغلو على 44.88٪ من الأصوات بينما حصل أردوغان على 49.5٪.
ورأت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، أن مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية سيؤثر ليس فقط على ديمقراطية بلاده، ولكن على السياسة الخارجية للولايات المتحدة أيضا.
أردوغان أربك البيت الأبيض
وأضافت أنه على الرغم من أن تركيا حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلا أن أردوغان غالبا ما أحبط واشنطن، عبر التقرب من روسيا واقتراح التقارب مع سوريا.
وأشارت إلى أن فرز أصوات الانتخابات الرئاسية التركية، مساء أمس، وضع أردوغان في الصدارة، لكنه انخفض إلى ما دون عتبة 50% اللازمة لتجنب جولة الإعادة التي قد تؤدي إلى إقصائه عن السلطة أو مقايضة بين الشخصيات الرئيسية لتمديد حكمه.
وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية إن أردوغان أربك رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين، حيث أزعجت كياسته تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة في سعيها لإنقاذ سيادة أوكرانيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية قبل أكثر من عام.